“البيت العربي” …تراث سوري لم يسلم من نيران الحرب
آخر تحديث GMT18:04:14
 العرب اليوم -

“البيت العربي” …تراث سوري لم يسلم من نيران الحرب

 العرب اليوم -

 العرب اليوم - “البيت العربي” …تراث سوري لم يسلم من نيران الحرب

البيوت السورية القديمة
دمشق ـ العرب اليوم

بحجارتها القديمة المعتقة برائحة الياسمين وأشجار الليمون والنارنج وبركة الماء العذب، ترتصف البيوت السورية القديمة التي تروي حكاية التاريخ وفن العمارة الإسلامية العريقة بتصاميمها الهندسية الفريدة ونقوشها العمرانية التي تعتلي أسقفها وجدرانها وأرضياتها، حيث تغنى بجمالها كل من زارها ومتع ناظريه بهذه التحف الفنية الراقية.

وﻻ يقتصر وجود  البيت العربي كما يسميه أهالي سوريا، على محافظة دون سواها إذ تنتشر البيوت العربية في جميع المحافظات السورية والتي تشكل تراث سوريا وحضارتها الأصيلة، ويرتبط وجودها بالقيم الاجتماعية والثقافية والعمرانية وغيرها، فتعتبر متحفا مصغرا لاحتوائها على أجمل التحف الشرقية.

وكانت انتشرت قبل الحرب في سوريا ظاهرة تحويل البيوت القديمة لمطاعم، فكانت مقصدا جاذبا للسياح من خلال تقديمها أشهى المأكولات السورية  “كالفتوش والكبة النية و الباباغنوج والبرك بأنواعها والسمبوسك” وغيرها الكثير، بالإضافة لتحويل بعضها الآخر لفنادق كون معظمها مؤلف من طابقين وتحوي غرفا كثيرة.
ويبدو ان جمالية هذه البيوت لم يشفع لها أن تكون محصنة من شظايا الحرب التي ساهمت وبشكل كبير في دمار العديد منها واندثار بعضها وتحولها لركام.

ولعل مدينة حلب خير مثال عن ذلك وبالأخص بعد خروج أحيائها القديمة عن سيطرة القوات الحكومية كباب النيرب وباب الحديد والمشارقة وباب الفرج، فقد تصدرت حلب قائمة المحافظات بعدد المنازل المدمرة .

ولم تكن مناطق دمشق أوفر حظا، فأحياء دوما الشعبية وداريا والمعضمية ومضايا وغيرها،  لم يتبق منها سوى الركام والذكريات الأليمة.
كما ان البيوت العربية التي تتركز في احياء دمشق القديمة كباب توما وباب شرقي والقصاع لم تسلم من نيران القذائف ما ادى لتدمير الكثير منها وهجر بعضها الاخر من قبل اهلها الذين اختاروا الهجرة دون امل بالعودة اليها او تلك التي بيعت باسعار زهيدة ﻻ تتناسب مع قيمتها الحضارية والتراثية .
ويبقى التراث السوري الخاسر الاكبر من الحرب التي طمست حضارة تمتد لاﻻف السنين .

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

“البيت العربي” …تراث سوري لم يسلم من نيران الحرب “البيت العربي” …تراث سوري لم يسلم من نيران الحرب



الأسود يُهيمن على إطلالات ياسمين صبري في 2024

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 15:26 2025 الخميس ,09 كانون الثاني / يناير

أحمد مكي يخلع عباءة الكوميديا في رمضان 2025
 العرب اليوم - أحمد مكي يخلع عباءة الكوميديا في رمضان 2025

GMT 04:11 2025 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

أدوية حرقة المعدة تزيد من خطر الإصابة بالخرف

GMT 16:20 2025 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

ضربات أمريكية لمنشآت بمحافظة عمران اليمنية

GMT 15:00 2025 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

الأهلى القطرى يعلن تجديد عقد الألمانى دراكسلر حتى 2028

GMT 14:49 2025 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

الاحتلال يقتحم عدة بلدات في القدس المحتلة

GMT 02:00 2025 الخميس ,09 كانون الثاني / يناير

حرائق ضخمة في لوس أنجلوس تجبر الآلاف على إخلاء منازلهم

GMT 14:26 2025 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

"الخارجية الفلسطينية" تدين جريمة الاحتلال فى جنوب شرق طوباس
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab