أبو ظبي ـ سعيد المهيري
استدعا رائدان من رواد الحركة المسرحية في الإمارات ذكريات تجربتيهما الفنيتين، التي اختلط فيها التعب بالصبر والمثابرة والتفاني حيث البدايات، وتلك التفاصيل التي توصف بأنها حميمة ومملوءة بالقصص الطريفة التي كشفت عن أسماء ورواد وأماكن، مروراً بما وصلت إليه الحركة المسرحية الإماراتية من تطور وإنجازات وجوائز، في ندوة "ذكرياتي مع المسرح الإماراتي" التي استضافت محمد إبراهيم فراشة والتشكيلي والمسرحي محمد يوسف، وقدمهما الناقد المسرحي السوداني يحيى الحاج بوصفه عايش هذه التجربة، وكان شاهداً على كثير من منعطفاتها، وهو الذي قدم مداخلة سلطت الضوء على التجربة المسرحية في العمق وفي علاقتها بالعرض، الذي يقوم على النص والأداء التمثيلي والفن الإخراجي .
انطلق محمد فراشة من عام 1969 حين كان هاوياً للطرب والموسيقى، قبل أن يتعرف إلى مجموعة من الأصدقاء الذين أقنعوه بالعمل المسرحي، مروراً بتأسيس جمعية للفنون الشعبية في عام 1971، واستذكر محمد فراشة محمد سليم الذي كان مسؤولاً في تلفزيون دبي، وقام بتشجيع الفريق لتقديم عرضين من "ارحمونا يا ناس" في التلفزيون، فشاهدتها شريحة كبيرة من المواطنين .
وقارن فراشة بين نموذج مسرح تلك الأيام الذي كان بمثابة عمل تشاركي، تسوده روح الإلفة والحب والتفاني مع مسرح الجيل الجديد الذي يبدو متطلباً وليس متفانياً كما ينبغي، وقال "عرف المسرح حالة عشق وحب وتضحية ونكران للذات".
وأبدى محمد يوسف اعتزازه بتلك البدايات والجهد الذي بذله وأصدقاؤه في المسيرة الفنية، ذلك الذي احتضنته وطورته جمعية "الشارقة للفنون المسرحية" التي سميت فيما بعد "مسرح الشارقة الوطني" وأنجزت الكثير من العروض اللافتة حتى الآن.
أرسل تعليقك