التكنولوجيا الحديثة تسهم بخلق فجوة بين أفراد الأسرة
آخر تحديث GMT15:28:57
 العرب اليوم -

التكنولوجيا الحديثة تسهم بخلق فجوة بين أفراد الأسرة

 العرب اليوم -

 العرب اليوم - التكنولوجيا الحديثة تسهم بخلق فجوة بين أفراد الأسرة

الدوحة ـ العرب اليوم

أصبحت التكنولوجيا الحديثة في حياتنا اليوم أمرا لابد منه ويُلازم كل أسرة، بل وأصبحت عاملا كبيراً في التفكك الأسري وخلق فجوة كبيرة بين الآباء والأبناء، رغم أن التكنولوجيا الحديثة اسهمت في تسهيل طرق الحياة العملية وجعلت من العالم قرية صغيرة، إلا أن هذا التواصل الاجتماعي أوجد نوعاً من التفكك الأسري، واسهم في ابتعاد الأبناء عن الآباء والأمهات بشكل كبير، حيث ان المشاعر بين العائلة أصبحت سطحية جداً وهذا ما جعل الأبناء يبتعدون كثيراً عن مصاحبة الأهل. وقد تتجلى أسباب بعينها اسهمت في التفكك الأسري، مثل: أن يكون أسلوب الحياة العملية هو السبب، أو أن ربما يكون السبب من الأبناء، أو قد تكون ضغوط الحياة هي السبب ومن الممكن أن تكون بسبب ثقافة الجذب التي تستخدمها الشركات لتجذب مستهلكيها لمنتج معين، في هذا التحقيق قامت "الشرق" باستطلاع آراء كل من الآباء والأبناء بالإضافة إلى المختصين. بداية قالت الدكتورة أسماء أمين أستاذة الأمراض النفسية والعصبية بكلية عين شمس، انه برغم النجاح الهائل الذي حققته التكنولوجيا الحديثة في حياتنا اليوم وتسهيل أمور حياتنا، إلا أننا كما تعلمنا أن لكل شيء إيجابياته وسلبياته، فربما من العيوب الكثيرة للتكنولوجيا الحديثة خلق الفجوة بين الآباء والأبناء وافتقاد لغة الحوار بينهم، التي أصبحت بالتلقين بسبب إدمان الإنترنت وقضاء وقت كبير جداً عليه لتلبية احتياجات الفرد، فلقد أصبح الآن للأب والأم والأبناء احتياجات خاصة تجعلهم لا يستطيعون الاستغناء عن الإنترنت، فالأبناء يستخدمون الإنترنت إما للتسلية أو لمعرفة بعض المعلومات أو الدردشة التي اصبحت مشكلة كل بيت، حيث ان العديد من أولياء الأمور فقدوا ثقتهم بأبنائهم أثناء مكوثهم أمام أجهزة الكمبيوتر، لما تشكله غرف الدردشة من خطر على الأبناء من خلال إقامة علاقات وهمية من خلالها. كما أن إدمان غرف الدردشة أفقد التفاعل بين الأبناء والآباء، مما نتج عن ذلك الكثير من النتائج التي تسببت في تفاقم المشاكل بشكل غير طبيعي، وفوق كل هذا وذاك فقد جعلت الأجهزة التكنولوجية الحديثة المشاعر جافة بين الآباء والابناء، كما قل الاحترام من الأبناء للآباء، وجعلت من البيت الصغير مكاناً معزولاً عن الناس بل عن أفراد الأسرة، وهذا ربما الذي خلق الوحدة التي ينادي بها الكثير من الشباب في هذه الأونة الأخيرة. وأضافت الدكتورة أمين أن الإنترنت قلل من معرفة الناس بتجارب الحياة لأنهم يعيشون بعالم وهمي يخلق تجارب وهمية وضربت المثل بالمعلم، وقالت انه قديماً كان الطفل أو الشاب يذهب إلى المعلم ليتعلم درساً سواء كان درساً في الحياة أو درساً أكاديمياً أما الآن فكثير من الأشخاص يستخدم الإنترنت لتعليم الدروس ومعرفة آخر الأخبار وهذا أكبر شيء خطأ يفعله الأبناء، لأن كثيرا من الأبناء يبحثون عن المعلومة الصحيحة من الانترنت ويثقون فيها ولكنها غالبا ما تكون معلومة مغلوطة وغير صحيحة لأنها مكتوبة من قبل شخص غير متخصص بهذا المجال مثلا أو ربما ليست لديه معرفة كبيرة والمام بهذا الموضوع. ونصحت الدكتورة أمين كل أب وأم بأن يستخدموا لغة الحوار مع أبنائهم عن طريق المناقشة وعدم فرض رأي معين لأن هذا غالباً ما يجعل الأبناء يبتعدون كثيراً عن الآباء بسبب الطريقة التي يعاملونهم بها، مما يستوجب أن نعودهم دائماً على استماع رأي الآخرين بدون مجادلة. وأشادت بفائدة تدريب الأطفال على تنمية مواهبهم حتى عن طريق مشاركتهم في اللعبة التي يلعبونها، وانتقاء أفضل الألعاب للأطفال التي تبتعد عن العنف والعادات السيئة، ولابد من أن تحدد الأم لأبنها وقتا معينا على تلك الأجهزة مع ضرورة الالتزام به، وعلى قدر كبير فيجب على كل من الأم والأب بأن يخصصوا لأولادهم فسحة اسبوعية تجعلهم يبتعدون عن العالم الافتراضي الذي يعيشون به. من جهتها قالت ولية الأمر آمال عيسى ان التكنولوجيا الحديثة أصبحت تتطور بشكل يومي وهذا ما دفع العديد من الشباب لإدمان الإنترنت وقضاء وقت كبير عليه سواء كان كبيراً أم صغيراً، وتقول عيسى ان ضغوطات الحياة اليوم اسهمت بشكل كبير في خلق تلك الفجوة لأن الحياة العملية اليوم تجعل أي شخص يشعر بالتعب بعد قضاء وقت كبير بعمله، لذلك بعد قضاء يوم طويل مليء بالأعمال بالأشغال فمن الصعب أن يكمل الأب أو الأم يومه بشكل طبيعي عند العودة إلى المنزل والمكوث مع الأبناء، لذلك فإن أسهل طريقة اليوم للتخلص من ضجيج الأبناء هي تركهم على الأجهزة الحديثة دون حتى معرفة ماذا يفعلون. من جانبه أكد ولي الأمر محمد فوزي رغم أن أعمار أبنائه ما زالت تتراوح بين الخمس والسبع سنوات، إلا أنهم يقضون أكثر من خمس ساعات يومياً على شبكة الإنترنت، بسبب الألعاب الحديثة التي تظهر كل يوم، وقال فوزي ان أطفاله يعانون مشكلة النسيان الدائم وهذا ما يقلقه كثيراً، وأضاف فوزي أن العبء دائماً ما يقع على أولياء الأمور وهذا نتيجة مشاغل الحياة بكل أسف. ويرى فوزي أن هناك أشياء بديلة باستطاعتها أن تحد من مكوث الأبناء لفترات طويلة على الإنترنت، مثل القراءة وهذا لن يتم إلا من خلال تعويد الطفل على القراءة من خلال الاهتمام بشراء الكتب المسيلة له بمختلف أنواعها، مما يكسر حاجز الملل الذي يشعر به الكثير من الابناء، وتابع فوزي انه من الضروري تحفيز الطفل على الهوايات التي يحبها الأطفال، مع ضرورة مكافأتهم في نهاية المطاف عند نجاحهم لزيادة تشجيعهم. بدوره أوضح مصطفى سليمان أن ما يحدث الآن من أخبار حول العالم اسهم في إجبار الأهالي على عدم متابعة أبنائهم وعدم التواصل معهم، وأكد سليمان أن مواقع التواصل الاجتماعي ساهمت في قطع الأواصر العائلية وخصوصاً إذا كانت الابن متغرباً عن بلده، فالانترنت يكفي أن يكون أداة للتواصل للاطمئنان على أهله، الأمر الذي يتسبب في خلق فجوة كبيرة بين أفراد الأسرة الواحدة، وقال سليمان ان العديد من الأسر تفتقد كيفية تطوير مهارات ابنائها وتنميتها. من جهته قال بهاء السيد ان أكثر شيء يجذبه للإنترنت هو قضاء وقت مسل ومرح بعيداً عن الجو الأسري الممل، فضلاً عن أن الألعاب الجديدة تفتح له آفاقاً واسعة للتعرف على أشخاص كُثر من خلال هذه الألعاب، إضافة إلى إقامة علاقات معهم ومعرفة أهم عاداتهم وتقاليدهم، وأضاف ان العديد من أولياء الأمور يظنون أن أبناءهم يستخدمون الانترنت بطريقة خاطئة، مما يُظهر عدم ثقتهم بهم الامر الذي ينتج عنه عناد الأبناء ضد أولياء أمورهم من خلال إدمان الانترنت، وقال بهاء ان أولياء الأمور يقضون دائماً وقتاً كبيراً خارج البيت ويكملون حياتهم العملية بداخل البيت فأين الأسرة من أبنائها.

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

التكنولوجيا الحديثة تسهم بخلق فجوة بين أفراد الأسرة التكنولوجيا الحديثة تسهم بخلق فجوة بين أفراد الأسرة



إلهام شاهين تتألق بإطلالة فرعونية مستوحاه من فستان الكاهنة "كاروماما"

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 02:02 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

أردوغان يؤكد أن الأمم المتحدة عاجزة عن حل الصراعات في العالم
 العرب اليوم - أردوغان يؤكد أن الأمم المتحدة عاجزة عن حل الصراعات في العالم

GMT 22:02 2024 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

أفكار لتجديد المنزل في فصل الشتاء
 العرب اليوم - أفكار لتجديد المنزل في فصل الشتاء

GMT 11:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

حزب الله يستهدف تجمعات إسرائيلية وإطلاق 30 مقذوفاً من لبنان
 العرب اليوم - حزب الله يستهدف تجمعات إسرائيلية وإطلاق 30 مقذوفاً من لبنان

GMT 10:04 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

شيرين رضا توضح أسباب غيابها عن رمضان للعام الثالث
 العرب اليوم - شيرين رضا توضح أسباب غيابها عن رمضان للعام الثالث

GMT 01:14 2024 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

العنف فى المدارس !

GMT 05:45 2024 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

علاج جيني مُبتكر يعيد السمع والرؤية لمرضى متلازمة آشر 1F

GMT 12:31 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

3 خطوات سهلة لتخفيف التوتر وزيادة السعادة في 10 دقائق فقط

GMT 02:07 2024 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

العُلا... لقطة من القرن الثامن

GMT 08:22 2024 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

مقتل جندي إسرائيلي من لواء كفير برصاص قناص شمال قطاع غزة

GMT 07:19 2024 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

زلزال بقوة 4.7 درجات يضرب أفغانستان في ساعة مبكرة من اليوم

GMT 13:00 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

مستوطنون يحتلون مسجداً ويبثون منه أغنيات عبرية

GMT 06:09 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

بايدن يحذّر من حقبة "تغيير سياسي كبير" بعد فوز ترامب

GMT 13:36 2024 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

"تسلا" تستدعي 2400 شاحنة من "Cybertruck" بسبب مشاكل تقنية

GMT 22:39 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

سقوط قنبلتين ضوئيتين في ساحة منزل نتنياهو

GMT 16:54 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

أحمد فهمي ضيف شرف سينما 2024 بـ 3 أفلام
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab