مصرف لبنان يستعدّ للأسوأ في ضمان استقرار النقد وتمويل الدولة
آخر تحديث GMT08:58:00
 العرب اليوم -

مصرف لبنان يستعدّ للأسوأ في ضمان استقرار النقد وتمويل الدولة

 العرب اليوم -

 العرب اليوم - مصرف لبنان يستعدّ للأسوأ في ضمان استقرار النقد وتمويل الدولة

مصرف لبنان المركزي
بيروت ـ العرب اليوم

علمت «الأخبار» أن حاكم مصرف لبنان بالإنابة وسيم منصوري، أعدّ خطة طوارئ تهدف إلى تأمين تمويل بالعملة الأجنبية للاستخدام في حالات الضرورة القصوى. ولم تكشف المصادر عن حجم هذه المبالغ، ولكنها أشارت إلى إمكان استخدامها في حال حصول تطوّرات عسكرية أو أمنية مع العدو الإسرائيلي لتمويل مخصّص للحاجات الأساسية، مثل القمح، تسديد رواتب القطاع العام، حاجات القوى الأمنية، وسلع وخدمات أخرى تعدّ ضرورية للمستهلكين. وهذه الخطّة هي جزء من الإجراءات التي يتخذها مصرف لبنان لتأمين استقرار في سعر صرف الليرة مقابل الدولار، أي إنها تستكمل ما يقوم به مصرف لبنان لتأمين هذا الاستقرار عبر شراء الدولارات من السوق وتجفيف الليرات عبر تحديد سقوف ضخّ الليرات لوزارة المال وللمصارف يومياً. وما دامت هذه الإجراءات قائمة في ظلّ اقتصاد نقدي مدولر بنسبة تفوق 70%، فلا معنى واسع للكلام عن اهتزاز الاستقرار النقدي.
157
تريليون ليرة قيمة الأموال التي أودعها القطاع العام لدى مصرف لبنان حتى منتصف تشرين الأول، علماً بأن تراكم هذا المبلغ يعني تجفّيف الليرة من السوق عبر سياسة التقشف القاتلة للاقتصاد

وقد أجرى منصوري مناقشات مع الرئيسين نبيه بري ونجيب ميقاتي ومسؤولين آخرين في الدولة حول الأمر، وقدم تصوره لما قد يكون عليه الأمر في حال ساءت الأوضاع ربطاً بما يجري بين المقاومة وإسرائيل. وقال منصوري إن ما لدى مصرف لبنان من أموال، تسمح له بمواجهة أي أزمة طارئة.
يأتي المبلغ الذي يرصده مصرف لبنان في إطار خطّة الطوارئ، فوق مبالغ يملكها القطاع العام في حساباته لدى مصرف لبنان. ووفقاً للبيانات الأخيرة حول سيولة البنك المركزي بالعملات الأجنبية، فإن مجمل مؤسّسات القطاع العام تملك 351 مليون دولار حتى نهاية أيلول، أي إن هذا الرقم يشمل حسابات الخزينة العامة، وحسابات المؤسّسات العامة والبلديات وسواها. ووفقاً لمصادر وزارة المال، فإن حسابات الخزينة تصل إلى 50 مليون دولار، وسيُضاف فوقها مبلغ 30 مليون دولار في مدة وجيزة، ما يعني أن مجموع المبلغ المتوافر للقطاع العام بمجمله سيزيد عن 380 مليون دولار.
هي الكمية المتوافرة في خزانات مؤسسة كهرباء لبنان من الغاز أويل لزوم تشغيل معامل الإنتاج، وهي كمية تكفي لنحو شهر وفقاً لمعدل إنتاج يبلغ 6 ساعات كهرباء يومياً، علماً بأن هناك باخرتين على الطريق بحمولة إجمالية تبلغ 75 ألف طن تصلان إلى لبنان في الأسبوع الأول من تشرين الثاني.


لا شكّ بأن خطّة الطوارئ هذه، تُعدّ محدودة القدرات والأهداف، وهي تأتي في سياق سيطرة «هشّة» يمارسها مصرف لبنان على سعر الصرف منذ أشهر عدّة، كادت هذه السيطرة أن تخرج عن الإطار المرسوم لها في الأيام الماضية، إذ تبيّن أن هناك طلباً كبيراً على الدولار في السوق يفوق المعدلات اليومية الاعتيادية، وتبيّن أن وزارة المال سدّدت فواتير لمتعهّد جمع النفايات من الصندوق البلدي المستقلّ بقيمة 295 مليار ليرة، كما أنها سدّدت من الصندوق نفسه 360 مليار ليرة أيضاً. ووفقاً لمصادر في وزارة المال، فإن تحويل هذه المبالغ إلى أصحابها يتم عبر «سويفت»، وبالتالي لا يمكن لمصرف لبنان السيطرة عليها أو كبحها، وهذا ما عطّل، جزئياً، التفاهمات التي كانت قائمة بين وزارة المال ومصرف لبنان من أجل تأمين استقرار سعر الصرف، وبالتالي أدّى ذلك إلى طلب أكبر من المعتاد على الدولار، عندها أوقف مصرف لبنان عملية جمع الدولارات من السوق، ثم ترك هذه الشركات تحصل على الدولارات التي كانت متوافرة له أصلاً، فلم ينافسها على جمع الدولارات، ما حافظ على «الاستقرار الهشّ» في سعر الصرف.


متعهّدون قبضوا فواتيرهم بالليرة وحوّلوها إلى دولارات خوفاً من الحرب
وهو استقرار أتى قبل بضعة أشهر بعد تطوّر سلبي متسارع أدى إلى ارتفاع سعر الدولار الواحد من 80 ألف ليرة في 8 آذار إلى 135 ألف ليرة في 24 آذار الماضي، إنما أُتيح لمصرف لبنان وفقاً لآليات سوقية وبأكلاف لا تزال غامضة، استعادة السيطرة على سعر الصرف، وجرى خفضه إلى 98 ألف ليرة مقابل الدولار في 4 نيسان، ثم استقرّ على 89 ألف ليرة حتى اليوم. ويستند هذا الاستقرار إلى معادلة التوازن في الكتل النقدية السوقية، والتي تقضي بألا تُضخّ ليرات في السوق إلا وفقاً لقدرة السوق على تلبية الطلب بالدولارات، ووفقاً لقدرة وزارة المال على سحب الليرات من السوق. وهذا الأمر تتم مراقبته ومتابعته على نحو دائم، ولا سيما أن وزارة المال هي المصدر الأساسي لضخّ الليرات في السوق إلى جانب المصارف. فعندما تُسدّد فواتير لمتعهّدين، أو تُسدّد بعض الودائع بالليرة، يتحوّل القسم الأكبر من هذه الأموال إلى الدولار، لذا اتفق مصرف لبنان مع وزارة المال على ألا تُسدّد فواتير كبيرة أو يُمنح الزبائن عبر المصارف كميات كبيرة من الليرات النقدية أو الشيكات بالليرة إلا ضمن سقوف محدّدة تُوازن بين العرض والطلب في السوق، وعلى أن تعدّل وزارة المال قيمة الضرائب المحصّلة وفقاً لتطوّر سعر الصرف. وبالفعل هذا ما حصل عندما جرى رفع الدولار الجمركي من 1500 إلى 15 ألف ليرة، ثم أخيراً إلى سعر «صيرفة». وهذا ما أجبر التجّار على تحويل الدولارات إلى ليرات لتسديد ما يترتب عليهم، وسحب كميات كبيرة من النقد بالليرة نحو الخزينة، لأن ما يخرج من الخزينة يجب أن يوازي ما يدخل إليها، تقريباً.
هي الزيادة التي أدرجها وزير الطاقة وليد فياض على جدول التركيب لأسعار مبيع المشتقات النفطية، بعدما اطّلع على رسائل من الشركات المورّدة للبنزين والمازوت تشير إلى أن كلفة التأمين على الشحنات الواردة إلى لبنان زادت


هشاشة هذا الاستقرار تنبع من الآتي: المبلغ الذي سُدّد لمتعهّد نفايات بقيمة 295 مليار ليرة، يعادل بسعر الصرف الوسطي أمس نحو 3.3 ملايين دولار. في الأسابيع الماضية لم يكن المتعهّدون مستعجلين على تحويل ليراتهم إلى دولارات، إنما في ظل «طبول الحرب» التي تُقرع في المنطقة، صاروا مستعجلين لقبض الفواتير وتحويلها مباشرة. لذا، فإن ما كان لديهم في حساباتهم في المصارف، أُضيف فوق قيمة الفواتير المسدّدة ليصبح الطلب أكثر من 6 ملايين دولار في يوم واحد. فالهشاشة تنبع من أن طلباً بهذا الحجم كاد أن يطيح سعر الصرف، ولا سيما أنه في المقابل فرضت أجواء الحرب ترقباً وامتناعاً عن تسديد الضرائب، ما أدى إلى تدني كمية الدولارات المعروضة في السوق. بضعة ملايين من الدولارات في ظروف محدّدة قد تطيح سعر الصرف. السؤال يبقى ما إذا كان سعر الصرف مهمّاً إلى درجة تكبّد الخسائر من أجله ما دام القطاع العام يتقاضى الرواتب بالدولار، وما دام الاستقرار النقدي قائماً على التقشّف في إنفاق الدولة إلى الحدّ الأقصى، وتقسيط الفواتير المسدّدة، والامتناع عن زيادة الأجور. هذا التقشّف يقتل أي فرصة للنموّ ويكبح النشاط الاقتصادي الذي تقلّص أصلاً من 55 مليار دولار في عام 2018 إلى 16 مليار دولار في هذه السنة، وفقاً لتقديرات صندوق النقد الدولي. التقشّف جزء من الخسائر التي تمتنع قوى السلطة عن الإقرار بها.

بورصة بيروت تستوفي العمولات بالفريش
قرّرت إدارة بورصة بيروت تعديل قيمة العمولات المترتّبة على كل عملية تداول إلى 40% دولار فريش و60% دولار مصرفي. وقد وجه رئيس لجنة البورصة، غالب محمصاني، تعميماً إلى شركات الوساطة وإلى شركة ميدكلير، موضحاً أن بورصة بيروت في حاجة إلى الحصول على دولارات نقدية لتغطية فواتير للمورّدين المحليين والخارجيين وأكلاف الصيانة والتراخيص، لافتاً إلى أنه «بهدف تأمين استمرارية المرفق العام، سيتم تطبيق هذه الزيادات ابتداءً من أول تشرين الثاني».
أثار القرار بلبلة بين شركات الوساطة والمتعاملين، لأنه يزيد قيمة العمولات على عمليات التداول من 2 بالألف (مع حدّ أدنى بقيمة 10 دولارات عن العملية الواحدة) إلى 6 بالألف (مع حدّ أدنى بقيمة 10 دولارات عن العملية الواحدة)، وهذا من شأنه أن يكبح التداولات في سوق متدهورة أصلاً. إذ صار تحقيق الأرباح من عمليات التداول يتطلّب حجماً أكبر من العمليات وزيادة أكبر في السعر. لكنّ المشكلة الأساسية التي لم تقاربها إدارة البورصة تكمن في كون كل الأسهم والسندات المتداولة على البورصة مسجّلة بالأسعار المحليّة التي يجري تبادلها في السوق المحلية فقط، بمعزل عن نوع العملة المسجّلة فيها. وبالتالي فإن ما هو مسجّل بالعملة الأجنبية، سواء بالدولار أو بغيره، لا يمكن تحويله إلى الخارج أو تسديده نقداً. وبالتالي صارت العمولات تخضع لمعايير مختلفة، إذ إن قيمة الأصل صارت مختلفة نوعياً عن قيمة العمولات المترتّبة على هذا الأصل.

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

مصرف لبنان يستعدّ للأسوأ في ضمان استقرار النقد وتمويل الدولة مصرف لبنان يستعدّ للأسوأ في ضمان استقرار النقد وتمويل الدولة



GMT 03:38 2024 الجمعة ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

البنك الدولى يقدم مجموعة آليات تمويل لدعم أوكرانيا

GMT 02:35 2024 الجمعة ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

البنك المركزي الروسي يخفض سعر الروبل أمام الدولار

GMT 04:05 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

البنك المركزي المصري يطرح أذون خزانة بقيمة 52 مليار جنيه

GMT 02:10 2024 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

البنك المركزي الأميركي سنخفض الفائدة بحذر

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 22:49 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

غارة إسرائيلية على معبر حدودي بين سوريا ولبنان
 العرب اليوم - غارة إسرائيلية على معبر حدودي بين سوريا ولبنان

GMT 15:41 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة
 العرب اليوم - ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة

GMT 08:50 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

انطلاق الدورة الثانية من مهرجان الشارقة للسيارات القديمة
 العرب اليوم - انطلاق الدورة الثانية من مهرجان الشارقة للسيارات القديمة

GMT 14:30 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

نائبة الرئيس الفلبيني تتفق مع قاتل مأجور لاغتياله وزوجته
 العرب اليوم - نائبة الرئيس الفلبيني تتفق مع قاتل مأجور لاغتياله وزوجته

GMT 08:28 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

واتساب يحول الرسائل الصوتية إلى نصوص بلغات منها العربية
 العرب اليوم - واتساب يحول الرسائل الصوتية إلى نصوص بلغات منها العربية

GMT 09:46 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر

GMT 06:42 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

إيران ولبنان.. في انتظار لحظة الحقيقة!

GMT 07:07 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

كندا تؤكد رصد أول إصابة بالسلالة الفرعية 1 من جدري القردة

GMT 07:23 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

"فولكس فاغن" تتمسك بخطط إغلاق مصانعها في ألمانيا

GMT 11:10 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

مسيرات إسرائيلية تستهدف مستشفى كمال عدوان 7 مرات في غزة

GMT 17:28 2024 الجمعة ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

أحمد عز يتحدث عن تفاصيل فيلم فرقة موت

GMT 11:15 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

شيرين عبد الوهاب توضح حقيقة حفلها في السعودية

GMT 19:28 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الملكة كاميلا تحصل على الدكتوراه الفخرية في الآداب

GMT 06:57 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

سبع ملاحظات على واقعة وسام شعيب

GMT 09:52 2024 الجمعة ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

منة شلبي تشوّق جمهورها لمسرحيتها الأولى في "موسم الرياض"
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab