القاهرة - أ ش أ
على حد انتصاف الويل تقف مدينة تدمر التاريخية بعد أن تركها "العالم الكسيح" وعواصم القرار الدولي نهبًا لدمار جاء به تنظيم داعش الإرهابي ولتتحول آثارها لأشلاء تبكي تاريخًا تليدًا وحضارة عظيمة وتسامحًا بناء.
وبعد أن عاث فسادًا وتدميرًا في آثار العراق ، تفيد تقارير إخبارية أن تنظيم داعش يباشر عمليات لتدمير الآثار في مدينة تدمر السورية ، فيما قال مأمون عبد الكريم المدير العام للآثار والمتاحف السورية أن عناصر من هذا التنظيم المتطرف دخلت متحف المدينة وقامت بتدمير بعض المجسمات التي تمثل عصور ما قبل التاريخ المكتوب.
وفيما تقع مدينة تدمر على الطريق الدولي الذي يصل سورية بالعراق ، يثير تقدم تنظيم داعش وتمدده في سورية والعراق العديد من علامات الاستفهام في طروحات لمثقفين عرب اظهروا حالة من التعجب المبرر بشأن الانتصارات العسكرية التي يحققها هذا التنظيم الإرهابي الغامض على الأرض رغم تشكيل تحالف دولي بقيادة الولايات المتحدة منذ صيف العام الماضي لمواجهة داعش.
واذ طالت هذه التساؤلات المبررة جدوى استراتيجية التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة للقضاء على تنظيم داعش الإرهابي في سورية والعراق ، كان حامد المطلك عضو لجنة الأمن والدفاع في البرلمان العراقي قد ارجع سبب سقوط مدينة الرمادي العراقية في قبضة داعش الى عدم وفاء واشنطن بوعودها بحماية هذه المدينة فضلا عما وصفه بتخاذل بعض القادة العسكريين وانسحابهم من المواجهة مع مسلحي تنظيم داعش.
ومنذ أن باتت مدينة تدمر التي توصف "بلؤلؤة الصحراء" واشتهرت بمعابدها وأعمدتها الرومانية ومدافنها الملكية في قبضة تنظيم داعش ، تصاعدت المخاوف من أن يكون مصير آثارها ونفاؤسها التاريخية الدمار على غرار ما حدث بعد دخول عناصر داعش مناطق تاريخية وأثرية في العراق وخاصة الموصل والحضر والنمرود.
وفي هذا السياق ، أعرب الأزهر الشريف عن بالغ قلقه حيال سيطرة تنظيم داعش الإرهابي على مدينة تدمر الأثرية داعيًا المجتمع الدولي لتحرك سريع يحول دون قيام عناصر هذا التنظيم بطمس المعالم الحضارية والأثرية في المدينة مثلما فعلوا في مواقع أثرية مماثلة في المناطق التي خضعت لنفوذهم في العراق .
وأكد الأزهر في بيانه الصادر الأحد على أن الدفاع عن المناطق الأثرية في مواجهة النهب والسلب والدمار "معركة الإنسانية بأكملها" لافتًا لضرورة تكاتف الجهود من أجل حماية المدينة التي تعد أحد أهم وأقدم المواقع الأثرية في المنطقة من المصير المظلم الذي ينتظرها على يد تنظيم داعش الإرهابي.
وتنظيم داعش الذي بات يسيطر على العديد من المناطق الشرقية في سورية وصولًا لمناطق تمركزه في العراق يعبر عن ثقافة ظلامية بالغة التطرف ومعادية بشدة للتراث الثقافي المتنوع في المشرق العربي الذي عرف تاريخيًا بتنوعه الحضاري وتعدد مكوناته الثقافية.
أرسل تعليقك