واشنطن ـ وكالات
العيش بين الكائنات الفضائية والطيران مثل الطيور وتسلق الأشجار البلورية الضخمة والعيش بين أغصانها.. مشاهد حالمة رصدتها هوليوود، حول وجود حياة أخرى خارج كوكب الأرض، ولكن هذا الحلم أصبح يقترب أكثر من الواقع فى ظل الاكتشافات الفلكية مؤخراً، وينتظر الأمر مجرد استكمال بعض الحقائق حتى يتم التأكد من أنه أصبح واقعاً، وذلك بعد العثور على كوكب خارج المجموعة الشمسية يشبه الأرض ويعتقد بوجود حياة عليه.
الكوكب الذى يبعد عن الأرض مسافة 20 سنة ضوئية (أى حوالى 200 مليار كيلو متر)، وحجمه أكبر مرة ونصفاً من حجم الأرض، أثار الدهشة فى الأوساط العلمية فى الآونة الأخيرة، حتى إن محرر مجلة علمية فى أمريكا ابتكر مشروع «أهلا من الأرض»، بكتابة رسائل نصية من جميع لغات ودول العالم، بمساعدة مختبر الدفع النفاث التابع لوكالة الطيران والفضاء الأمريكية (ناسا)، فى باسادينا بولاية كاليفورنيا، وأرسلت إلى «كوكب جليز 581 سى» الذى أطلق عليه اسم «الأرض الثانية».
احتمالية وجود حياة على سطح هذا الكوكب أصبحت مؤكدة بنسبة كبيرة بحسب عالم الفلك شتيفان أودرى، أحد مكتشفى الكوكب فى حوار لموقع الإذاعة الألمانية. فالكوكب صخرى مثل الأرض، ومغطى بالمحيطات، وليس غازياً مثل معظم ما يتم اكتشافه من كواكب. ودرجة حرارته تتراوح بين صفر و40 درجة مئوية، ما يسمح بأن تكون المياه هناك سائلة، ويساعد على وجود الحياة.
وبحسب «موسوعة غرائب العالم» فإن تقسيم فصول السنة على سطح الكوكب مختلف تماماً عن الأرض، ويستمر الفصل هناك نحو 13 يوماً فقط، لأنه يدور فى مدار قريب من النجم الذى يتبعه. ويعد الكوكب المكتشف حديثاً أقرب 14 مرة من نجمه بالمقارنة ببعد كوكب الأرض من الشمس، لكن ما يجعل درجة الحرارة على سطحه محتملة، وصالحة للعيش، فى رأى العلماء، اعتقادهم بأن درجة حرارة النجم الذى يدور حوله الكوكب أضعف 50 مرة على الأقل من الشمس.
حجم الكوكب ودرجة الحرارة عليه يسمحان بوجود مثل هذه الحياة، وذلك لأنه يقع فى (المنطقة المعمورة)، أى فى المجال الذى يمكن أن يكون فيه ماء سائل. هناك العديد من مصادر المياه يمكن أن تكون متوافرة هناك، ويمكن مثلاً أن تجلب مذنبات المياه للكوكب كما حدث فى كوكب الأرض فى مرحلة سابقة، كما يمكن أن يكون هناك جليد فى بعض المناطق من الكوكب.
المياه ليست الشرط الوحيد للحياة على سطح «جليز 581 سى»، هناك أيضا شروط كيميائية يجب توافرها لاكتمال شروط الحياة عليه، مثل توفر الأكسجين أو الكربون. ولم يتوصل العلماء بعد إلى معرفة إذا ما كانت هذه المواد متوفرة على سطح الكوكب أم لا.
يقول «أودرى»: نحن نحتاج إلى ضوء من المحيط الجوى للكوكب لنحلله ونكتشف من خلاله المزيد عنه، والضوء نفسه يحتاج إلى 20 عاماً لقطع المسافة بينه وبين الشمس، لذلك ينتظر العلماء اكتشاف المزيد عن الأرض الأخرى.
أرسل تعليقك