لا يختلف اثنان على أن أنظمة التشغيل تعتبر القلب النابض للأجهزة الذكية ولن يكون لأي منها قيمة دونها، ويصبح الجهاز مجرد كتلة صامتة لا روح فيها، ومن الأنظمة التشغيلية واسعة الانتشار وتدخل في تكوين أغلب المنتجات الذكية هما نظامي أندرويد وiOS، والأول يعمل بعدة إصدارات تعتمد على إمكانات نوعية من الأجهزة، أما الثاني فيتوفر بإصداره الأخير iOS 6.1.0 لكل منتجات "أبل". ونظام أندرويد المملوك لشركة جوجل هو نظام مجاني ومفتوح المصدر مبني على نواة لينكس صمم أساسا للأجهزة ذات شاشات اللمس كالهواتف الذكية والحواسيب اللوحية، وشهد أندرويد تطورات متلاحقة منذ استحواذ "جوجل" العملاقة عليه في عام 2005، وتتواصل جهود المطورين في بيئة متاحة للجميع، وأصبحت ضمن التحالف المفتوح للهواتف الذكية باسم الاتحاد المفتوح للهواتفOpen Handset Alliance وتديره شركة جوجل، منذ 5 تشرين الثاني (نوفمبر) 2007 بعد إنشاء الاتحاد، وهو تجمع لـ 48 شركة اتصالات ومصنعي المعدات والبرمجيات التي تلتزم بتطوير المعايير المفتوحة للهواتف النقالة.
ويسمح أندرويد للمطورين بكتابة شفراتهم المصدرية باستخدام لغة جافا، وتتمثل في قوالب من الأكواد البرمجية يستفاد منها في البناء الهيكلي للبرنامج، ويعمل مختصون برمجيون في "جوجل" على مراجعتها وتطويرها عندما يتطلب الأمر طرحها عبر متجرهم. والمجال متاح لمزج عدد من البرمجيات مع نظام أندرويد مثل البرامج المكتوبة بلغة CC البرمجية وفيجول بيسك وغيرها، وليس من الضرورة لهذه البرمجيات أن تدعمها "جوجل" رسميا. وهذان النظامان بينهما فوارق جوهرية فمثلا الأندرويد يمكنه عمل ما لا تستطيع "أبل" أن تعمله، فالمستخدم لديها لا يمكن أن يتصرف في شكل وأيقونات الشاشة وتخصيصها وهو أكبر عقبة يعاني منها مستخدمو أجهزة "أبل". وبالنسبة لنظام تشغيل "أبل" الذي أطلق عام 2007 وكان يعرف في بداياته باسم iPhone OSX, OSX iPhone فيما بعد أصبح هو النظام المشغل لمنتجات "أبل" الأخرى كالآيباد وآيبود المدعم لخاصية التشغيل باللمس. ويشار في هذا الصدد أن أسواق العالم استقبلت 120 مليون جهاز اشتملت على نظام التشغيل iOS منذ إطلاقه في عام 2007 وحتى أيلول (سبتمبر) 2010، وتتنوع الأجهزة ما بين الآيبود تاتش، الآيفون والآيباد، وتم بيع 400 مليون جهاز iOS حول العالم منذ إطلاق النظام في 2007 وحتى تشرين الأول (أكتوبر) 2012، كما أنه في العام الماضي يتم تفعيل 230 ألف جهاز iOS جديد يوميا. وهنا نعرض ملخصا يوضح المقارنة بين نظام أندرويد وios في نقاط كما يلي: 1 - نظام أندرويد هو نظام مفتوح المصدر يمكن لأي شركة أو أي مبرمج من أن يحصل على الكود المصدري للنظام ويتصرف فيه حسب حاجته والتصرف بحرية تامة في كتابة كودات برمجية جديدة متوافقة مع النظام، وقد يحدث بإذن من شركة جوجل أو من دونه، وبالعكس من ذلك في نظام ios الذي يعتبر مملوكا لشركة أبل كنظام مغلق المصدر ويتعامل بتحفظ تام في خصوصية الكود المصدري وحتى من داخل النظام وليس لأي شركة الحق في استخدام أي برمجيات أو جزء منها ولو جزئيات من كود برمجي يخص نظام ios ولا يمنح صلاحية الوصول إلى الذاكرة الداخلية للأجهزة التي تعمل بنظام ios إلا بطرق يوفرها هاكرز، وهي في نظر شركة أبل من الطرق غير الشرعية. 2 - يتصف نظام ios بالمرونة والسهولة في تنفيذ الأوامر وسرعة نقل البيانات في زمن قياسي ويتفوق في هذه الصفة على نظام أندرويد، وذلك بفضل نظامه المغلق وتجانس محتوياته البرمجية فيما بينها ومع قطع الجهاز المختلفة، ويتميز أندرويد عن "أبل" بالتطبيقات المتنوعة والثرية بالمحتوى وذات خصائص متعددة ووظائف متنوعة توجد في تحرير الصور والفيديو والتعامل مع أكثر من شاشة في الوقت نفسه على الواجهة الرئيسة للجهاز. ويكفي مستخدمي أجهزة نظام الأندرويد القدرة على تحميل نسبة كبيرة من البرامج من متجر "جوجل" أو أندرويد مجانا، ما وفر عليهم التفكير في جيلبريك، كما هو حال مستخدمي نظام "أبل"، وذلك بفضل مرونة تعامل متجر "جوجل" مع المبرمجين ومنحهم دخلا ماديا لا يحرمهم من حقوقهم وذلك عبر الإعلانات. 3 – مرونة التعامل مع الأجهزة المعتمدة على نظام تشغيل أندرويد من خلال الأجهزة الخارجية كالتلفزيونات الرقمية والذكية وعارض الشرائح مع إمكانية توصيل ذاكرة فلاش عليه واستعراض محتوياتها وإمكانية التوصيل بالطابعات الخارجية، كما يمكن استخدامه كوصلة ذاكرة خارجية مع أجهزة الحاسوب والأجهزة التي تدعم تشغيل الفلاش عبر منافذ USB، كذلك توافق خاصية البلوتوث مع عدد واسع من الأجهزة التي يتوفر بها. 4 – يدعم نظام أندرويد في تكوينه وكوداته البرمجية الطموح لدى عدد كبير من المبرمجين بإنتاج برامج أو تطبيقات بفضل تكوين نظام أندرويد مفتوح المصدر مما يسمح بتوافقه مع أجهزتها دون عوائق، بالعكس من نظام iOS الذي يعد نظاما مغلقا يفرض اتفاقيات بين المبرمج وشركة أبل وتملي شروطها بما يضمن سلامة مكونات البرنامج من أي سلبيات أو أضرار قد تلحق بالمستخدمين أو أجهزتها، وهذه ميزة تجعلها أفضل من ناحية الأمان من الملفات الضارة أو التجسسية، كما تحارب التعدي على الملكية الفكرية، والمهم أن يكون قابلا ليتوافق مع خصائص نظام iOS لتلافي أي مشكلات فنية.
أرسل تعليقك