واشنطن ـ العرب اليوم
حققت المركبة الجوالة برسفيرنس التابعة لناسا إنجازا هاما في مهمتها على الكوكب الأحمر، حيث وصلت إلى 1000 يوم مريخي منذ وصولها إلى الكوكب في فبراير 2021.
وقد قطعت المركبة المتطورة والمجهزة بالتكنولوجيا المتقدمة خطوات كبيرة في سعيها للكشف عن أدلة على وجود حياة سابقة على المريخ.
وبمناسبة مرور 1000 يوم مريخي على سطح الكوكب الأحمر، أكملت مركبة ناسا الجوالة مؤخرا استكشافها لدلتا النهر القديم الذي يحمل دليلا على وجود بحيرة ملأت "فوهة جيزيرو" (Jezero Crater) منذ مليارات السنين.
ويشار إلى أن اليوم المريخي أطول بقليل من يوم الأرض، حيث يبلغ 24 ساعة و39 دقيقة و35.2 ثانية.
وقد جمعت برسفيرنس ذات العجلات الست، حتى الآن، ما مجموعه 23 عينة، وكشفت في هذه العملية عن التاريخ الجيولوجي لهذه المنطقة من المريخ.
وتحتوي إحدى العينات المسماة "خليج ليفروي" (Lefroy Bay) على كمية كبيرة من السيليكا ذات الحبيبات الدقيقة، وهي مادة معروفة بأنها تحافظ على الحفريات القديمة على الأرض. وتحتوي عينة أخرى تسمى "قمة أوتيس" (Otis Peak) على كمية كبيرة من الفوسفات، والذي غالبا ما يرتبط بالحياة كما نعرفها.
وكلتا العينتين غنيتان أيضا بالكربونات، والتي يمكن أن تحافظ على سجل للظروف البيئية منذ تشكل الصخر.
وتمت مشاركة هذه الاكتشافات يوم الثلاثاء 12 ديسمبر/كانون الأول في اجتماع الخريف للاتحاد الجيوفيزيائي الأمريكي في سان فرانسيسكو.
وطوال رحلتها المريخية، كانت برسفيرنس تستكشف بعناية أجزاء مختلفة من "فوهة جيزيرو"، وكانت تجمع عينات من الصخور، والتي سيتم إعادتها إلى الأرض لفحصها بشكل شامل باستخدام معدات مختبرية متطورة.
وفي الآونة الأخيرة، اختتمت المركبة تحقيقاتها في دلتا النهر القديم في الفوهة التي كانت بمثابة قناة للمياه منذ مليارات السنين.
وتم اختيار "فوهة جيزيرو" كموقع هبوط بناء على صور مدارية تظهر وجود دلتا، ما يشير إلى وجود بحيرة كبيرة في الماضي.
ووفقا لكين فارلي، عالم مشروع بيرسيفيرانس من معهد كاليفورنيا للتكنولوجيا، فإن تكوينات البحيرة والدلتا تخلق بيئة صالحة للسكن وهي مثالية للحفاظ على علامات الحياة القديمة كسجلات أحفورية. ومن خلال الاستكشاف المكثف، أنشأت المركبة تاريخا جيولوجيا شاملا للفوهة، وتتبع تطورها من تكوين البحيرة إلى نهاية مرحلة النهر.
وعلى الرغم من هذا الإنجاز الكبير، ما يزال هناك الكثير من العمل أمام برسفيرنس. وستتضمن المرحلة التالية من المهمة استكشاف رواسب الكربونات على طول حافة " فوهة جيزيرو"، بالقرب من مدخل الوادي الذي غمرته المياه ذات يوم. ومن المتوقع أن تحتوي هذه المنطقة على أدلة قيمة حول ماضي المريخ وقدرته على دعم الحياة.
قد يهمك أيضا
أرسل تعليقك