بغداد ـ نجلاء الطائي
تعد كنوز العراق الأثرية من أهم ماوصلت إليها الحقيقة العالمية، حيث أن آثار العراق تكفي لافتتاح أربعة متاحف عالمية ابتلعه نهر دجلة قبالة نقطة التقائه بفي الفرات في مدينة القرنة جنوب العراق، الكنز عالق في قاع النهر، وكل محاولات التنقيب عنه أخفقت وآلت إلى الفشل، فيما اختلفت روايات كيفية غرقه.
وأكد الخبير في شؤون الآثار والتراث هاشم العزام، في تصريح إلى "العرب اليوم"، أن كمية من القطع الأثرية التي لا تقدر بثمن غرقت قبل نحو قرن ونصف في نهر دجلة في موقع يقع شمال قضاء القرنة، من خلال نقلها على ظهور مراكب نهرية تسمى "أكلاك" إلى البصرة لغرض تهريبها إلى أوروبا.
وأوضح أن "الأكلاك" النهرية غرقت في ظروف تعددت الروايات بشأنها، وكانت من ضمن الآثار التي تحملها ثيران آشورية مجنحة ولقى ثمينة جدًا.
ولفت العزام، الذي عمل لسنوات مديرًا لدائرة الآثار والتراث في البصرة، ومن ثم مستشارًا للمحافظ لشؤون الآثار إلى أن محاولات عديدة بذلت للعثور على الآثار الغارقة من دون جدوى، منها محاولة تعود إلى قبل أربعة عقود اضطلعت بها بعثة يابانية من جامعة طوكيو، وبعد شهور من الجهود المتواصلة شعرت البعثة بالإحباط وقررت إيقاف العمل، مبينًا أنه كلف رسميًا بالبحث عن تلك الآثار قبل ثلاثة أعوام.
ويستبعد العزام أن تكون الآثار سرقت بعد غرقها لصعوبة العثور عليها وانتشالها، مبينًا أن الآثار التي استقرت في قاع نهر دجلة ضمن قضاء القرنة من المستحيل العثور عليها بعد نحو قرن ونصف على غرقها، موضحًا أن المشكلة تكمن في تغيير مجرى النهر بمرور الزمن، فضلًا عن تراكم الطمي بفعل ظاهرة الإرساب والترسيب.
وأوضح العزام أن الآثار الغارقة عبارة عن قطع حجرية، وبالتالي فإنها انغمست في قاع النهر عند غرقها، وهذا يجعل العثور عليها وانتشالها أكثر صعوبة، مبينًا أن المشكلة الثانية التي قد يواجهها الباحثون عنها هو صعوبة التفريق بينها وبين الصخور.
وذكر خبير الآثار سكيل لويد، في مذكراته، أن الآثار الغارقة في القرنة تكفي لافتتاح أربعة متاحف عالمية، ومن بينها 80 صندوقًا تحتوي على آثار من بابل، و68 صندوقًا وخزانة تضم منحوتات تعود إلى قصر "آشوربانيبال".
وأفاد الخبير السياحي عدنان الربيعي، في تصريح إلى "العرب اليوم"، أن المنقب الفرنسي المعروف باسم "يوتا" وزميله "فلا نوان" اللذان نقبا في موقع قصر الملك الآشوري سرجون الثاني أرسلا 235 قطعة أثرية على ظهور أكلاك إلى البصرة عن طريق دجلة، ولم تصل منها إلا 26 قطعة.
وأفادت تقارير فرنسية بأن أسطول الأكلاك استثار طمع الأهالي الذين اعتقدوا أنها تحمل بضائع متنوعة فهجموا عليها وأغرقوا معظمها، إلا أن المنقب عن الآثار والس بدج ذكر في الجزء الأول من كتابه "رحلات إلى العراق" أن الأكلاك المذكورة أصابتها رياح عاتية، بحيث أدى تلاطم الأمواج العالية إلى تصادمها ببعضها وغرقها، وبالتالي غاصت التماثيل الأثرية في الوحل وفقدت إلى الأبد.
أرسل تعليقك