اللاذقية - سانا
يعد المركز الثقافي العربي في مدينة جبلة معلما ثقافيا مهما ومنبرا ينير عقول المتلقين والمثقفين ويساهم في تطوير الحركة الثقافية والفنية في المنطقة من خلال اقامته العديد من الـمسيات والندوات والمعارض والمحاضرات الادبية والعلمية والسياسية والاقتصادية والفنية.
ورغم الظروف التي تمر بها سورية شهد المركز حراكا ثقافيا متنوعا خلال الفترة الماضية من العام الحالي تضمن محاضرات سلطت الضوء في بعضها على ما يجري من احداث مرت بها البلاد مبرزة الإرادة الشعبية الصلبة لدى السوريين في متابعة مسيرتهم الحضارية رغم المحاولات اليائسة للإرهابيين والتي جاءت تحت عناوين عديدة منها دور النظام السعودي بالأزمة في سورية ودور حكام الخليج في تأجيج الأزمة في سورية ودور الأسرة في تنمية الروح الوطنية عند الأطفال وغيرها.
كما تضمنت نشاطات المركز ندوات سياسية إضافة إلى الأمسيات الادبية والعروض المسرحية المتنوعة التي عكست البطولات والتضحيات التي قدمها بواسل الجيش العربي السوري وانتصاراته المتلاحقة في تصديه للمجموعات الإرهابية المسلحة ليبقى الوطن ابيا عزيزا.
ولا يغفل المركز نشاطات الأطفال التي تجسدت بمعارض رسوم عبروا فيها عن حبهم لوطنهم ومؤخرا شارك أطفال منظمة طلائع البعث في مدرسة سعد بن ابي وقاص بمدينة جبلة بمعرض للرسوم تناول التآخي بين الأديان في سورية وبطولات الجيش العربي السوري في تصديه للإرهاب إضافة إلى أعمال يدوية ومحاضرات تعنى بشؤون الأطفال وتعكس دور الأسرة في تنمية الروح الوطنية عند ابنائهم مع التركيز على الجانب التربوي من خلال الاستعانة باختصاصيين تربويين لتوجيه الأسرة في شؤون التربية.
وما زالت الأنشطة الثقافية التي تنظمها مؤسسات المجتمع الأهلي والمجموعات الشبابية متواصلة وأبرزها فعالية المجموعة الشبابية التطوعية نحن سورية التي كرمت أمهات 50 شهيدا من أبطال جيشنا وقواتنا المسلحة.
كما أطلقت مؤسسة بصمة شباب سورية بالتعاون مع فرع اللاذقية لمنظمة طلائع البعث موءخرا المرحلة الثالثة من مشروع شفا الخاص بالعلاج المجاني لأسر الشهداء وذلك في مدرسة سعد بن أبي وقاص بمدينة جبلة.
وكان لعدد من الادباء والشعراء في منطقة جبلة اراء في الحراك الثقافي ودور المراكز الثقافية في نشر الثقافة بين أفراد المجتمع التقت سانا مجموعة منهم حيث قال الشاعر والباحث عيسى ابو علوش.. ان النشاطات الثقافية تعمل على تنشيط الحركة الفكرية ولاسيما في المراكز الثقافية لرمزية المكان ودلالاته وتأثيره في نفوس وعقول المثقفين والمتلقين.
وأضاف أبو علوش.. عندما يلتقي المثقفون فان افكارهم تتلاقح عبر ما يدور بينهم من حوارات ومناقشات تغني النشاط الثقافي القائم كما تلعب دورا مهما وايجابيا في ايصال الافكار الثقافية المطروحة الى المتلقين وتغني معارفهم ومخزونهم الفكري والمعرفي.
وانطلق الاديب فراس عبد الحليم من مقولة "إن الجمال في الحياة ليس من صنع الانسان ولكنه في الفن من صنع الانسان وحده" حيث يمكن ان نفهم الدور الريادي الذي تقوم به المراكز الثقافية في بلدنا التي تسعى لان ترسم الجمال صوتا وصورة ولحنا وان ترتقي بالذائقة الفنية لأبناء شعبنا عبر اقامة مختلف النشاطات الثقافية والفنية من امسيات شعرية ومعارض للرسم والنحت والتصوير الضوئي.
ولفت إلى أن الفنانين والادباء يواكبون بنتاجاتهم هذه المرحلة العصيبة من حياة بلدنا وهي مرحلة توشك ان تختمر في ادبنا وفي حياتنا الثقافية ونتائجها وان لم تظهر في هذه الآونة فلابد من أن تكون لها بصمتها الواضحة في الفترات القادمة.
يشار الى ان المركز الثقافي العربي في مدينة جبلة احدث عام 1968 ويحتوي على مسرح ومكتبة وهي قسمان مكتبة عامة وتحوي 13700 كتاب مع قاعة مطالعة مفتوحة بشكل دائم لجميع المواطنين وتمت أتمتة العمل فيها ما يسهل عملية الاعارة الداخلية والخارجية وتتبع لها قاعة مطالعة مفتوحة للجميع ومكتبة أطفال تضم 3000 كتاب مع جهاز عرض فيديو وتلفزيون وجهاز حاسوب وتقدم خدمات القراءة والرسم والخط للأطفال إضافة إلى معهد الثقافة الشعبية وقسم ثقافة الطفل يهتم بالأطفال ويعمل على تطوير معارفهم ومواهبهم وهواياتهم ومنتدى الانترنت وصالة للمعارض ومركز بيع الكتب يحوي مجموعة كبيرة من الكتب من منشورات وزارة الثقافة.
أرسل تعليقك