بيروت ـ وكالات
رعى رئيس الجمهورية ميشال سليمان، ممثلاً بوزير الاتصالات نقولا صحناوي، حفل الإفتتاح الرسمي لمؤتمر "عرب نت بيروت 2013" الذي اقيم صباح اليوم الخميس في فندق "هيلتون-الحبتور" في بيروت، ويستمر يومين، وينظم بالتعاون مع "مصرف لبنان"، وبدعم من وزارة الاتصالات، وبشراكة إستراتيجية مع "بنك عودة".
وأكد صحناوي الذي تولى أيضاً تمثيل رئيس مجلس النواب نبيه بري ورئيس مجلس الوزراء نجيب ميقاتي، أن "لبنان وضع نصب عينيه ان يصبح المنصة الرقمية الاساسية في الشرق الاوسط"، متوقعاً أن يكون لبنان "قلبا نابضا للاقتصاد الرقمي في المنطقة" وأن يغزو "مبدعوه الاسواق الدولية بالسلع الرقمية"، إذا توافر فيه "قدر مقبول من الاستقرار".
ونقل صحناوي تحيات الرئيس سليمان وتقديره "لهذا المنتدى ولحسن التنظيم والتميز الذي اضحى عليه، ولهذا الجمع التخصصي الراقي"، وكذلك تحيات الرئيسين بري وميقاتي "وثناءهما على ما حققه هذا المنتدى في نسخه السابقة".
وابرز أن "لبنان وضع نصب عينيه هدفين رئيسين في استراتيجيته التحديثية لقطاع الاتصالات والمعلوماتية: اولهما ان يصبح المنصة الرقمية الاساسية في الشرق الاوسط، وثانيهما ان يطور بناه التحتية ليكون من الآن حتى السنة 2015 في مصاف الدول الرائدة في هذا القطاع".
وتابع: " لتحقيق هذه الاستراتيجية، لم نكتفِ بسكب الكلمات فحسب، بل خصصت الدولة اللبنانية في العامين الفائتين استثمارات كبيرة للتحديث والتطوير، فكانت مشاريع الالياف البصرية والبوابات الدولية International Gateways والـ IP/MPLS للهاتف الثابت، والكابل البحري الكسندروس لزيادة كبيرة في السعات الدولية بلغت 700 جيغابيت، وكان الجيلان الثالث والرابع في الهاتف الخليوي". وأضاف "كذلك وضعنا الاطار التنظيمي للمناطق الرقمية، والاطار القانوني للتعرفات التفضيلية، وامتياز ولوج هذه المناطق الى البنى التحتية، وهي المأمول والمتوقع ان تصبح مصانع للخدمات الرقمية ذات القيمة المضافة ولخلق فرص العمل".
ولاحظ أن " الثمار الاولية لهذه الاستراتيجية اظهرها المؤشر الخاص بقطاع المعلوماتية والاتصالات الصادر عن الاتحاد الدولي للاتصالات ITU للعام 2011، اذ حلّ لبنان في المراكز المتقدمة مباشرة بعد دول الخليج العربي. وننتظر بشوق نتائج العامين 2012 و2013".واشار إلى أن "اللبنانيين والزوار العرب والاجانب استشعروا نتائج هذه الاستثمارات الكبيرة في قطاع الاتصالات، اذ زادت سرعة الانترنت 15 مرة على شبكة الهاتف الثابت، و18 مرة على الشبكة الخليوية، والافضل آت مع شبكة الالياف البصرية والجيل الرابع".
وشدد على أن "ابعاد هذه الارادة الصلبة للدولة اللبنانية ليست تحسين الخدمات المقدمة الى المستهلك فحسب". وقال: "هي حقيقةً ثورة في النموذج الاقتصادي اللبناني، بما ان مبدعينا سيكونون في موقع تصدير خدماتهم وابتكاراتهم من لبنان الى العالم، ما يعدّ تطورا استثنائيا وامتيازيا في مسار الاقتصاد اللبناني، وتجديدا غير مسبوق في مسيرة اقتصادنا، بعدما اوغلنا كثيرا في تصدير شبابنا وادمغتنا".
واضاف "مع قدر مقبول من الاستقرار، اتوقع ان يعود لبنان متألقا ومجليا، وان يتاح لمبدعيه غزو الاسواق الدولية بالسلع الرقمية ليبهروا العالم. نعم، مع قدر مقبول من الاستقرار، سيكون لبنان قادرا، في توقيت قياسي، على عكس هجرة الادمغة ونزيفها. سيكون جاذبا للمستثمرين اللبنانيين والاجانب، قلبا نابضا للاقتصاد الرقمي في المنطقة".
وقال إن "هذا التفاؤل يعود ببساطة إلى أربعة ملايين سبب:
-أربعة ملايين دماغ مبتكر وخلاق. اللبناني يولد والإبتكار والإبداع في دمه، والامثلة متعددة على الفرادة اللبنانية في كل المهن التي تتطلب إبداعاً، وعلى النجاح الاستثنائي في عوالم الموضة والمجوهرات والاعلانات والمطبخ والسينما والغناء والشعر والادب، وكثير غيرها.-اربعة ملايين سبب للاستثمار في لبنان وللايمان في مستقبله الرقمي. اللبناني ليس خلاقا فحسب، هو ايضا بائع ماهر، يتقن ثلاث لغات، ويملك ادراكا فطريا في عالم التجارة والاعمال.
-أربعة ملايين من الابطال المُجلّين سيدهشون العالم بإبتكاراتهم، وهو ما بدأوه حقيقة في عدد من قصص النجاح مثل Fou، وDermandar، و Cinemoz ، وAnghami".
وختم: "قبل 35 عاما بالتمام والكمال، في 17 آذار 1978، صرخ الكبير غسان تويني في الامم المتحدة: اتركوا شعبي يعيش. واليوم، اجد نفسي مستنسِخا: اتركوا اقتصادنا الرقمي يعيش، وسيكون جزاؤكم عظيما".
أما النائب الثاني لحاكم مصرف لبنان سعد عنداري، فوصف "عرب نت" بأنه "الحدث الأبرز في المنطقة للقطاعات الرقمية الإبداعية". وقال إن مصرف لبنان "يفتخر" بأنه دعم "عرب نت" منذ بداياته "نظراً إلى قدرته على مدّ جسور في مجال الأعمال في العالم العربي، وتحفيز نمو اقتصاد المعرفة العربي، ودعم قيام شركات جديدة وتوفير فرص عمل للشباب في لبنان".
وشدد على أهمية مبادرات ريادة الأعمال في مواجهة معدلات البطالة الآخذة في الارتفاع في العالم كله، وخصوصاً بين الشباب، لافتا إلى أن "دعم الحاضنات لتمكين رواد الأعمال أساسي في ازدهار هذه المبادرات". وأكد أن "ريادة الأعمال محفّز لتوفير فرص العمل ولإعادة تنشيط الإقتصاد، الذي يشكل الحجر الأساس في الاستقرار الإقتصادي والإجتماعي".
وأشار إلى أن مصرف لبنان "أدى دوراً محورياً في دعم البيئة الحاضنة لريادة الأعمال في لبنان، إذ أطلق منذ العام 2011 مشروع EntrerpreneursLebanon.com الذي يحظى بدعم الجهات الأساسية ذات الصلة بريادة الأعمال في لبنان، ومنها وحدة استراتيجية تكنولوجيا المعلومات والإتصالات في رئاسة مجلس الوزراء". وأوضح أن EntrerpreneursLebanon.com "منصة تتيح لرواد الأعمال في لبنان الإلتقاء والتعاون لإبراز أفكارهم وتطويرها، وللحصول على معلومات عن المؤسسات والخدمات التي توفر الدعم، والتواصل مع المستثمرين والجهات الممولة".
واضاف أن مصرف لبنان أطلق في العامين 2009 و2013 مبادرتين لتشجيع الاستثمار في الإقتصاد اللبناني، توفران حوافز للاستثمارات وتحديداً في المشاريع ذات المنفعة الإجتماعية وذات الصلة بالمجال البيئي وقطاع البحوث والتنمية، إضافة إلى دعم النشاطات المتعلقة بريادة الأعمال في مجالي المعرفة والإبتكار". واشار إلى أن "مصرف لبنان تعاون مع المصارف التجارية لتعزيز نشاط الإقراض في هذه القطاعات من خلال القروض ذات الفوائد المنخفضة والشروط المرنة للشركات الصغيرة والمتوسطة، بما يتيح لهذه الشركات التي تتسم بالابتكار، أن تزدهر ليس في لبنان فحسب، بل أن تتوسع إلى خارجه وتترك أثراً عالمياً".
وقال إن تركيز "عرب نت" على القطاعات الإبداعية، "يبني على موقع لبنان كخزان للمواهب الإبداعية في لبنان، وكملتقى للإنتاج الإبداعي في المنطقة، أذ أن المواهب الإبداعية والإبتكار وريادة الأعمال هي ما يميز لبنان، وهدف مصرف لبنان وعرب نت الحفاظ على هذه الميزات وتطويرها".
أرسل تعليقك