نسيج مبتكر يتيح إنقاذاً سريعاً للبيئة من التسربات النفطية
آخر تحديث GMT13:52:24
 العرب اليوم -

نسيج مبتكر يتيح إنقاذاً سريعاً للبيئة من التسربات النفطية

 العرب اليوم -

 العرب اليوم - نسيج مبتكر يتيح إنقاذاً سريعاً للبيئة من التسربات النفطية

الوقود الأحفوري
لندن - العرب اليوم

في نهايات القرن التاسع عشر بدأ الإنسان في استخدام الوقود الأحفوري ومعه تغيرت كل نواحي حياتنا تقريباً على كوكب الأرض، إذ أصبح كل نظام الطاقة الموجودة لدينا منذ ذلك التاريخ إلى اليوم يدور حول الوقود الأحفوري.

التسرب النفطي

ولكن في مقابل ذلك هناك مخاطر وآثار جانبية سلبية تحيط باستخدام الوقود الأحفوري مثل مشكلة تغير المناخ وكوارث التسرب النفطي. وتُطلَق كمية تُقدَّر بمليون طن متري من النفط في محيطات العالم سنوياً. وفي اتجاه التقليل من آثار التسرب النفطي المدمّرة، توصل باحثون من جامعة الملك عبد الله للعلوم والتقنية (كاوست) إلى نوع بوليمر يمكن تشكيله في صورة حصيرة قوية وقابلة لإعادة الاستخدام، تُمكِّن من سرعة امتصاص النفط أو الوقود أو المذيبات العضوية المنسكبة على سطح المياه العذبة أو المالحة. ومن شأن البوليمر المسامي في حد ذاته بمساحة مسطحة كبيرة داخلياً أن يكون المادة المثلى لامتصاص التسرب النفطي.

والبوليمرات هي مواد مصنوعة من سلاسل طويلة ومتكررة من الجزيئات، يكون لها خصائص فريدة من نوعها، اعتماداً على نوع وكيفية الترابط فيما بينها.

يقول الدكتور جورجي سيكلي، أستاذ الهندسة الكيميائية المساعد في «كاوست»، الذي قاد البحث: «لا تزال التسربات النفطية تُشكِّل تهديداً عالمياً للموائل البحرية، وصحة الإنسان، وسُبُل العيش. وعلى الرغم من أن أغلب النفط المنسكب يطفو على سطح الماء، فإن نسبة صغيرة منه تنتشر على نحو طبيعي في الماء، مما يؤثر في النظام البيئي البحري، بما في ذلك الأسماك والعوالق»، مضيفاً أن تلك الكوارث البيئية نشأت عنها حاجة ماسَّة إلى اكتشاف مواد امتصاصية فائقة الأداء من أجل القيام بعملية تنظيف سريعة وعالية الكفاءة لسطح البحر.


حصائر مسامية

ولتطوير مادة امتصاصية للنفط ذات فاعلية أكبر، استغلَّ الفريق بوليمر يُسمَّى 6FDA - TrMPD، وهو بوليمر يتمتع بخاصيتين رئيستين مهمتين لامتصاص النفط المنسكب. يوضح الدكتور فوات توبوز -باحث ما بعد الدكتوراه في فريق سيكلي: «المواد التي استخدمناها مسامية بطبيعتها، على عكس أغلب المواد الأخرى التي اقترح الباحثون استخدامها في عملية تنظيف التسربات النفطية». استخدم الفريق عملية تسمى اللف المغزلي الكهربائي -تُجسِّد دوران الجسيم حول نفسه- لتحويل محلول من البوليمر إلى حصائر متينة تحتوي على شبكة واسعة من المسام مدمجة داخل البنية الليفية للبوليمر، وهو ما ينتج مساحة سطح شاسعة تبلغ 565 متراً مربعاً لكل غرام من المادة لغرض امتصاص النفط.

وثانياً، تضمَّنت البنية الجزيئية للبوليمر مجموعات ثلاثي فلورو الميثيل الكارهة للماء، وهو ما جعل الخصائص الامتصاصية للمادة تطرد الماء مع امتصاصها القوي في الوقت ذاته للسوائل غير القطبية، مثل النفط الطافي على سطح الماء.

وعند اختبار تلك المادة، استطاعت تنظيف انسكابات النفط على سطح الماء بسرعة وكفاءة. ففي غضون بضع دقائق من نشر الحصائر، تمكَّنت من امتصاص الانسكابات بقدرة تتراوح بين 25 و56 غراماً من النفط، أو المذيب غير القطبي، لكل غرام من البوليمر. يقول توبوز: «كان الأداء الامتصاصي للمادة أفضل كثيراً من أداء المواد الامتصاصية الأخرى، كما يمكن إعادة تدوير تلك المادة وإعادة استخدامها بأداء مماثل، مما يدل على إمكاناتها الكبيرة في تنظيف انسكابات نفط والمذيبات غير القطبية».

يقول سيكلي: «خطوتنا التالية ستتمثل في معالجة إضافية لتلك المواد لصنع أغشية وإسفنجات ليفية بهدف صنع مواد امتصاصية سهلة الاسترداد مع الحفاظ على أدائها العالي». ويطوِّر الفريق أيضاً في الوقت الراهن مواد امتصاصية مصنوعة من بوليمرات مأخوذة من مصادر مستدامة، ويسعى في الوقت ذاته لتوسيع نطاق الملوثات التي يمكن لتلك المواد التقاطها كي تشمل إزالة الملوثات العضوية الدقيقة والمعادن الثقيلة من الماء.

قد يهمك ايضاً:

الجفاف يهدّد سوريا جراء تراجع مستوى نهر الفرات وسط تحذيرات من كارثة إنسانية

انطلاق قمة بغداد للتعاون والشراكة بمشاركة عربية ودولية واسعة وبغياب سوريا ولبنان

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

نسيج مبتكر يتيح إنقاذاً سريعاً للبيئة من التسربات النفطية نسيج مبتكر يتيح إنقاذاً سريعاً للبيئة من التسربات النفطية



تارا عماد بإطلالات عصرية تلهم طويلات القامة العاشقات للموضة

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 03:27 2024 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

فلورنسا الإيطالية تتخذ تدابير لمكافحة السياحة المفرطة
 العرب اليوم - فلورنسا الإيطالية تتخذ تدابير لمكافحة السياحة المفرطة

GMT 22:43 2024 الخميس ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

حسين فهمي يعرب عن دعمه للأفلام الفلسطينية واللبنانية
 العرب اليوم - حسين فهمي يعرب عن دعمه للأفلام الفلسطينية واللبنانية

GMT 13:26 2024 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

ميتا تعتزم إضافة الإعلانات إلى ثردز في 2025
 العرب اليوم - ميتا تعتزم إضافة الإعلانات إلى ثردز في 2025

GMT 03:43 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

ليلة ليلاء؟!

GMT 07:03 2024 الخميس ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

الكشف عن وجود علاقة بين النوم المبكر وصحة أمعاء طفلك

GMT 03:23 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

تناول المكسرات يوميًا يخفض خطر الإصابة بالخرف

GMT 08:21 2024 الخميس ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

ذكرى عيد الجهاد!

GMT 13:15 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

مقتل 7 جنود إسرائيليين في تفجير مبنى مفخخ جنوب لبنان

GMT 12:42 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

محمد تكالة يُنتخب رئيساً للمجلس الأعلى للدولة في ليبيا

GMT 13:13 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

ريال مدريد يدرس ضم أرنولد من ليفربول في يناير القادم

GMT 08:02 2024 الخميس ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

الرياض... بيانٌ للناس

GMT 13:51 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

برشلونة يعلن إصابة أنسو فاتي وغيابه 4 أسابيع

GMT 11:44 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

"فيتنام أيرلاينز" بصدد شراء 50 طائرة في النصف الأول من 2025

GMT 20:36 2024 الثلاثاء ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

إسعاد يونس تتمنى أن يجمعها عمل مسرحي بشريهان

GMT 10:43 2024 الثلاثاء ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

عملة البيتكوين تقترب من 90 ألف دولار بعد انتخاب ترامب

GMT 10:41 2024 الثلاثاء ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

ليفربول يفقد أرنولد أسبوعين ويلحق بموقعة ريال مدريد

GMT 11:11 2024 الثلاثاء ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

هاني سلامة وياسمين رئيس يجتمعان مجددا بعد غياب 12 عاما

GMT 13:36 2024 الثلاثاء ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

أمازون تؤكد تعرض بيانات موظفيها للاختراق من جهة خارجية

GMT 13:40 2024 الثلاثاء ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

الصين تطلق قمرا صطناعيا جديدا لرصد انبعاثات غاز الميثان

GMT 17:33 2024 الثلاثاء ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

مقتل شخصين في الغارة الإسرائيلية على مدينة صور جنوبي لبنان

GMT 03:50 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

قمة الرياض.. لغة قوية تنتظر التنفيذ
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab