بغداد – نجلاء الطائي
أصدرت وزارة النفط العراقية اليوم الثلاثاء بياناً رفضت فيه ما قامت به قوات "البيشمركة" التابعة للاتحاد الوطني الكردستاني قبل أيام من اقتحام لنفط شركة الشمال في كركوك، مؤكدة ان التعاقد مع شركة "KAR" في إقليم كردستان هو من اجل توفير المشتقات النفطية لمحافظات ومدن في البلاد.
وقالت الوزارة في بيان ورد لـ"العرب اليوم" ، انها" ترفض رفضاً قاطعاً استخدام القوة العسكرية من اية جهة كانت للسيطرة على المنشأة النفطية ومحاولة فرض الأمر الواقع لأهداف ومصالح سياسية أو مناطقي، كما ترفض التصريحات التي تهدف الى افتعال الازمات بهدف تشويه الحقيقة والاساءة للحكومة ووزارة النفط ".
وأضاف البيان ان "الحكومة ووزارة النفط بذلت طيلة السنوات الماضية جهودا كبيرة لحلحلة المشاكل العالقة بين المركز والاقليم، ورغم عدم التزام الاقليم الايفاء بالتزاماته الموثقة باتفاقات سابقة"، حسب تعبير البيان. وأوضح البيان انه "في ما يخص موضوع التعاقد مع شركة كار"Kar"الاستثمارية فإن الوزارة تود ان توضح مايلي: إن هذا العقد يأتي لتلبية احتياجات محافظات نينوى وكركوك وديالى وغيرها من المدن المحررة لمعالجة أزمة المشتقات النفطية التي تفاقمت بعد تحرير المدن العراقية من تنظيم "داعش" وزيادة الطلب على المشتقات النفطية في المناطق المحررة ومخيمات النازحين ، فضلاً عن تغطية جزء كبير من احتياجات محافظات الإقليم ضمن التزامات الحكومة الاتحادية بعد توقف مصفى بيجي في محافظة صلاح الدين عن الإنتاج بسبب الأضرار الناجمة عن الحرب على تنظيم داعش وما ترتب على ذلك من نقص حاد في المشتقات النفطية".
وتابع البيان ان "ابرام هذا العقد يعد إنجازا للحكومة والوزارة في ايجاد البدائل ومعالجة ازمة النقص الحاصلة في المشتقات النفطية رغم الصعوبات الاقتصادية وقلة التخصيصات المالية"، مردفاً "ان كلفة تكرير البرميل بحسب مانص عليه العقد لايتجاوز 10 دولار و هو أقل وافضل الاسعار التي يمكن الحصول عليها في قطاع التصفية العالمية وأن الاسعار السائدة في حسابات تكرير المشتقات النفطية هي أكثر من 12 دولار للبرميل ، وعليه فان العقد سيوفر مردودا ماليا ويقلل من انفاق العملة الاجنبية ".
وزاد البيان أن "هذا المصفى سيغطي جزءًا كبيرًا من حاجة تلك المدن من خلال انتاج كمية ( 1500) م3 من البنزين في اليوم و(1100) م3 من زيت الغاز "الكَاز" و(255) م3 من النفط الأبيض "الكيروسين" في اليوم بالإضافة الى (4500) م3 من النفط الأسود في اليوم بما يغطي احتياجات جميع المشاريع الاستثمارية في محافظة كركوك والإقليم من هذه المادة، فضلاً عن تجهيز محطة كهرباء القيارة بكمية( 500) م3 من زيت الغاز في اليوم".
ومضى البيان ان "وزارة النفط تود أن توضح للرأى العام بانها ومن خلال هذه الخطوة التي أثمرت عن التعاقد مع شركة"Kar" الاستثمارية ، قد وفرت ملايين الدولارات شهرياً كانت تنفق على الاستيراد والنقل وغيرها من المصروفات التي تشكل عبئاً إضافياً على الميزانية الاتحادية، فضلاً عن أن العقد سيقوم بتوفير احتياجات هذه المحافظات من المشتقات النفطية فضلا عن تشغيل محطات الطاقة الكهربائية والتخفيف من معاناتها في ظل الظروف والتحديات الأمنية والاقتصادية الصعبة التي تواجه مواطنينا في المحافظات التي تم تحريرها من داعش " وعن المطالبات بأنشاء مصفى في محافظة كركوك ذكر البيان ان "وزارة النفط سبق وان دعت الشركات الاستثمارية قبل عدة سنوات لانشاء مصفى في كركوك بطاقة (150) الف برميل باليوم لكنها لم تتلق العروض المناسبة التي تحقق الاهداف المرجوة ويبدو ان عدم استقرار الاوضاع الامنية والسياسية في المحافظة كان احد الاسباب التي عرقلت تنفيذ هذا المشروع وتؤكد الوزارة سعيها الدؤوب في المضي قدما لتحقيق هذا الهدف ، فضلا عن تنفيذ مشاريع تطوير المنشآت النفطية في المحافظة ".
وانهى البيان بالقول ان "الوزارة وللأسباب أعلاه قد تعاقدت على تكرير هذه الكمية من النفط الخام والتي تنقل عبر الأنابيب من حقول شركة نفط الشمال الى هذا المصفى الذي تم أنشاؤه قبل عام 2003 في محافظة نينوى وتم نقله الى أحد المدن القريبة من أربيل ، وأن مجلس الوزراء قد صادق على العقد الذي يمثل أحد الحلول الناجعة والخيار الأفضل لمعالجة النقص الحاد في المشتقات النفطية وتوفير الطاقة الكهربائية في ظل التحديات الاقتصادية والأمنية في المحافظات الشمالية ومنها محافظة نينوى، وأن إنتاج هذه الكمية من المشتقات النفطية سوف يخفف العبء على مصافي الوسط والجنوب التي استنفرت جميع طاقاتها الفنية خلال المدة الماضية من أجل زيادة الإنتاج الوطني من المشتقات النفطية".>
أرسل تعليقك