كشف محافظ مصرف البحرين المركزي، رشيد المعراج ان المصرف المركزي قام مؤخرا بالترخيص لأول بنك رقمي بالكامل والذي سيبدأ عمله رسميا في المملكة "قريبا جدا" على حد قوله.
وأوضح المعراج في جلسة نقاشية نظمتها مؤسسة "سي فايف" في مقرها، ضمن سلسلة جلساتها مع صناع القرار في المملكة، ان المصرف المركزي بصدد الترخيص لبنك رقمي آخر في المستقبل المنظور، وذلك ضمن مسعى "المركزي" الحالي لتهيئة الأرضية لطرح خدمات وحلول الصيرفة غير التقليدية في السوق المحلية.
وبين المعراج ان المصرف المركزي مع الجهات ذات العلاقة في القطاعين الحكومي والخاص لحماية اجور العمال الأجانب عبر إلزام جميع أصحاب العمل بتحويل رواتب جميع العاملين لديهم إلى حسابات مصرفية في البنوك العاملة بالمملكة.
واضاف المعراج بالقول: "مع تحويل رواتب جميع المغتربين الى حسابات مصرفية، نكون قد غطينا عملية الادماج المالي كليا، خاصة وان جميع المواطنين في المملكة يملكون حسابات بنكية لتحويل رواتبهم او للقيام بمعاملاتهم المصرفية المختلفة".
وعن مدى مواكبة البحرين لثورة التكنولوجيا المالية FinTech، أكد المعراج ان المصرف المركزي يعمل بصورة حثيثة ومكثفة مع مجلس التنمية الاقتصادية لطرح المزيد من المبادرات الداعمة للتقنيات المالية على غرار اطلاق البيئة التجريبية لشركات التكنولوجيا المالية وغيرها من مبادرات هادفة.
وتابع المعراج بالقول: "نحاول ادماج المزيد من الناس في التكنولوجيا المالية عبر طرح مبادرات هادفة، ونسعى جاهدين في المصرف المركزي الى ادخال معايير وإجراءات نوعية لتقليص استخدام النقد في المعاملات المالية أو المصرفية، وجعل الحوالات المالية أسرع وأكثر مرونة بين البنوك وعلى مدار الساعة وبأقل الكلف الممكنة".
وأكد المعراج ان مصرف البحرين المركزي سيسعى جاهدا خلال الفترة المقبلة الى جعل المملكة رقمية أكثر في مجال المعاملات المالية والمصرفية، لتصبح سهلة وميسرة جدا الى درجة مقارنتها بإرسال الرسائل النصية بكل بساطة، مستطردا بالقول: "هدفنا ضمان تسريع التوجه نحو التكنولوجيا المالية وجعل المستخدم النهائي راض بصورة أكثر من اي وقت مضى عن الخدمة المقدمة بكلفة اقل وسرعة اكبر".
كما أكد المعراج ان القطاع المالي يجب ان يقود دفة التغيير للأفضل ويلعب دورا كبيرا في منح الافضلية والقفزة النوعية للبحرين في المستقبل، بسبب توافر السيولة والكفاءات البشرية ولاعتبار البنوك نافذة مملكة البحرين الى العالم.
وبين المعراج انه يقع على عاتق المصرف المركزي بذل افضل الجهود واكبرها لمنح الجيل القادم الريادة في قيادة المستقبل، لافتا الى ان التكنولوجيا المتطورة هي مفتاح الريادة مستقبلا سواء كان ذلك في القطاع المصرفي او غيرها من قطاعات، مضيفا بالقول: "نريد ان نضمن وجود تشريعات وانظمة وافكار ذكية قادرة على استيعاب كل ما هو جديد، ولجعل عنصر الابداع او الابتكار يأخذ مكانه الطبيعي في هذه المعادلة.. بدون اخذ المخاطرة كمنظم للسوق لا يمكن ضمان مستقبل افضل لنا وتحقيق مزيد من التطور".
وزاد المعراج قائلاً: "عملنا يكمن في تهيئة الارضية الخصبة لاطلاق المشاريع الناشئة وتذليل العقبات امام الشباب بعيدا عن الوظائف المكتبية التقليدية في القطاعين الحكومي والخاص".
وتابع المعراج: "لا نريد للاجيال القادمة ان يوجهوا اصابع اللوم والاتهام الينا على اي قصور في مجال مواكبة المستجدات والمتغيرات التقنية والمصرفية، او الوقوف مكتوفي الأيدي دون اي خطوات للتطوير. فالبنية التحتية للبحرين يجب ان تكون مستعدة للمستقبل وعدم النظر الى الوراء لاستعراض ما تم انجازه فقط. علينا ضمان بأن الانظمة والاجراءات المتبعة حاليا ولاحقا قادرة على نقلنا الى آفاق ارحب من النمو والازدهار في المستقبل".
وذكر المعراج ان المعاملات المصرفية لا يمكن ان تبقى على حالها كسحب النقد من اجهزة الصراف الالي او من الفروع التقليدية، بل يجب ان تنتقل الى آفاق ارحب من الابتكار لتلبي النداءات المتزايدة من المواطنين لتطبيق مزيد من التقنيات الحديثة وتسخيرها لتسهيل المعاملات المصرفية والحوالات المالية بضغطة زر واحدة من الهواتف الذكية على سبيل المثال لا الحصر.
ولفت المعراج الى أن مصرف البحرين المركزي يسعى دائما الى كسر الحواجز لتيسير الطريق للتطور التكنولوجي في القطاع المالي، ليصبح أكثر تنافسياً ومواكبا للتحول الرقمي، وذلك لضمان استمرارية النمو للأجيال.
أرسل تعليقك