لندن ـ د.ب.ا
تعتبر المملكة المتحدة من اكبر الدول الاوروبية التي تضم مساجد مقارنة بباقي الدول الاوروبية حيث يوجد ألف و500 مسجدا في جميع انحاء المملكة المتحدة , فمنذ القرن التاسع عشر وحتي الان يسعي المسلمون الي اقامة مساجد لهم للصلاة.ومنذ اقامة اول مسجدا وهو" مسجد عبد الله قويليام الصغير" في ليفربول في القرن التاسع عشر وحتي مسجد " ليستر" الذي انشيء في عام 2010 في مدينة" ليستر" البريطانية , قصص نادرة تحوي مسيرة المسلمين التي امتدت لاكثر من 124 عاما في المملكة المتحدة , ونرصد هنا تاريخ المساجد علي الاراضي البريطانية , ونواليها بالحديث عن اشهر المساجد في بريطانيا حتي وقتنا هذا .اقدم المساجد :وفي اوائل القرن التاسع عشر وطأت اقدام اول المسلمين من اليمن والصومال شواطيء بريطانيا العظمي , خلال عملهم كبحارة وبدأوا البحث عن اقامة دائمة علي الاراضي البريطانية وبناء مساجد يقيمون فيها الصلاة , وكانوا يقومون بتحويل منازلهم الي مساجد لاقامة الصلاة فيها , حتي اتي المحامي والمستشرق المسلم البريطاني " عبد الله قويليام" وفكر في اقامة اول مكان يسمي جامع في مدينة " ليفربول" البريطانية في عام 1887 عندما ذهب الي المغرب واشهر اسلامه وقام بزياره العديد من الدول الاسلامية وبعدها فكر في اقامة جامع و مدرسة لتعليم الدراسات الاسلامية ,وقام امير افغانستان في ذلك الوقت بالتبرع ب5 الاف دولار الي " عبد الله قويليام" لشراء مكان يقيم فيه مسجدا للمسلمين , فاختار مبني " بروهام" وهو تابع للبلدية واقام في احد غرفه مسجدا للصلاة ومدرسة للدراسات الشرقية والاسلامية , بعدها قام بضم باقي غرف المبني للمسجد لتوسيعه كي يسع المسلمين القادمين للصلاة , واهتم المحامي المسلم الذي اطلق عليه بعد ذلك اسم " شيخ الاسلام في بريطانيا " باضافة التصميمات الاسلامية الي جدران المسجد كي يكون قريب الشبه بالمساجد التي رأها في دول المشرق مثل المغرب . وفكر " عبد الله قويليام " في افتتاح اول مسجد في بريطانيا في عيد الميلاد في عام 1889 , ليقدم الهدايا الي الاطفال الفقراء الذين لم يتمكن اقربائهم من تقديم الهدايا لهم خلال هذه المناسبة .واستمر استقبال المسجد للمسلمين حتي الحرب العالمية الاولي حيث ضيقت السلطات البريطانية علي " عبد الله قويليام " فهاجر الي تركيا وترك المسجد والمدرسة الي ابنيه كي يديرا المسجد والمدرسة حتي تعثرا في ادارتها وقاما ببيعها الي البلدية في ثلاثينيات القرن الماضي , وتواري المسجد عن انظار المسلمين فترة طويلة من الزمن , حتي تم اكتشفه عن طريق اثنين من الباحثين المسلمين , فقاما بالتعريف باقدم مسجدا في بريطانيا , واضافته الي قائمة المساجد المقامة علي الاراضي البريطانية , وكان ذلك في عام 1998 ,إعادة إحياء المسجدوفي عام 2004 تجمع المسلمون في مدينة " ليفربول" البريطانية وفكروا في احياء اقدم مسجدا ومدرسة اسلامية مرة اخري فاعتمدوا علي جمع التبرعات واعادة شراء المبني " بروهام" واقامة المسجد , وبالفعل تكونت جمعية تحمل اسم " عبد الله قويليام" تدير المسجد والمدرسة , و تم تعيين الاستاذ " محمد اكبر علي" رئيسا للجمعية , و تم تأجير المبني لاقامة المسجد لفترة سنتين , تتجدد تباعا خلال السنوات القادمة ,وفي كلمته اثناء افتتاح الجمعية التي ستدير المسجد قال الاستاذ " محمد اكبر علي" " المسلمون في بريطانيا يبحثون دائما عن جذورهم خارج بلدانهم , وكان اكتشاف هذا المسجد امرا رائعا يوضح ان لنا جذورا علي الاراضي البريطانية منذ زمن طويل ".مضيفا قائلا" ورغم الاضرار التي لحقت بالمكان لتركه دون صيانة لسنوات طويلة الا ان المسلمين يسعون الي ترميمه , حيث يحتاج الي اكثر من 5 ملايين دولار , و يصعب علي جميع المسلمين والجمعية التي تدير المسجد والمدرسة من توفيرها كاملة , ونظرا لان المسجد ليس لديه قبه فلا يقبل المسلمين علي التبرع له لانهم يرونه ليس مسجدا حقيقيا , ونسعي الي اقناع الناس بان اول مسجدا بني في الاسلام كان مسجد الرسول صلي الله عليه وسلم وكان بدون مأذنه او قبه , ولكننا سنقوم بانشاء قبة ومنارة مع اكمال قيمة التكاليف الخاصة بالترميم والاصلاح في المسجد , وادعوا جميع المسلمين في بريطانيا والعالم بالتبرع لاكمال ترميم اقدم مسجدا في بريطانيا , كي تفتح ابوابه مرة اخري امام المسلمين في مدينة " ليفربول" .ويعيش في مدينة ليفربول " البريطانية وحدها ما يقرب من 466,400 الفا نسمه , ويمثل المسلمون اكثر من 40 الفا ويعد ثالث اكبر ديانة في المدينة من حيث تعداد السكان .
أرسل تعليقك