أبو ظبي ـ العرب اليوم
شهر الصيام له مكانته الفريدة وبرنامجه الخاص مع الكاتب والناقد المسرحي هيثم الخواجة، وهو يعبر عن هذه المكانة الروحية والفكرية بطريقته الخاصة، قائلا إنه لا يدري ما السر العجيب الذي يأسره مع حلول شهر رمضان المبارك، فما إن يهل بإطلالته القدسية التي يستشف من خلالها النقاء الذي يهيمن عليه بما فيه من ورع ونشاط حتى يشعر بفرحة غامرة، لأن الشهر الكريم يتيح له جوا مختلفا للقراءة والكتابة في لياليه الآسرة.
ويحكي ذكرياته مع الشهر الكريم قائلٍا "أشعر كأن الأيام السابقة التي كانت تكبلني بالتزاحم والتراكم والتأجيل وعدم الإنجاز، تدفعني الآن لاستقبال هذا الشهر العظيم، الذي يحمل في طياته أسمى معاني الطهر والنقاء اللذين يدفعانني إلى تغيير مسارات حياتي فأتوجه إلى القراءة والكتابة مخلصاً سعيدا".
وأكد أنه بمجرد أن تنتهي صلاة التراويح حتى يعود إلى البيت، وفي داخله شوق غامر للقلم، وكانا الليل أقرب للسر وسكونه يدفع لصفاء النفس وحثها على مزيد من التفكير والإبداع، والإنصات لصوت الضمير والإجابة عن تأملات العقل، بينما يتفلت النهار بأعبائه الكثيرة، وإن كانت ساعات الصيام تمنحنه طمأنينة النفس وسكينة الروح.
وحول أهم ما قام به في هذا الموسم الرمضاني البهيج، يذكر الخواجة أن كتبا عديدة تم إنجازها في هذا الشهر الفضيل، وكتبا أخرى تمت قراءتها في لياليه الفضيلة، بينما كان لا يجد لها الوقت الكافي ولا الجو المريح في الأيام العادية.
وهذا ما يضاعف من ابتهاجه بهذا الشهر المبارك، ويزيد من محبته لكل ما يضفي على حياته وأفكاره وعلاقته من تجديد.
وأكد الخواجة أن التنظيم في رمضان سيد الموقف، لأنه يجعله لا ينسى قراءة القرآن في وقتها المخصص من كل يوم قائلًا" كنت أجود فيها من حيث المعاني والدلالات في الأسبوع الأول، ومن حيث المعجم اللغوي والنحو في الأسبوع الثاني، ومن حيث البلاغة في الأسبوع الثالث، ويبقى الأسبوع الأخير مخصصا لقراءة شمولية عامرة بالتثمين لهذا الإعجاز العظيم".
وأضاف أن هذه المنهجية ساعدته على الاهتمام بالإبداع، فقد كتب عدة مسرحيات وبحوثا، وأعاد النظر بكتابات سابقة.
ويخبر أنه يخطط لما سيقوم به في الشهور المقبلة.
وأشار إلى أن هناك كثيرين يعيشون في رمضان حالة من الضياع وهم يدورون في فلك الجوع والتفنن بألوان الطعام، متناسين بركة رمضان التي تهيمن على الصائمين فتمنحهم الهمة والتنظيم والنشاط، وتخلصهم من تبعات الحياة الرتيبة والمعاناة، وتصحر النفس التي تجعل بعض الناس في شكوى دائمة.
وأضاف أن رمضان شهر العبادة والإنجاز، والإبداع، والتجربة خير برهان.
أرسل تعليقك