واشنطن - العرب اليوم
مع سطوع قمر الحصاد هذا العام، دقت يد الخريف الباب، حاملة معها النسيم البارد، وأوراق الأشجار المتساقطة، لتعلن انتهاء فصل الصيف وبدء الاعتدال الخريفي.مثل هذه الأجواء كانت تواكب حصاد الذرة لدى الأميركيين الأصليين، لذا أطلقوا على بدر شهر سبتمبر "قمر الحصاد"، ومنحوا قمر كل شهر أسماء مختلفة سنعرف حكايتها في هذه السطور.وبدأ اكتمال القمر هذا العام يوم 20 سبتمر، وظل باديا في حالة الاكتمال للعين المجردة لثلاثة أيام، وصادف هذا العام اكتمال القمر الاعتدال الخريفي الذي بدأ يوم 22 سبتمبر.ويفسر الظاهرة أشرف تادرس، رئيس قسم الفلك السابق بمعهد البحوث الفلكية والجيوفيزيقية بمصر؛ إذ يقول إن الاعتدال الخريفي يحدث عندما تكون الشمس عمودية على خط الاستواء.ويضيف "من هنا يبدأ فصل الخريف في نصف الكرة الشمالي، وفصل الربيع في نصف الكرة الجنوبي، وفي هذا اليوم تكون عدد ساعات النهار مساوية تقريبا لعدد ساعات الليل". ويقول لموقع "سكاي نيوز عربية" إن الاعتدال الخريفي في هذا العام يأتي مع اكتمال قمر الحصاد، مشيرا إلى أن هذه المصادفة لا تتكرر كل عام.
أسرار تسمية القمر أما عن أسرار تسمية "بدور" القمر بأسماء معينة، يقول تادرس، إن هذا الأمر لا يرتبط بعلم الفلك، فهو يعود إلى ثقافة الأميركيين الأصليين؛ إذ كانوا يربطون بين اكتمال القمر وأنشطتهم اليومية، ففي سبتمبر يأتي حصاد الذرة، فأصبح اسم البدر بـ "قمر الحصاد"، وهكذا يتكرر الأمر مع حصاد الفراولة في شهر يونيو، فيصبح "قمر الفراولة". ولم يسجل الأميركيون الأصليون الوقت باستخدام أشهر التقويم اليولياني أو الميلادي، ولكن العديد من القبائل اعتمدوا على معرفة الوقت من خلال مراقبة الفصول والأشهر القمرية. وفي أحيان كثيرة كانت السنة لدى الأميركيين الأصليين تضم 4 مواسم، وأحيانا أخرى تضم 5 مواسم، وحددت بعض القبائل السنة على أنها 12 قمرا، والبعض الآخر اعتبرها 13 قمرا، فيما أضافت قبائل أخرى قمرًا إضافيًا للحفاظ على الدورة القمرية متزامنة مع فصول السنة.لهذا كله، كان القمر محور حياة الأميركيين الأصليين، وتباينت تسميات القمر بين القبائل، فكان لكل قبيلة تفضيلاتها من الأسماء، ومع وفود المستعمرين الأوروبيين إلى أميركا، استعملوا أسماء القمر وطبقوها على أشهر التقويم الميلادي.
أسماء القمر
قائمة بتسميات القمر عندي الأوروبيين المستعمرين والقبائل الأميركية الأصلية وفقا للتقويم الميلادي:
شهر يناير: "قمر الذئب"، حيث كان البدر يظهر عندما كانت الذئاب تعوي جوعا خارج القرى، يُعرف أيضا باسم القمر القديم.
شهر فبراير: "القمر الثلجي"، عادةً ما تسقط الثلوج الأثقل في فبراير، يصبح الصيد صعبًا للغاية، وبالتالي بالنسبة لبعض القبائل الأمريكية الأصلية كان هذا هو "قمر الجوع".
شهر مارس: "قمر الدودة"، الذي يتزامن مع قدوم الربيع وعودة ظهور دودة الأرض.
شهر أبريل: "القمر الوردي" يبشر هذا البدر بظهور الزهرة الوردية الطحلبية، أو الفلوكس الأرضي البري - وهي إحدى زهور الربيع الأولى، يُعرف أيضا باسم قمر العشب النابت، وقمر البيض، وقمر السمك.
شهر مايو: عرف قمر هذا الشهر بعدة أسماء منها: قمر زراعة الذرة أو قمر الحليب، وتنبت الأزهار بوفرة هذا الشهر، فأطلق عليه كذلك"قمر الزهرة"
شهر يونيو: "قمر الفراولة"، ربطت قبائل ألغونكوين بين هذا القمر وجمع الفراولة الناضجة، يُعرف أيضا باسم القمر الوردي والقمر الساخن. شهر يوليو: "قمر الرعد". عُرف بهذا الاسم لأن العواصف الرعدية متكررة جدا خلال هذا الشهر. شهر أغسطس الكامل "قمر سمك الحفش"؛ حيث كانت بعض القبائل الأميركية الأصلية تصطاد سمك الحفش في البحيرات العظمى وبحيرة شامبلين بسهولة أثناء اكتمال القمر، وأطلق عليه آخرون اسم قمر الذرة الخضراء. شهر سبتمبر: "قمر الذرة" أو "قمر الحصاد"، يتوافق هذا البدر مع وقت حصاد الذرة. ويسمى أيضا بقمر الشعير، لأنه وقت حصاد الشعير الناضج ودرسه، وهو البدر الأقرب للاعتدال الخريفي، والذي يمكن أن يحدث في سبتمبر أو أكتوبر، ويكون ساطع بدرجة كافية للسماح بإنهاء جميع أعمال الحصاد.شهر أكتوبر: "قمر الصيد"، وهو شهر الصيد والتخزين في مخزن المؤن لفصل الشتاء الطويل القادم، يُعرف كذلك بقمر شهر أكتوبر باسم "قمر السفر" و"القمر المحتضر".نوفمبر: "قمر القندس" سمى على اسم القنادس، وهو جنس من القوارض المائية لها فراء، وكان هذا التوقيت المناسب حتى يصطادها المستعمرون وقبائل ألغونكوين قبل أن تتجمد المستنقعات، لضمان توفير الفراء في فصل الشتاء، وسمي أيضا هذا البدر بـ "قمر الصقيع".شهر ديسمبر: "قمر الليالي الطويلة"، في هذا الشهر يحكم برد الشتاء قبضته وتصبح الليالي طويلة ومظلمة، ومن هنا جاءت التسمية.
قد يهمك ايضا
وكالة ناسا تخصص 146 مليون دولار لإدخال تعديلات في تصميم المنصة القمرية
روسيا تعلّق تصميم الصاروخ القمري فائق الثقل
أرسل تعليقك