نيويورك ـ فارس
افترض العالم المشهور ستيفن هوكينغ في ورقة علمية جديدة أن الثقوب السوداء لا وجود لها من المنظور التقليدي المعتمد حالياً.
وطرح في ورقته أفكاراً قد تشكل انقلاباً جذرياً في النظريات المعتمدة سابقاً حول طبيعة الثقوب السوداء وخصائصها.
وبحسب النظريات الكلاسيكية فإنه لا يوجد نوع من الطاقة أو المعلومات يمكنه الإفلات من قوة الجاذبية الهائلة للثقب الأسود.
ولكن المبادئ الأساسية لفيزياء الكم تفترض بأن إمكانية الإفلات من الثقب الأسود واردة. وهذا تناقض يشكل محور جدال بين العلماء منذ سنين.
وفي ورقته العلمية المعنونة بـ"حفظ المعلومات والأرصاد الجوية للثقوب السوداء" يقترح هوكينغ حلاً لهذا التناقض بافتراضه أن المعلومات والطاقة لا يتم إلتهامها بشكل نهائي ومطلق، إنما تعيد الثقوب السوداء إطلاقها في الكون ولكن بصيغة مشوّهة غير معروفة.
وبحسب النظريات المتعارف عليها، فإن للثقب الأسود "نقطة أفق" تمثل الحد الذي يشكل نقطة اللاعودة، والتي لا يمكن بعدها الإفلات من جاذبية مركز الثقب.
ويطرح هوكينغ هنا مفهوماً جديداً لنقطة الأفق، حيث يصفها بالحدود المتغيرة التي تتذبذب تبعاً للمؤثرات الكميّة. وبإلغاء مفهوم "نقطة الأفق"، تنعدم فكرة "الجدار الناري" للثقب الأسود أيضاً. وذلك يلغي التناقض القائم حول احتراق الجسم المقترب من ثقب أسود بفعل الجدار الناري وكثافة الإشعاعات في منطقته، أو تمدده باتجاه مركز الثقب بفعل قوة الجذب الهائلة.
وقد بدأ العلماء بمناقشة النظرية الجديدة لهوكينغ، وظهرت بعض الآراء المعارضة للمفاهيم المطروحة فيها. وعبر عالم الفيزياء النظرية رافائيل بوسو عن اعتقاده بأن افتراض عدم وجود نقطة لاعودة تشكل حداً لا يمكن بعده الإفلات من الثقب الأسود، يضع العلماء أمام معضلة راديكالية أكثر تعقيداً من افتراض وجود جدار ناري للثقب الأسود.
أرسل تعليقك