فشل مسعى مصرفي لإعادة تنشيط التمويل بالدولار في لبنان
آخر تحديث GMT08:07:14
 العرب اليوم -

فشل مسعى مصرفي لإعادة تنشيط التمويل بالدولار في لبنان

 العرب اليوم -

 العرب اليوم - فشل مسعى مصرفي لإعادة تنشيط التمويل بالدولار في لبنان

الجهاز المصرفي بالدولار الأميركي
بيروت ـ العرب اليوم

فشلت مساعي مصرفية في تسريع تسويق اقتراح لإعادة تنشيط العمليات الائتمانية لدى الجهاز المصرفي بالدولار الأميركي لصالح الزبائن من أفراد ومؤسسات، وبما يشمل تسهيل فتح الاعتمادات التجارية إلى الخارج عبر البنوك المراسلة. وذلك عبر استحداث تغطية قانونية تضمن تسديد القروض الجديدة بالعملات الصعبة عينها التي يجري التعاقد عليها.

وعلمت «الشرق الأوسط»، أن رئيس جمعية المصارف سليم صفير تلقى ردودا تتسم بالبرودة والنصح بالتريث من قبل المرجعيات الرئاسية في السلطتين، باعتبار أن المرحلة لا تحتمل إصدار قوانين جديدة في هذا المضمار، رغم إرفاق الاقتراح بوقائع وحيثيات تظهر مشروعيته وأولويته ضمن استهداف إعادة ضخ السيولة في القطاع الخاص وتحريك الاستثمار في قطاعات مهمة تعاني بشدة من تداعيات الأزمات المتلاحقة، دون هوادة، على مدى قارب السنتين.

وبحسب الوصف المصرفي، فإن الاقتراح بسيط وعملي وسهل التطبيق. فالسيولة بالعملة الوطنية وبالدولار المحلي متوفرة لدى المصارف، ولتمكينها من دخول السوق مجددا يفترض توفير الإطار القانوني الذي يكفل لها حقوقها، فتتمكن من استرداد ديونها من المدين قانونا، من خلال التمييز بين القروض بالعملة الوطنية وتلك التي بالدولار الأميركي، ليأتي السداد بحسب عملة القرض. وهذا التدبير لا يكون ممكنا أيضا إلا بالتعاطي العادل للقضاء مع هذه الملفات، لتأتي أحكامه وقراراته، عند حصول أي نزاع، غير منحازة لفريق دون آخر، بما يضمن حل المشاكل المتعثرة بين المصرف وعملائه.

أما بشأن التسليفات بالليرة اللبنانية، فهي متوفرة في المصارف، إلا أنها لا تلبي الاستيراد الذي يوجب توفر العملة الأجنبية. ومن هنا الحاجة، بحسب ورقة العمل المصرفية، إلى إعادة إحياء منصة القطع إلى داخل المصارف كما كانت على الدوام، وليس عند شبكة الصيرفة فقط، بهدف الصرف بحسب السعر الذي تحدده حاجات السوق وبمنأى عن المضاربات. ذلك أن هذا الإجراء بحد ذاته عامل حاسم في حصر التفلت في الأسعار، لأنه سيتيح رقابة أوسع للمصرف المركزي على سوق القطع، ما يمكنه من ضبطها.

وبينت ورقة العمل التي تم طرحها على كبار المسؤولين، أنه منذ الإعلان الرسمي للحكومة في 9 مارس (آذار) من العام الماضي عن توقف لبنان عن سداد مستحقاته المالية، دخل القطاع المصرفي، كما سائر تشعبات القطاع الخاص، فيما يشبه حال التصفية، في ضوء الشلل التام الذي أصاب كل مرافق الحياة الإنتاجية والحيوية. وهو ما أوصل إلى ازدهار مصطلح «السوق السوداء» لأسعار الصرف، وتمدد التحكم بحركة القطع ليطال المستويات التجارية والتبادل وحاجات المواطنين.

وفي عرض لأبرز التداعيات على سوق الائتمان والتمويل، فإن تراكم الصعوبات واتساع الهوامش بين أسعار الصرف السارية قلص تدريجيا وإلى حدود التعذر إمكانات المصارف لتوفير القروض وفتح الاعتمادات وخطابات الضمان لصالح المستوردين من الخارج، فيما انتقل سوق القطع الداخلي بشكل متواتر من المصارف إلى الصرافين. وبالتالي لجأ التجار إلى سوق الصيرفة المتاحة أمامهم لتوفير العملة الأجنبية التي يحتاجون إليها لاستيراد بضائعهم، وصارت عمليات فتح الاعتمادات أو تسديد المستحقات في الخارج جزءاً من عمل الصرافين لا الجهاز المصرفي.

وفي التوضيحات، فقد عانت المصارف من التحولات السلبية لفوضى أسعار الصرف على محافظها الائتمانية بعيد انفجار الأزمات المتتابعة في لبنان. فرغم استجابتها لنصوص قانونية قضت بتأجيل سداد أقساط ديون عاملة، والتعامل بمرونة مع زبائنها المقترضين والتزام القبول بعملة القرض، زادت الأمور تعقيدا مع لجوء بعض المدينين بالعملة الأجنبية إلى إيداع مبالغ الأقساط المتوجبة للمصارف لدى كتاب العدل بالسعر الرسمي للدولار البالغ 1515 ليرة، في حين تدرج السعر الواقعي صعودا ليناهز 20 ألف ليرة... وهو ما حمل المصرف الدائن خسائر محققة لتمويل محرر أساسا بالعملة الصعبة.

وبالاستناد إلى هذه المعطيات الحسية، يؤكد مسؤول مصرفي كبير لـ«الشرق الأوسط»: «اندفعنا لتقديم مقترح من شأنه أن يعيد بث الروح في الحركة المصرفية، واستطراداً في العملية الاقتصادية، بما يسهم في وقف التدهور والحد من التراجع ومن التسريح المتزايد للموظفين والعمال وتوسيع دائرة البطالة. ذلك أن المصارف هي عماد النشاط الاقتصادي، ومتى استعادت حركتها الطبيعية، ستكون تلقائياً محفزاً في توفير العملة الوطنية كما الدولار المحلي، مع ما يشكله هذا الأمر من دفع مضاعف في الحياة الاقتصادية وتنشيط القطاع الخاص وتطويره».

ويوضح المسؤول أن «ورقة العمل» التي جرى عرضها تشير إلى أن سوق الصرافة تحولت إلى عامل جاذب لكل راغب بالحصول على العملة الأجنبية، فانتقل كل القطاع الخاص إلى هذه السوق التي تشهد تقلبات كبيرة في أسعار القطع، مع ما يخلفه ذلك من أثر سلبي على الاقتصاد. بينما الواقع أن أسعار الفوائد حاليا هي في أدنى مستوياتها على الليرة كما على الدولار، بما يعني أنه متى توفرت الطلبات الأولية لدى المصارف للحصول على التمويل من قبل القطاع الخاص، عندها ستشكل المصارف دفعاً سريعاً لقطاع السوق التجارية واستطرادا للاقتصاد.

وبذلك فإن هذا الاقتراح يسهم في إنقاذ الاقتصاد كما القطاع الخاص، ولا تعوزه إلا خطوة الإقرار، ليبدأ التنفيذ.

قد يهمك ايضا 

ارتفاع ودائع الجهاز المصرفي المصري بنحو 13 مليار جنيه

مليار حجم أصول الجهاز المصرفي القطري عام 

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

فشل مسعى مصرفي لإعادة تنشيط التمويل بالدولار في لبنان فشل مسعى مصرفي لإعادة تنشيط التمويل بالدولار في لبنان



إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 09:46 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر
 العرب اليوم - الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر

GMT 09:07 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

"نيسان" تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان "نيسمو" الـ25
 العرب اليوم - "نيسان" تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان "نيسمو" الـ25

GMT 07:15 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

فيتامين سي يعزز نتائج العلاج الكيميائي لسرطان البنكرياس

GMT 06:15 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

1000 يوم.. ومازالت الغرابة مستمرة

GMT 09:46 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر

GMT 15:49 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

الاتحاد الأوروبي يؤجل عودة برشلونة إلى ملعب كامب نو

GMT 14:52 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

الرئاسة الفلسطينية تعلّق على "إنشاء منطقة عازلة" في شمال غزة

GMT 06:27 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الجيش الإسرائيلي يصدر تحذيرا لـ3 مناطق في جنوب لبنان

GMT 12:26 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الجنائية الدولية تصدر مذكرتي اعتقال بحق نتنياهو وغالانت

GMT 13:22 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

الرئيس الإيراني يناشد البابا فرانسيس التدخل لوقف الحرب

GMT 13:29 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

رئيس دولة الإمارات وعاهل الأردن يبحثان العلاقات الثنائية

GMT 14:18 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

شيرين رضا خارج السباق الرمضاني 2025 للعام الثالث علي التوالي

GMT 06:52 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

نتنياهو يعلن عن مكافأة 5 ملايين دولار مقابل عودة كل رهينة

GMT 14:17 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

نادين نجيم تكشف عن سبب غيابها عن الأعمال المصرية

GMT 09:07 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

"نيسان" تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان "نيسمو" الـ25

GMT 23:34 2024 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

يسرا تشارك في حفل توقيع كتاب «فن الخيال» لميرفت أبو عوف

GMT 08:54 2024 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

تنسيق الأوشحة الملونة بطرق عصرية جذابة

GMT 09:14 2024 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

موديلات أوشحة متنوعة موضة خريف وشتاء 2024-2025

GMT 06:33 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

صهينة كرة القدم!
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab