ذكر الناطق الرسمي باسم وزارة النفط العراقية، عاصم جهاد، أن إيرادات العراق من النفط انخفضت بنحو 70 بالمئة بسبب انخفاض أسعار البرميل عالميًا، يأتي ذلك فيما أكدت مصادر في قطاع النفط، أن العراق يخطط لتصدير نحو 3.63 مليون برميل من النفط يوميًا من مرافئه النفطية في الجنوب في شباط استنادًا إلى برنامج تحميل مبدئي.
وقال جهاد، في مقابلة مع وكالة "سبوتنيك"، إن "إيرادات النفط انخفضت من ثمانية مليارات دولار شهريًا عندما كان السعر ما بين 90 و100 دولار للبرميل، إلى أقل من ثلاثة مليارات بالأسعار الحالية، إذ نبيع برميل النفط بسعر أقل من ثلاثين دولارًا".
وأعرب جهاد عن تشاؤمه تجاه مستقبل أسعار النفط قائلًا إن "دخول الولايات المتحدة الأميركية إلى سوق تصدير النفط، وعودة إيران للتصدير وتراجع النمو في الصين، والأزمة الاقتصادية العالمية، علاوة على التوسع في استخراج النفط الصخري كلها عوامل ستؤدي لانخفاض جديد في أسعار البترول إذا لم يتم التوافق على تقليص الإنتاج".
وأضاف أن "إنتاجنا تجاوز 3.8 مليون برميل يوميًا. ومخطط في العام الجديد إنتاج 3.6 مليون برميل إضافي".
وانتقد الناطق باسم وزارة النفط العراقية "إصرار بعض الدول على إبقاء حجم الإنتاج مرتفعًا"، مشدّدًا على أن "الإنتاج المرتفع يضر كل الدول المنتجة، ويجب الوصول لتوافق بين الدول المنتجة سواء في أوبك أو خارجها".
واستطرد قائلًا إن "الدول التي تصر على سقف الإنتاج الحالي تزعم أنها تسعى لتقويض فرص النفط الصخري، ولكن ذلك غير صحيح، والواضح أن هناك إرادة سياسية وراء الإصرار على سقف الإنتاج بهدف الإضرار ببعض الدول".
كما أشار جهاد إلى أن العراق يعاني، إلى جانب زيادة الإنتاج العالمي من النفط وانخفاض أسعاره، من الأوضاع الداخلية والإقليمية، محذّرًا من أنه إذا لم يتم التفاهم على خفض إنتاج النفط "فسيدفع الجميع الثمن".
وكانت أسعار البترول قد تراجعت لأقل سعر منذ أحد عشر عامًا، ليهبط سعر البرميل إلى ما دون 35 دولارًا للبرميل، مع توقعات بمزيد من التراجع مع عودة إيران للأسواق مع رفع العقوبات الغربية التي فرضت عليها، وإصرار كبار منتجي النفط على عدم خفض حجم الإنتاج.
وقالت مصادر في قطاع النفط اليوم الثلاثاء إن العراق يخطط لتصدير نحو 3.63 مليون برميل من النفط يوميًا من مرافئه النفطية في الجنوب في شباط استنادًا إلى برنامج تحميل مبدئي. وقد يتخطى الحجم المبدئي لصادرات الشهر المقبل -الذي زاد ثمانية في المئة عن هذا الشهر- المستوى القياسي الذي جرى تصديره في تشرين الثاني/نوفمبر الماضي وهو 3.365 مليون برميل يوميًا.
وتنوي شركة تسويق النفط العراقية (سومو) تخصيص المزيد من الخام الذي يمكنها توريده حيث لا تمتلك مساحات تخزين كافية للاحتفاظ بالنفط الفائض إذا زاد الإنتاج عن حجم الصادرات.
ومن المتوقع أن يقود خام البصرة الثقيل زيادة الصادرات في شباط حيث قد يبلغ حجم إنتاج الخام الأثقل 959 ألف برميل يوميا بحسب المصادر ارتفاعا من 750 ألف برميل يوميا في كانون الثاني الجاري.
وقالت المصادر إن من المحتمل تصدير نحو 2.67 مليون برميل يوميا من خام البصرة الخفيف في شباط دون تغير يذكر عن الشهر الجاري. ويخطط العراق الذي يواجه أزمة حادة في تأمين وارداته المالية ويعتمد فيها على النفط بنسبة 90% الى رفع سقف انتاجه من الخام حيث أعلنت وزارة النفط ، عزمها الوصول الى انتاج 4.5 مليون برميل نفط يومياً منتصف هذا العام.
وتسارعت وتيرة الهبوط الحاد لأسعار النفط في الأسواق العالمية منذ يوم الأثنين لتسجل أسعارها اليوم الثلاثاء أدنى مستوياتها منذ نيسان/ أبريل 2004، (12 عامًا)حيث سجل الخام القياس العالمي لمزيج برنت صبيحة اليوم الثلاثاء عند 30.88 دولارًا للبرميل في الساعة 06:15 بتوقيت غرينتش بفعل الاضطرابات في أسواق الأسهم الصينية.
أرسل تعليقك