بشار ـ واج
تعكف مديرية الثقافة لولاية بشار على إعداد مشروع لتسجيل آلة "القمبري" ضمن التراب المادي الولائي والوطني حسبما أستفيد يوم الإثنين من ذات الهيئة.
ويجري حاليا إعداد الملف العلمي والتقني من قبل خبراء قطاع الثقافة لإدراج هذه الآلة الموسيقية العريقة ذات الأوتار القاعدية الثلاثة في سجل التراث المادي المحلي والوطني كما أشير إليه على هامش الطبعة الثامنة من المهرجان الوطني للموسيقى ورقص الديوان الذي يصنع الحدث الثقافي والفني هذه الأيام بمدينة بشار. وحظيت هذه المبادرة بإشادة أغلب المعلمين ( أعلام الموسيقى) وموسيقيي 15 فرقة فنية التي تنشط فعاليات هذه التظاهرة الفنية التي انطلقت يوم الجمعة الماضية بعاصمة الساورة حيث وصفت هذه المبادرة من قبل الباحثين في فن الديوان بمثابة" مرحلة في غاية الأهمية في مسار التصنيف الشامل للديوان كتراث وطني مادي".
وكان عدد من الباحثين و الموسيقيين وفاعلين آخرين في المجال الثقافي محليا ووطنيا والذين كانوا قد شاركوا في الطبعة السابقة من المهرجان في 2013 قد أبرزوا أهمية التصنيف ضمن التراث المادي المحلي والوطني لفن الديوان كما ذكر أعضاء محافظة المهرجان. وفي هذا الإطار يرى الباحث فضيل عبد الوهاب من قسم الموسيقى بالمدرسة الوطنية العليا بالقبة ( الجزائر العاصمة) " أن ظهور القمبري على الساحة الفنية وتلقين فنون الإيقاع على هذه الآلة من قبل الموسيقيين من خارج نطاق فن الديوان قد جعل منه آلة موسيقية في حد ذاتها مما يتعين تلقينها في مختلف معاهد الموسيقى وفي مختلف الهيئات الأخرى المهتمة بالتكوين في مجال الموسيقى".
ويشكل إطلاق مسار تسجيل هذه الآلة ضمن التراث المادي الوطني " مساهمة ملموسة في المحافظة وحماية هذه الآلة الموسيقية الأصيلة " يقول ذات المتحدث. وتعتبر آلة القمبري مفتاح رائد الموسيقى لدى أهل الديوان والذين يحملون درجة المعلم ( رائد الموسيقى) والذي يعتبر أيضا المغني الرئيسي في الفرقة . وتتشكل هذه الآلة ذات الإيقاع الوتري المخفض من صندوق خشبي رنان مستطيل الشكل بطول نحو ثلاثين سنتيمترا وعرض ب15 سنتيمترا يخترقه مقبض من خشب الجوز أو الصفصاف بطول نحو واحد مترا به ثلاثة أوتار ممدودة.
ويغطى صندوق "القمبري" عادة بجلد الجمل المأخوذ من منطقة العنق وهو مجفف ومدبوغ بمهارة كبيرة. ويضرب هذا الجلد باليد اليمنى للعازف بطريقة متزامنة مع العزف على الأوتار مما يعطي لآلة "القمبري" رنة تشبه صوت القرع على الطبل على نحو يحافظ على إيقاع متناسق. وتصنع الأوتار الثلاثة لآلة "القمبري" من أمعاء ذكر الماعز كثير الدهن والذي يتم تقديمه قربانا روحيا حسب ما يروي أهل الديوان.
كما تثبت حزمة من الجلاجل المعدنية في نهاية مقبض "القمبري" والتي تصدر رنينا متزامنا عند تحريك هذه الآلة الموسيقية أو العزف على أوتارها. وتوجد أيضا أصناف أخرى من آلة "القمبري" على غرار تلك التي تحمل صندوقا دائري الشكل كما هو الحال لدى أهل الديوان بشرق البلاد فيما تسمى آلات "القمبري " الموجهة للتلقين وهي صغيرة الحجم باسم " عويشة".
أرسل تعليقك