الرياض ـ محمد الدوسري
حمّل الأكاديمي السعودي خالد بن علي القرني ما وصفه بالغزو الفكري والفضائي، المتمثل في المسلسلات والبرامج العربية والأجنبية، المسؤولية عن تفشي ظاهرة هروب الفتيات، مشيرًا إلى أنَّ بعض هذه الأعمال تشجّع على الانحراف السلوكي، حيث تعمل على تجميل كثير من المظاهر الانحرافية وتلميعها لتقلّدها بعض الفتيات، على حد قوله.
وأكد القرني، خلال مقال له، إنَّ ما وصفها بظاهرة هروب الفتيات تأخذ مظاهرة عديدة ، فقد تأتي على شكل هروب اختياري لأسباب تراها الفتاة، وقد تأتي على شكل هروب إجباري تحت الإكراه لأسباب متعددة، أو بناء على حيلة أو بتغرير من طرف آخر، أو لأسباب نفسية أخرى.
ولفت إلى أنَّ هناك المزيد من الأسباء وراء الظاهرة تتمثل في ضعف الوازع الديني ليس لدى الفتاة فقط بل حتى لدى البيئة المحيطة، إضافة إلى أنَّ الضغط النفسي والعنف مع الفتاة داخل الأسرة، قد يدفعها إلى تأسيس علاقات غير سوية مع فئات قادرة على التغرير بها بحِجج واهية ووعود مكذوبة، وتقبل المشورة من رفيقات السوء اللواتي يساهمنّ في الانحراف والتشجيع عليه، وغياب الحنان والعطف والاحتواء اللازم للفتيات من قِبل الأسرة يشكّل دافعًا للبحث عن تلك المشاعر المفقودة خارج الأسرة ولو بطرق غير إيجابية ووسائل خطيرة.
واعتبر الكاتب أنَّ الاعتراف بوجود المشلكة يشكل جزءًا من الحل، مشيرًا إلى أنَّ من أفضل وسائل العلاج في هذه الحالة تقوية الوازع الديني لدى الجميع، بالإضافة إلى الاحتواء من قِبل الأسرة ومنح الحنان والأمان والطمأنينة لبناتهم وذلك لعلاج الضغط النفسي والقلق، وتشجيع الفتيات على المصارحة والتفاهم مع أسرهنّ ومن حولهنّ وعدم اللجوء لأطراف أخرى قد تستغلهنّ وتزين لهنّ الاتجاه السلوكي السلبي.
ولم يغفل القرني دور المتابعة والرقابة الإيجابية بأسلوب عقلاني في اكتشاف وعلاج الكثير من السلبيات في بداياتها، داعيًا في ختام مقاله الجهات الشرعية والتربوية والمجتمعية للتعاون مع الأسرة لتحصين الشباب والفتيات ضد هذه الظواهر والمخاطر، خاصةً في هذا العصر الذي أصبح يعجّ بكثير من الفتن والمغريات والملهيات والمؤثرات، على حد قوله.
أرسل تعليقك