الرياض ـ العرب اليوم
يرى مختصون نفطيون أن الولايات المتحدة لن تستطيع منافسة السعودية في صدارة سوق النفط العالمية نظرا لعوامل عدة أبرزها تكلفة الإنتاج.
وأوضحوا إن السعودية تقوم بدور إيجابي للحفاظ على استقرار سوق النفط العالمية عبر ضمان إمدادات كافية للأسواق مغلبة بذلك مصالح بقية دول العالم على مصالحها بالرغم من انخفاض الأسعار حاليا.
وأكد لصحيفة "الاقتصادية" حبيب العلوي مدير معرض الشرق الأوسط لفرص الاستثمار في النفط والغاز في البحرين، إن أمريكا لن تكون منافسا للسعودية لقيادة أسواق النفط طالما أن تكلفة إنتاج النفط التقليدي لا تتعدى عشرة دولارات للبرميل في منطقة الشرق الأوسط.
وأضاف العلوي "انخفاض أسعار النفط لا يعد أمرا مقلقا بالنسبة لدول المنطقة".
وتابع "أسعار النفط حتى لو بلغت 40 دولارا للبرميل فإن إنتاجه يبقى مجديا اقتصاديا، بينما إنتاج أمريكا من النفط الصخري سيخرج من السوق إذا نزل سعر البرميل تحت 80 دولارا".
وإنتاج الولايات المتحدة من النفط التقليدي مكلف أيضا ولا يقارن بمنطقة الشرق الأوسط التي تعد الوحيدة في العالم التي لا تزال تكلفة الإنتاج فيها لا تتعدى عشرة دولارات.
وقال، "دول المنطقة يمكن أن تمتص صدمة الأسعار حتى 40 دولارا بالرغم من تأثير ذلك على تقليص حجم الإنفاق الحكومي على مشاريع البنى التحتية، وتأثير ذلك بالتالي على دخل الفرد الخليجي".
وقال لـ"الاقتصادية" حجاج بوخضور، المحلل النفطي الكويتي، إن السعودية لا تفرض أسعارا معينة للبرميل بنفسها، بل ترجحها وتجعلها مستقرة من خلال منظمة "أوبك"، في حين تسعى أمريكا من خلال سياساتها النقدية والتجارية لصنع أسعار تحقق مصلحتها الاقتصادية بالتنافس مع منافسيها التجاريين كالصين واليابان ودول الاتحاد الأوروبي.
وأضاف "السعودية لا تتدخل في توجيه السوق النفطية وأسعارها بشكل مباشر لأغراض سياسية".
وتابع: "في حين تصدر السعودية قرابة 9 ملايين برميل في اليوم، تستورد أمريكا ذات الكمية من النفط، وهنا تبرز حقيقة أن السعودية تعد أكبر دول مصدرة للنفط في حين إن أمريكا تعد أكبر دولة مستوردة ومستهلكة للنفط".
وستنافس الصين أمريكا في استيراد النفط خلال السنوات المقبلة بل هي مرشحة لأن تكون أكبر دولة مستورد للنفط في العالم، حيث تستهلك الصين حاليا في حدود سبعة ملايين برميل.
وذكر بوخضور أن السعودية استطاعت بفضل سياستها النفطية الحكمية منع فوضى اقتصادية عالمية كان يخطط لها من بعض الأقطاب الدولية، لدفع أسعار النفط لمستويات تتعدى 140 دولار للبرميل.
واعتبر أداء السوق حاليا وانخفاض الأسعار "نتيجة سياسة أمريكية، بحيث تجعل هناك هامشا لمستويات الأسعار حتى تستطيع امتصاص أي تأثيرات ونتائج سالبة للحرب على التطرف و"داعش"، قد تدفع الأسعار للارتفاع لمستويات عالية تضر بمصالحها الاقتصادية".
أرسل تعليقك