برمجة الروبوت بطريقة شبيهة بتعليم صغار الأطفال
آخر تحديث GMT04:38:56
 العرب اليوم -

برمجة الروبوت بطريقة شبيهة بتعليم صغار الأطفال

 العرب اليوم -

 العرب اليوم - برمجة الروبوت بطريقة شبيهة بتعليم صغار الأطفال

برلين ـ وكالات

سعيا منه في تسهيل برمجة الروبوتات وجعلها أكثر فاعلية، يقوم معهد أبحاث بجامعة بيليفيلد الألمانية بتطوير تقنيات جديدة تمكن الروبوت من إدراك وفهم الأشياء التي تطلب منه. وتشبه هذه الطريقة تلك المتبعة في تعليم الأطفال الصغار. في غرفة مظلمة بمركز الأبحاث الخاص بالروبوتات بجامعة بيليفيلد الألمانية، يجلس لارس شيلينغمان، المتخصص في الإعلاميات، على طاولة وإلى جانبه مجموعة من شاشات الكمبويتر وبيده مجموعة من الأكواب البلاستيكية مختلفة الألوان. أثناء ذلك يردد  شيليغمان بصوت واضح ومفهوم:  "أنظر، الكوب الأحمر يدخل في الكوب الأصفر والكوب الأصفر في الأزرق".  بعدها يردد الكمبيوتر كلمات: "أحمر أصفر أزرق". لا يتعلق الأمر هنا بتدريب أطفال صغار كيفية التعرف على الألوان، وإنما المتلقي هنا هو روبوت اختبار، اسمه ICub. طول هذا الروبوت يساوي تقريبا طول طفل في الثالثة من عمره، وله رأس بلاستيكي أبيض وعيون كبيرة وخد سمين، كما تم تصميمه بيدين وذراعين خاصين، حتى يتم بحت قدرته على التجاوب مع الأشياء التي تطلب منه. روبوت قادر على التمييز بين الألوان من خلال كاميرا، يرى ICub  الأشياء التي تعرض عليه، وعبر الميكروفون يمكنه سماع ما يقال له. فقد تمت برمجة الروبوت للاستجابة للتغيرات سواء على مستوى الحركة أو قوة الصوت. شيلينغمان يُظهر من خلال إحدى رسومات الغرافيك تفاعل الروبوت مع الأوامر التي توجه له ويقول بهذا الخصوص: "هنا يمكن رؤية الإشارات التي قام ICubبتحليلها وفهمها. فهو يُخزن التغيرات التي تحدث على الصورة. فعلى سبيل المثال يتعرف هذا الروبوت على الألوان والاتجاه الذي تتحرك فيه. كما ينتبه إلى متى أبدء بالتحدث ومتى أنتهي". وبهذه الطريقة يتعلم الروبوت تدريجيا فهم المعلومات التي يقدمها له الإنسان سواء كانت مرئية أو مسموعة، وكيفية تقديمها في سياق صحيح. فعالية الروبوت لا تزال محدودة منذ عام 2007 يعمل متخصصون في مجال الإعلاميات بجامعة بوخوم سويا مع علماء الأعصاب وعلماء النفس ومتخصصين في اللغة ومهندسين، على تطوير آلات تتكيف مع السلوك البشري ولها القدرة على التعلم من البشر. ويرى  بروفيسور الإعلاميات التطبيقية بجامعة بون، سفين بينكه، بأن تواجد روبوتات في أماكن العمل أو في البيوت، يفرض أن تكون على درجة كبيرة من المرونة حتى يمكنها التفاعل بشكل أفضل مع أصحابها. ويضيف بينكه: " بالرغم من وجود أصناف كثيرة من الروبوتات التي تستخدم في البيوت أو في الخدمات، إلا أن فعالية معظمها تظل محدودة".  البروفيسور سفين بينكه سبق له أن طور رفقة مجموعة من الطلبة روبوتا يساعد في الخدمات المنزلية اسمه Cosero ، لذلك فهو يعرف جيدا حدود إمكانيات مثل هذه الروبوتات. وعن ذلك يقول بينكه: " في مسابقة العالم للروبوتات العام الماضي قام Coseroبخبز فطيرة، حيث أخذ قنينة موجود بها خليط بيض وقام بإشعال الموقد وصب خليط البيض في مقلاة ووضعها فوق الموقد". لكن الأمر هنا ـ يضيف البروفيسورـ يتعلق بعمل مبرمج من قبل لابد أن تتوفر فيه مجموعة من الأشياء حتى ينجح، من بينها أن يوجد نفس الموقد الذي تمت البرمجة على ضوئه وليس موقد آخر. "فإذا كان ما قام به Coseroأمر جميل، لكنه لا يزال بعيدا عن التطبيق". التدريب عن طريق السمع والتقليد بالمقابل تجري في جامعة بيليفلد أبحاث لتطوير القدرات المعرفية الذاتية لدى الروبوتات. ويرى لارس شيلينغمان، أن الأشخاص الذين ستكون لهم علاقة بالروبوت في المستقبل لن يكونوا كلهم أشخاصا متخصصين، ويضيف: "إذا كنا نريد أن يقوم الروبوت بأشياء مختلفة دون الحاجة إلى برمجة مسبقة، فعلينا إيجاد طرق بسيطة يمكننا من خلالها تعليم الروبوت القيام بالأشياء التي نطلبها منه". مستقبلا قد يصبح بالإمكان برمجة الروبوت بشكل يجعله يقوم بالكثير من الأشياء التي يقوم الإنسان بها، وبالتحديد التحدث والتقليد. لذلك يتم تدريب الروبوت ICubعلى تعلم أشياء بنفس الطريقة التي يتعلم بها الأطفال الصغار من الكبار أي الاستماع والتقليد والفشل والمحاولة من جديد. كما أن تجربة الأكواب التي أجريت على الروبوت مبنية بالأساس على دراسات علمية خاصة بتعليم أطفال يبلغون من العمر ثلاث سنوات. وقد نجح روبوت الاختبار ICub  في فهم وأداء الواجبات التي طلبت منه. ولم يقتصر على التعرف على لون وترتيب كل كوب من الأكواب التي عرضت عليه، وإنما استطاع أيضا وبدون أي خطأ القيام بما طلب منه: من جمع أكواب ذات ألوان محددة ووضعها داخل أكواب أخرى. فقد تمكن من معرفة الأشياء والألوان والاتجاهات بعد أن تم إظهارها له من قبل. وينتظر على المدى الطويل أن تصبح هذه الخطوات أكثر سرعة، بعدها  سيصبح ICubقادرا على القيام بحركات وواجبات بعد أن يكون قد فهم هذه الواجبات التي طلبت منه. ويؤكد شيلينغمان على أهمية الأبحاث الحالية ويقول: "ما يجري هنا هي الأسس الأولى التي ستمكن الروبوت من الاستجابة لما نطلب منه انطلاقا مما نقول له ونشرحه". وقد يتطور الأمر في النهاية لدرجة قد تجعلنا نتحاور مع الروبوت تماما كما نفعل مع الإنسان.  

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

برمجة الروبوت بطريقة شبيهة بتعليم صغار الأطفال برمجة الروبوت بطريقة شبيهة بتعليم صغار الأطفال



GMT 03:24 2024 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

آبل تطور حزاما لساعاتها الذكية بمواصفات خاصة

GMT 03:22 2024 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

روسيا تحضّر لإطلاق قمر "Aist-2T"

GMT 02:07 2024 الخميس ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

عاصفة شمسية تفسر غموضا أحاط بأورانوس وأقماره منذ 38 عاما

GMT 13:52 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

آبل تطلق ميزة جديدة لتحديد موقع العناصر المفقودة للمسافرين

GMT 17:14 2024 الإثنين ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

غوغل تُوظّف الذكاء الاصطناعي لتعزيز الأمان في متصفح كروم

إلهام شاهين تتألق بإطلالة فرعونية مستوحاه من فستان الكاهنة "كاروماما"

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 02:02 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

أردوغان يؤكد أن الأمم المتحدة عاجزة عن حل الصراعات في العالم
 العرب اليوم - أردوغان يؤكد أن الأمم المتحدة عاجزة عن حل الصراعات في العالم

GMT 22:02 2024 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

أفكار لتجديد المنزل في فصل الشتاء
 العرب اليوم - أفكار لتجديد المنزل في فصل الشتاء

GMT 02:52 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

العاهل الأردني يلقي خطاب العرش في افتتاح مجلس الأمة العشرين
 العرب اليوم - العاهل الأردني يلقي خطاب العرش في افتتاح مجلس الأمة العشرين

GMT 12:03 2024 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

روجينا تكشف عن تفاصيل مسلسلها الجديد رمضان 2025
 العرب اليوم - روجينا تكشف عن تفاصيل مسلسلها الجديد رمضان 2025

GMT 01:14 2024 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

العنف فى المدارس !

GMT 05:45 2024 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

علاج جيني مُبتكر يعيد السمع والرؤية لمرضى متلازمة آشر 1F

GMT 12:31 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

3 خطوات سهلة لتخفيف التوتر وزيادة السعادة في 10 دقائق فقط

GMT 02:07 2024 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

العُلا... لقطة من القرن الثامن

GMT 08:22 2024 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

مقتل جندي إسرائيلي من لواء كفير برصاص قناص شمال قطاع غزة

GMT 07:19 2024 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

زلزال بقوة 4.7 درجات يضرب أفغانستان في ساعة مبكرة من اليوم

GMT 13:00 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

مستوطنون يحتلون مسجداً ويبثون منه أغنيات عبرية

GMT 06:09 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

بايدن يحذّر من حقبة "تغيير سياسي كبير" بعد فوز ترامب

GMT 13:36 2024 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

"تسلا" تستدعي 2400 شاحنة من "Cybertruck" بسبب مشاكل تقنية

GMT 22:39 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

سقوط قنبلتين ضوئيتين في ساحة منزل نتنياهو

GMT 16:54 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

أحمد فهمي ضيف شرف سينما 2024 بـ 3 أفلام
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab