دمشق - سانا
كحال العديد من أصحاب التخصصات العلمية الذين أبدعوا في الشعر والفن والموسيقا خرجت الدكتورة أسمهان الحلواني من عباءة الصيدلة إلى رحاب الرسم بالكلمات والألوان لتجد في القلم والريشة وسيلة تعكس موهبة امرأة بشكل عفوي وصادق.
وفي حديث لـ سانا الثقافية قالت الحلواني بدأت علاقتي بالرسم منذ الطفولة عبر قلم الرصاص لأزرع على الورقة البيضاء ما اختلج بنفسي من مخزونات الطبيعة الجميلة وما يدور بين الناس وعبر الوجوه التي رسمتها وهذا كان يحمل أغلب أحلامي وأحاسيسي التي كنت أحولها إلى رؤى فنية على سطح اللوحة.
وتابعت الحلواني في مرحلة لاحقة هجرت قلم الرصاص وانتقلت لتقنية الألوان البدائية دون أن اعتمد على تداخلات في بناء اللوحة وكنت ألجأ إلى موهبتي في تذوق الأشياء وتحويلها إلى حالة فنية وهذا أحد أهم الدلائل على وجود الموهبة الفطرية التي وجدت عند الإنسان منذ خلقه فكانت تدفعه للرسم على الحجر والرمل والجدران وسواها.
ولكن فنانتنا التي فضلت دراسة الصيدلة وأبقت مواهبها الفنية في إطار الهواية لم تنفصل عن العلاقة الأزلية بين الفن والأنثى فهي تعتبر صورة المرأة مساعدتها الأولى التي تساهم إلى حد كبير في رسم مكنوناتها وما يعتمل داخلها من فرح وألم فضلا عن الطبيعة وتماهيها مع طبيعة الأنثى على شكل أطياف تعبر عن معان عميقة وعفوية في آن واحد تخترق ذهن المتلقي عبر ثقافته البصرية.
وأضافت الفنانة حلواني عندما انتقلت إلى الألوان الزيتية صارت تقنياتي أكثر شمولا بسبب ابتكار الألوان والاعتماد على الخيال ومزج الألوان التي تجعلني أصل إلى رؤى جديدة إضافة إلى محبتي للون الأبيض الذي أعتبره رمز النقاء والصفاء رغم انه يحتاج إلى حذر وتقنية عاليين.
وإلى جانب موهبة الرسم التي تسكنها دخلت الحلواني عالم الشعر الواسع لأن الرابط الذي يجمعهما ليس قليلا بحسب رأيها وكل منهما نتاج لمشاعر عاطفية تؤدي إلى نتيجة واحدة وتصل إلى مدلول إنساني واحد لتتساوى عندها اللوحة والقصيدة نظرا لتساوي القيمة الفنية والإبداعية بينهما بعد أن تأخذها الموهبة لتعبر عن مكنوناتها بلوحة فنية وأحيانا أخرى بنص شعري.
ولفتت الحلواني إلى ضرورة كتابة الشعر بشكل عفوي دون اللجوء إلى الضبابية والتمويه واستعارة الألفاظ الشعرية التي تنفر القارئ لأن الشعر يلتقي مع الفن التشكيلي في ظاهرة نقل الإحساس والتعبير عنه فلا ضرورة لكلمات يبحث القارئ عن معانيها وإلى أين تذهب وقد لا يتمكن من الوصول إلى ما يريد مستشهدة على ذلك في نصها أقلامنا..
أقلامنا نبري .. نكتب ولا ندري كيف الهوى يسري .. في جري أحلامي
ووجدت الفنانة حلواني في القراءة والثقافة بكل أنواعها موردا لإغناء الشعر والفن التشكيلي دون أن نستورد من يعلمنا ويأخذ أمكنتنا كما يحدث على الساحة الثقافية التي بات يتسرب إليها كثيرون من أشباه المواهب الذين لا ينتمون إلى جنس ثقافي سواء كان فنيا أو أدبيا بينما المواهب لدينا موجودة بوفرة وتمتلك القوة الكافية لإثبات وجودها.
وكشفت الفنانة حلواني عن تأثرها بالمحيط والبيئة والجمال وما يدور على الأرض.
أرسل تعليقك