قال الأمين العام لمنظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) محمد باركيندو أمس الأربعاء إن استهلاك النفط العالمي سيصل إلى 100 مليون برميل يوميا في وقت لاحق هذا العام، وهو وقت «أقرب كثيراً» مما كان متوقَّعاً من قبل.
وبدأت «أوبك» وبعض المنتجين خارجها بقيادة روسيا العام الماضي العمل على خفض الإنتاج بواقع 1.8 مليون برميل يوميا لتقليص المعروض في سوق النفط وتعزيز الأسعار التي هبطت في 2016 لأدنى مستوياتها في أكثر من عشر سنوات.
وتحدثت روسيا والسعودية، أكبر منتج في «أوبك»، عن الحاجة لزيادة إنتاج النفط تدريجياً، بعد تحقق هدف تصريف مخزونات النفط الزائدة وتوازن السوق إلى حد كبير.
وقال باركيندو في مؤتمر للنفط والكهرباء في كيب تاون بجنوب أفريقيا: «سيصل العالم إلى حد الاستهلاك البالغ 100 مليون برميل يومياً في وقت لاحق هذا العام، وهو وقت أقرب كثيراً مما كنا نتوقعه جميعاً. لذا فإن العوامل الباعثة على الاستقرار التي تهيئ الظروف المساعدة على جذب الاستثمارات ضرورية».
وأضاف أن الثقة بدأت تعود في قطاع النفط وأن أوبك تبحث سبل إضفاء المزيد من الطابع المؤسسي على إعلان تعاون بخصوص إنتاج النفط بين «أوبك» وعدد من المنتجين المستقلين.
وتابع: «في المستقبل، ستكون الأولوية لضمان استدامة الاستقرار ونشر الثقة في القطاع وتحفيز مناخ يساعد على عودة الاستثمارات».
وقال الأمين العام لمنظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) إن النزاعات التجارية العالمية ستؤثر سلباً على الطلب على الطاقة في نهاية المطاف، لكنه يأمل بأن تنقشع «سحابة الضبابية» قريباً.
وتسببت التوقعات بمواجهة تجارية بين الولايات المتحدة والصين، بسبب تهديدات الرئيس الأميركي دونالد ترمب بفرض رسوم جمركية على ثاني أكبر اقتصاد في العالم، في اضطرابات بالأسواق على صعيد العالم.
وقال باركيندو للصحافيين في كيب تاون: «النزاعات التجارية المتصاعدة بين بعض من أهم الشركاء التجاريين في العالم ستؤثر سلباً في نهاية المطاف على النمو (الاقتصادي العالمي) وبالتالي على الطلب على الطاقة». وانخفضت أسعار النفط أمس مع وصول عاصفة مدارية إلى الساحل الأميركي المطل على خليج المكسيك مصحوبة برياح عاتية وأمطار غزيرة، لكن تأثيرها على الإنتاج لم يكن قويا مثلما كان متوقعاً في البداية. وبحلول الساعة 05:17 بتوقيت غرينتش، بلغ خام غرب تكساس الوسيط الأميركي في العقود الآجلة 69.31 دولار للبرميل، منخفضا 56 سنتا أو0.8 في المائة عن التسوية السابقة.
وتراجع خام القياس العالمي مزيج برنت في العقود الآجلة 37 سنتا أو 0.5 في المائة إلى 77.80 دولار للبرميل.
كانت الأسعار قفزت الجلسة السابقة مع إغلاق العشرات من منصات النفط والغاز الأميركية في خليج المكسيك تحسبا لأي أضرار من العاصفة المدارية غوردون.
غير أن العاصفة غيرت اتجاهها نحو الشرق أمس مما قلل من مخاطرها على المنتجين في الجانب الغربي من الخليج.
وقال ستيفن إينس رئيس التداول لمنطقة آسيا والمحيط الهادي لدى أواندا للسمسرة في العقود الآجلة إن آفاق أسعار الخام ما زالت تشير لصعودها، وهو ما يرجع في جزء كبير منه إلى العقوبات الأميركية التي تستهدف قطاع النفط الإيراني ويبدأ سريانها في نوفمبر (تشرين الثاني).
وأضاف: «في ظل توقع تأثر ما يصل إلى 1.5 مليون برميل يوميا بالعقوبات الأميركية على إيران، يمكن توقع ارتفاع الأسعار في الأسابيع المقبلة».
وقال مكتب السلامة والإنفاذ البيئي الأميركي يوم الثلاثاء إن العاصفة المدارية غوردون أوقفت 9.23 في المائة من إنتاج النفط الخام اليومي في المناطق الأميركية من خليج المكسيك.
وأضاف المكتب أن العاصفة، التي كانت متوقع أن تبلغ اليابسة كإعصار في ساعة متأخرة من يوم الثلاثاء أو الأربعاء في الميسيسيبي، أوقفت أيضاً 9.06 في المائة من إنتاج الغاز الطبيعي اليومي بالجزء الشمالي من الخليج.
وأوضح مكتب السلامة أنه تم إخلاء 54 منصة إنتاج، أي 7.86 في المائة، في خليج المكسيك بحلول منتصف أمس تحسبا للعاصفة.
ونُقلت منصة حفر واحدة من مسار العاصفة في شرق ومنتصف الخليج حسبما ذكر المكتب.
وأوقف المنتجون 156 ألفا و907 براميل يوميا من إنتاج النفط و232 مليون قدم مكعبة يوميا من إنتاج الغاز الطبيعي.
ويُشكل الإنتاج البحري في مياه خليج المكسيك 17 في المائة من إجمالي إنتاج النفط الخام الأميركي وفقا لإدارة معلومات الطاقة الأميركية. ويشكل إنتاج الغاز الطبيعي خمسة في المائة من الإجمالي.
ويقع على ساحل الخليج أيضاً أكثر من 45 في المائة من إجمالي الطاقة التكريرية بالولايات المتحدة إلى جانب 51 في المائة من طاقة معالجة الغاز الطبيعي. وتكون منصات الإنتاج مثبتة بشكل دائم بقاع البحر ولا يمكن نقلها، أما الحفارات المستخدَمة في أعمال التنقيب فيمكن قطرها للحفر في مواقع مختلفة.
أرسل تعليقك