ابتكار مصري أذهل منصات التواصل وأثار شكوك العلماء
آخر تحديث GMT18:20:00
 العرب اليوم -

"ابتكار مصري" أذهل منصات التواصل وأثار شكوك العلماء

 العرب اليوم -

 العرب اليوم - "ابتكار مصري" أذهل منصات التواصل وأثار شكوك العلماء

الروبوت
القاهرة - العرب اليوم

مع إعلان مهندس مصري، قبل أيام، ابتكار روبوت جديد قادر على تحويل الهواء الجوي المحمل بنسب عالية من الرطوبة إلى ماء، تداول رواد مواقع التواصل الاجتماعي قصته على نطاق واسع معتبرين الروبوت إنجازا علميا كبيرا. ويقول المهندس المصري محمود الكومي، إن الروبوت الذي ابتكره يصلح للاستخدام فوق سطح المريخ، وهذه الفرضية لم تخضع لأي تقييم علمي موثق حتى الآن، ما يثير الشكوك حول جدية الابتكار وتفرده، خاصة أن تقنية تحويل الهواء الجوي المحمل بالرطوبة إلى ماء ليست جديدة.

أطلق الكومي اسم "إيلو" على الروبوت الجديد، ويقول إن الاسم مأخوذ من كلمة في اللغة الإستونية وتعني "الحياة"، إلى جانب أن اللفظة قريبة إلى اسم "إيلون ماسك"،  وهو صاحب نموذج الأعمال المفضل له. أنه بدأ العمل على هذه التقنية منذ عام 2013؛ إذ عمل على نموذج يقوم بتحويل الرطوبة الموجودة في الهواء الجوي إلى ماء صالح للشرب، وهو الابتكار الذي أعلنته شركات عالمية بعد ذلك؛ حيث لم يتمكن حينها من استكماله، على حد تعبيره.

ويضيف أن ما يميز ابتكاره الجديد عن تقنيات تحويل الهواء الجوي إلى ماء الموجودة في الأسواق، هو أن جهازه يستطيع القيام بالمهمة في ظل ظروف تشابه تلك الموجودة على سطح المريخ، وعن طريقة اختبار هذه التقنية في ظروف المريخ، قال الكومي إنه طبق ذلك وفقًا لنسب الغلاف الجوي في المريخ، بالاعتماد على مصادر من وكالة ناسا. ويقول المهندس المصري إنه تقدم بطلب للحصول على براءة اختراع من أكاديمية البحث العلمي، التابعة لوزارة التعليم العالي المصرية، لكنه لم يتم الموافقة على براءة الاختراع بعد، لأن إجراءات الموافقة تتطلب عامين، حتى تتم المراجعة والعرض على الجهات العلمية.

ولدى سؤاله عن نشر هذا الابتكار في ورقة علمية في أي من الدوريات العلمية العالمية الموثوقة، أفاد الكومي، بأنه باحث مستقل، وغير مُقيد في جامعة حتى يقوم بإجراء أي بحث علمي من خلال مؤسسة أكاديمية، لافتًا إلى أن تكاليف النشر العلمي مرتفعة جدًا، وهو السبب الذي يعيقه عن نشر ابتكاره في مجلة علمية بشكل فردي. ويلفت الكومي إلى أنه سعى إلى مؤسسات بحثية، لكن لم يكن هناك نتيجة، مؤكدًا في الوقت ذاته أنه حصل من قبل على جائزة جنيف بابتكاره روبوت "كيرا".

 توجه بالسؤال إلى الدكتور أسامة شلبية، أستاذ فيزياء الفلك والفضاء بجامعة القاهرة، حول الابتكار الجديد، ومدى ملائمته لغلاف المريخ، والذي قال بدوره إن الفكرة وجيهة من حيث المبدأ، لكن لكي نستطيع الحكم عليها علميًا لابد من وجود معايير واضحة. ويضيف أن أي ابتكار لابد أن تتوافر فيه شروط محددة، وهي أن يكون هناك عملية "نشر علمي" في مجلة علمية دولية مرموقة توثق للنظرية المبني عليها، إلى جانب الحصول على براءة اختراع، وهو ما لم يتحقق في هذا الابتكار الجديد.

ويلفت شلبية إلى أن النظريات العلمية تتطلب أحيانًا عشرات السنوات حتى يتم التحقق منها، وتتحول النظرية العلمية إلى تطبيق، ويستشهد بنظرية الانبعاث المستحث للإشعاع "الليزر" التي وضعها "أينشتاين" لكنها لم تتحول إلى تطبيق وتوليد أول شعاع ليزر أثناء حياته. ويشدد مدير مركز أبحاث الفضاء أن تكنولوجيا تحويل الهواء الجوي إلى ماء، ليست جديدة، وهي فكرة موجودة ومجربة، لكن في حالة تغيير نسب مكونات الهواء في الابتكار الجديد لتناسب نسب الغلاف الجوي في المريخ، فلابد أن يتم وضع هذه الفرضية في ورقة علمية ويتم مراجعتها من العلماء، ونشرها قبل الحديث عنها في الإعلام.

 من جانبه يقول أشرف أمين، رئيس القسم العلمي بجريدة الأهرام، إن الروبوت "إيلو" ليس ابتكارًا، وإنما هو عملية أقرب لتجميع أو تكرار لمنتج مُتداول بالفعل.  أن المجتمع العلمي يطلق كلمة "ابتكار" عندما يكون هناك منتج ابتكاري جديد، ومن يقرر إذا ما كان هذا النموذج ابتكارا من عدمه هو خضوعه لفحص علمي من جهات موثوقة. ويوضح أنه إذا كان الروبوت الجديد يستطيع تحويل الهواء إلى ماء على سطح المريخ، ففي هذه الحالة لابد أن يتم الاستشهاد بجهات علمية غير متحيزة، مثل وكالة الفضاء المصرية، أو تشكيل لجنة من علماء الفيزياء والفلك بكلية العلوم، ويتم مناقشة صاحب هذه الفكرة.

ويشدد أمين على أن هذه القواعد ليست تقليلًا من شأن المهندس المصري، لكن القواعد التنظيمية تضمن الفصل بين الغَث والسمين، وأن يتم وضع الأمور في نصابها الصحيح؛ مؤكدًا أن التقييم العلمي لأي فكرة أمر مهم للاعتراف بها.

قد يهمك ايضا 

"روبوت كلب" يتفحص أسلاك الكهرباء

روبوتات باسم "زافير" تقوم بدوريات في شوارع سنغافورة ضد المدخنين

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ابتكار مصري أذهل منصات التواصل وأثار شكوك العلماء ابتكار مصري أذهل منصات التواصل وأثار شكوك العلماء



GMT 10:34 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024
 العرب اليوم - أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024

GMT 10:29 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف
 العرب اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف

GMT 13:32 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب
 العرب اليوم - الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب

GMT 09:16 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

أحمد العوضي يتحدث عن المنافسة في رمضان المقبل
 العرب اليوم - أحمد العوضي يتحدث عن المنافسة في رمضان المقبل

GMT 03:50 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

مخبول ألمانيا وتحذيرات السعودية

GMT 06:15 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

جنبلاط وإزالة الحواجز إلى قصرَين

GMT 04:01 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الثكنة الأخيرة

GMT 20:58 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

الجيش الأميركي يقصف مواقع عسكرية في صنعاء

GMT 14:06 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

موسكو تسيطر على قرية بمنطقة أساسية في شرق أوكرانيا

GMT 14:19 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

إلغاء إطلاق أقمار "MicroGEO" الصناعية فى اللحظة الأخيرة

GMT 14:06 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

وفاة جورج إيستام الفائز بكأس العالم مع إنجلترا

GMT 17:29 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

سائق يدهس شرطيا في لبنان

GMT 14:06 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

إصابات بالاختناق خلال اقتحام الاحتلال قصرة جنوبي نابلس

GMT 07:06 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

مقتل 6 في غارة إسرائيلية على مدرسة تؤوي نازحين بغزة

GMT 17:33 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

حرب غزة ومواجهة ايران محطات حاسمة في مستقبل نتنياهو

GMT 14:05 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

مي عز الدين بطلة أمام آسر ياسين في رمضان 2025
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab