المنامة ـ بنا
قال عضو مجلس إدارة الجمعية العربية للمسؤولية الاجتماعية رئيس جمعية البحرين للجودة الدكتور خالد جاسم بومطيع إن أمام مؤسسات المجتمع المدني في الوطن العربي تحديات كبيرة في مواجهة ظواهر الحروب والكوارث والفقر والأمية، لافتا إلى أن "الفجوة بين حجم التحديات وإمكانيات مؤسسات المجتمع المدني ما زالت كبيرة جدا"، وأشار في هذا الصدد إلى أنه في الولايات المتحدة الأمريكية هناك جمعية أهلية لكل 200 مواطن، وفي ألمانيا جمعية أهلية لكل 150 مواطن، فيما هناك جمعية أهلية لكل 80 ألف مواطن في الوطن العربي".
وأوضح د. بومطيع في ورقة عمل قدمها خلال مشاركته مؤخرا في "ملتقى زايدالإنساني "بالإمارات العربية المتحدة أن ثقافتنا العربية والإسلامية والعادات والتقاليد التي تربينا عليها تدعونا إلى التكافل والتعاون والتعاضد وبنا مبادئ وثقافة العمل التطوعي، ومجتمعاتنا الخليجية تزخر بهذا النوع من العمل التطوعي غير الممنهج، وتابع "رغم أن ثقافة العطاء متأصلة في مجتمعاتنا، إلا أن الأجيال الحالية تواجه نوع من الصعوبة في دخول مجالات التطوعي بسبب الرخاء المفضي إلى التكاسل، واللوم لا يقع على الشباب هنا بقدر ما يقع على المربين والجامعات والمدارس التي يجب أن تبذل جهودا أكبر في هذا المجال".
لكنه أردف أن "هذا لا ينطبق على كل الشباب الخليجي بدليل أن هناك مجموعات من الشباب بدل أن تذهب إلى لندن للسياحة مثلا تذهب على نفقتها الخاصة إلى الصومال وبنغلاديش لتسهم في تنمية المجتمعات هناك، وبدأنا نرى شباب خليجيون موجودين في قرى وغابات في أقاصي الأرض"، وأكد على أهمية دعم هذا التوجه بما يصب في خدمة المجتمع العربي والإسلامي والإنساني بشكل عام.
وأكد د. بومطيع خلال ورقته التي حملت عنوان "دور الحكومات في أعمال التطوع والمسؤولية الاجتماعية" أن الدعم الحكومي للعمل التطوعي يجب أن يكون كبيرا وخاضعا لضوابط صارمة في ذات الوقت، وذلك منعاً لانحراف العمل التطوعي عن غاياته الأساسية.
وأكد عضو مجلس إدارة الجمعية العربية للمسؤولية الاجتماعية ضرورة أن تتحمل المؤسسات الحكومية التي تقدم خدمات عامة كالصحة والتعليم مسؤوليتها الاجتماعية تماما كما نظيراتها في القطاع الخاص، وقال إن التحديات التي تواجهها المنطقة نتيجة الأزمات تحتم على تلك المؤسسات تعزيز مفهوم وفلسفة وفكر المسؤولية الاجتماعية لديها، وقال "نحن في فكر المسؤولية الاجتماعية لا نتحدث عن تقديم دعم مادي فقط وإنما عن شراكة مع مؤسسات مجتمع مدني في خدمة المجتمع".
ولفت د. بومطيع إلى أن عددا متزايدا من الشركات في الخليج العربي بدأت تسأل عن كيفية تطبيقها لمفهوم المسؤولية الاجتماعية، مع وجود شركات رائدة لها مبادرات رائعة في هذا المجال بعد أن قامت بأعمال ومشاريع وبرامج ممنهجة لخدمة مجتمعاتها، وقال "في السابق كانت الشركات تبحث عن الربح فقط، أم اليوم فأدركت أن الربحية يجب ألا تقتصر على الشركة وحاملي الأسهم وإنما يجب أن تمتد لتشمل المجتمع ككل".
أرسل تعليقك