من المفاهيم الخاطئة الشائعة أن القمر له جانب "مظلم". لكن جيوبا هناك لا تتلقى أي أشعة أبدا: فوهات عميقة وحفر على خطوط العرض العالية، في المناطق القطبية للقمر.
ومع جدران عالية تحمي أرضية الفوهة من الإشعاع الشمسي القاسي.
وفي هذه الثقوب القمرية الغامضة، والتي تحافظ على درجات حرارة متجمدة حول -163 درجة مئوية (-260 درجة فهرنهايت)، يعتقد العلماء أنه قد يكون هناك كل أنواع الأشياء المثيرة للاهتمام. وبشكل أساسي واحد: جليد مائي، في بقع يصل سمكها إلى عدة أمتار.
ومن المحتمل ألا نعرف على وجه اليقين حتى عام 2024 على الأقل، وهو العام الذي تخطط فيه ناسا لإرسال رواد فضاء إلى القمر للتحقق من ذلك، ولكن في هذه الأثناء، وجد العلماء طريقة لإلقاء الضوء على تلك المناطق المظللة نظرة خاطفة.
ويمكن أن تساعد النتائج في تحديد أي من مناطق الهبوط الـ 13 المرشحة هي الأكثر احتمالية لتحقيق أفضل العلوم، بالإضافة إلى فهم الأماكن الدائمة الباردة والمظلمة التي تمثل واحدة من أكثر حدود القمر غموضا.
أولا، الأخبار السيئة: وفقا لعالم الجليد فالنتين بيكل من ETH Zurich في سويسرا، والذي قاد البحث، يبدو أننا سنضطر إلى الحفر بحثا عن الجليد.
ويقول بيكل: "لا يوجد دليل على وجود جليد سطحي نقي داخل المناطق المظللة، ما يعني أنه يجب خلط أي جليد بتربة القمر أو وضعه تحت السطح".
وقد يبدو أن النظر إلى المناطق المظللة بشكل دائم على القمر أمر مستحيل؛ ومع ذلك، في حين أن ضوء الشمس المباشر قد لا يصل إلى أرضيات الحفرة، فإن الثقوب ليست خالية من الضوء تماما.
وبعض الضوء - ليس كثيرا، ولكن البعض الآخر - يرتد عن الجبال المجاورة وجدران الحفرة في المناطق المظللة، ويتم التقاطه بواسطة مركبة الاستطلاع المدارية القمرية (LRO) التي تدور حاليا حول القمر.
وهذه البيانات، للأسف، صاخبة للغاية بحيث لا يمكن تحديد تفاصيل ما يوجد في الحفر.
وأدخل خوارزمية تعلم الآلة تسمى برنامج U-net لإزالة nOise عالي الفعالية (HORUS). ويمكنه تنظيف الضوضاء في بيانات LRO وكشف ما يكمن في الظلال على القمر.
ونشر الفريق HORUS لتصوير 44 منطقة مظللة بشكل دائم يبلغ قطرها أكثر من 40 مترا (130 قدما) في منطقة استكشاف Artemis. وقال الباحثون إن هذه الصور كانت قادرة على حل ميزات مقياس المتر - وهي معلومات ستساعد في التخطيط لاستكشاف القمر.
ويوضح الجيولوجي ديفيد كرينغ، من معهد القمر والكواكب ووكالة ناسا: "يمكن الآن تصميم الطرق المرئية إلى المناطق المظللة بشكل دائم، ما يقلل بشكل كبير من المخاطر التي يتعرض لها رواد فضاء Artemis والمستكشفون الآليون".
وهذا أمر ذو قيمة خاصة لأن بزة الفضاء Artemis ستوفر فقط قدرا محدودا من الوقت في برودة الفوهات المظللة؛ تسمح التصاميم الحالية بساعتين فقط. وستؤدي القدرة على تحديد الميزات التي يجب زيارتها والتي يجب تجنبها بكفاءة إلى زيادة تلك الساعات. وستستفيد البعثات الروبوتية أيضا من البيانات.
وفي وقت لاحق من هذا العام، سترسل ناسا مركبة هبوط آلية إلى القطب الجنوبي للقمر، ليس بعيدا عن إحدى مناطق الهبوط المرشحة لـArtemis.
قد يهمك أيضــــــــــــــــًا :
ناسا تعلن تأجيل إطلاق أكبر صاروخ فضاء طورّته لإجراء إختبارات على سطح القمر
ناسا تلغي إطلاق صاروخها باتجاه القمر بسبب مشكلة فنية
أرسل تعليقك