نيويورك ـ أ ش أ
كشفت مجلة "التايم" الأميركية عن أنه مع ازدياد الاضطرابات والتوتر في أوكرانيا، كثر الحديث عن أن الولايات المتحدة ستكون وسيلة رئيسية للضغط على روسيا من خلال السياسة تعويض النفط.
وذكرت المجلة –في تقرير أوردته على موقعها الإلكتروني– أنه عادة، تستخدم أسواق مثل روسيا النفط والغاز كأداة ضغط سياسي، وحقيقة أن دولا مثل ألمانيا التي تحصل على نحو ثلث طاقتها من روسيا، فإن ذلك يرجع إلى أن أوربا لم تكن على استعداد لفرض عقوبات تجارية على روسيا في الماضي، ومن المؤكد أن الروس يحتاجون إلى أوروبا بقدر حاجة أوروبا إليهم "إن لم يكن أكثر"، حيث أن 70 في المئة من عائدات التصدير الروسية تأتي من النفط والغاز، وأن غالبيته تذهب إلى أوربا، وأنه لا يوجد زعيم أوروبي يريد أن يخاطر بنقص في الطاقة أو بازدياد أسعارها في منتصف فصل الشتاء.
وطرحت المجلة تساؤلا عما إذا كان بإمكان الولايات المتحدة –المنتج الرئيسي للنفط والغاز الصخري– القيام بأي شيء لمساعدة أوروبا على تخفيف الخناق من الاحتياج للطاقة الروسية، وتعتقد إدارة أوباما أنه بإمكانها القيام بذلك، من خلال تسريع عملية الحصول على الغاز الطبيعي السائل الأمريكي واستعدادها لتصديره.. منوهة إلى القصة التي تصدرت الصحفة الأولى في صحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية التي ألمحت أن الطاقة الأميركية من شأنها أن تحدث فرقا كبيرا في أوروبا وفي الصراع الروسي.
وعرضت المجلة رؤيتها للأسباب الثلاثة التي تعوق تعويض أوروبا عن النفط الروسي، موضحة أن السبب الأول هو أن سوق الغاز الطبيعية المسال محلي للغاية، وأن أول ميناء تصدير للغاز الطبيعي المسال هو ميناء سابين باس للطاقة على نهر سابين باس على الحدود بين تكساس ولويزيانا وأن العمل به لن يبدأ قبل عام 2015 أو حتى 2016، مضيفة أن هناك مواني ثلاثة على قائمة الانتظار لم يعطو الضوء الأخضر لبدء العمل بهم أيضا.
وأشارت إلى أن السبب الثاني يكمن في أن الولايات المتحدة لا تنتج الكثير من الوقود الصخري والغاز حتى الآن، في حين أن وزارة الطاقة الأمريكية تتوقع أن إنتاج النفط الصخري سيصعد إلى نحو 10 ملايين برميل يوميا بحلول عام 2017، وفي الوقت الراهن، تنتج فقط 3 ملايين برميل يوميا.. مشيرة إلى أنه بالنظر إلى أن أمريكا نفسها تستهلك أكثر من 90 مليون برميل يوميا من الوقود الحفري، وعلى ذلك، يجب رفع الإنتاج لتوفير الاستهلاك الخاص بأمريكا أولا ثم النظر إلى تصديره.
وتابعت أن السبب الثالث هو أن أمريكا تحتاج إلى الطاقة الرخيصة لاستخدامها في المنازل إذا أردنا تمويل النهضة الصناعية، مشيرة إلى أن الأمريكيين سمعوا الكثير عن نمو الصناعات التحويلية في أمريكا على مدى السنوات القليلة الماضية، لكن جزءا كبيرا من تلك القصة يكمن في كيفية الحصول على الوقود الصخري منخفض التكلفة والغاز، وأن رجال الأعمال الامريكيين يريدون بناء خطوط أنابيب لتحسين القدرة التنافسية، ونوهت إلى أنه إذا بدأ الأمريكيون برؤية الكثير من الوقود يذهب إلى أوروبا، فذلك من شأنه أن يشعل فتيل معركة سياسية وتجارية داخلية.
واختتمت المجلة بالقول أن لأمريكا لايمكنها إنقاذ أوروبا عندما يتعلق الأمر بالطاقة، وأن القارة الأوربية تحتاج إلى فطم نفسها من الغاز الروسي، ولكنه من المرجح أن تفعل ذلك عن طريق إعادة النظر في التخفيضات في مجال الطاقة النووية والنظر إلى الخارج لأماكن مثل غرب إفريقا للبحث عن مصادر جديدة للطاقة.
أرسل تعليقك