الدوحة - قنا
قام الدكتور حمد عبدالعزيز الكواري وزير الثقافة والفنون والتراث بتكريم الفائزين بجائزة الدولة لأدب الطفل في دورتها الخامسة عن عام 2013 وذلك في حفل خاص أقيم بهذه المناسبة مساء اليوم على مسرح قطر الوطني.
وأكد سعادة وزير الثقافة في كلمة له خلال الحفل على أن دولة قطر راعية لأدب الطفل خاصة، وللثقافة بشكل عام، قائلا : "إنها لمناسبة عزيزة أن نحيي حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى، الذي ندرك مدى حرص سموه على الطفل وتوجيهه بالاهتمام به ، ويسعدني ونحن نحتفل بهذه المناسبة، أن أوجه التحية لراعي نهضة قطر الحديثة، صاحب السمو الأمير الوالد الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني - حفظه الله – الذي رسم أبعاد نهضة قطر الحضارية. ولصاحبة المبادرة في استحداث هذه الجائزة، صاحبة السمو الشيخة موزا بنت ناصر، التي كان لسموها قصب السبق في انطلاق الجائزة واستمرارها".
وأضاف أن الاهتمام بالطفل وتلبية متطلباته الثقافية تمثل إحدى ركائز رؤية قطر الوطنية 2030 ، مشيرا إلى أن هذا المنطلق جعل وزارة الثقافة تولي اهتماما كبيرا بثقافة الطفل من خلال ما تقدمه من أنشطة ثقافية متنوعة تعزز تنمية مواهبه وترقى بثقافته من جميع الجوانب.
ولفت سعادته إلى الدور الفعال للأسرة في التنشئة الثقافية للطفل، مؤكدا على ضرورة تضافر الجهود عبر التنسيق بين وزارة الثقافة والمؤسسات التربوية والتعليمية وكافة مؤسسات المجتمع المدني لتوفير الأجواء الملائمة والإمكانات المناسبة لتنمية مهارات الطفل وقدراته الإبداعية ومعرفة احتياجاته الثقافية والأدبية والعمل على تلبيتها بصورة صحيحة.
وأوضح الدكتور الكواري أن الاحتفاء بالفائزين بجائزة الدولة لأدب الطفل في دورتها الخامسة، يعني الدخول إلى مرحلة الإسهام والمشاركة الفاعلة في تعزيز أدب الطفل في الوطن العربي، خاصة أن الجائزة أصبح لها اسمها المميز في الأوساط الثقافية العربية، وأن كتابها ومتابعيها حريصون على الاستمرار معها، رغم عدم فوزهم في الدورات الماضية؛ مما يعني أنهم مساهمون في البناء الأدبي للطفولة، وحريصون على رفد مكتبتهم بما هو راق ومميز، مشيرا إلى ان وزارة الثقافة قررت طباعة الأعمال المتميزة التي لم ترشح للفوز إسهاما منها في رفد مكتبة الطفل العربي وزيادة المنتج الأدبي.
ولفت سعادة الدكتور حمد عبدالعزيز الكواري إلى أن الوزارة تسعى إلى تبني فكرة إخراج الأعمال المسرحية الفائزة، وتقديمها في الداخل والخارج، آملا أن يكون مجال موسيقى أغاني الأطفال في الدورات القادمة أكثر تميزا؛ بغية اختيار ما هو ملائم لأطفالنا ؛ لنحسن من تذوقهم الجمالي للموسيقى . كما نسعى إلى تطوير المجالات الأخرى الخاصة بالجائزة؛ كي تتماشى مع التطور الحاصل في عالم المعرفة وسياقاته الإلكترونية.
وشدد وزير الثقافة على حرص الوزارة على دعم جائزة الدولة لأدب الطفل بشكل مباشر حيث لم يقتصر عملها على تنظيم الجائزة السنوي وإنما قامت بتنفيذ العديد من الورش والندوات والمهرجانات المتعلقة بثقافة الطفل ، متوجها في ختام كلمته بالشكر إلى لجنة أمناء الجائزة على ما يقدمونه من عطاء مثمر، وبخالص التهاني للفائزين، وحظا أوفر لكل المساهمين في الدورة الخامسة ولم يحالفهم الحظ في نيل الجائزة .
وخلال حفل تكريم الفائزين بجائزة الدولة لأدب الطفل ألقت السيدة نوف إبراهيم عبدالله عضو مجلس أمناء الجائزة كلمة أمانة الجائزة،أكدت خلالها أن الجائزة منحة إبداعية، قدمتها دولة قطر تشجيعاً للأجيال الجديدة من الأدباء والمثقفين والفنيين والمهتمين بالمنتج الموجه للطفل، كي يقدموا لفلذات أكبادنا زاداً معرفياً يعينهم على كشف مفاتيح الحياة، موضحة أن هذه الجائزة من شأنها تشجيع الإبداع في مجال أدب الطفل العربي ما يعزز الارتباط القومي والانساني للأطفال العرب .
وأضافت أن الجائزة وجدت لتكون عاملاً في تعزيز المنتج الثقافي الموجه للطفل وتشجيعاً للأدباء والكتاب والشعراء والقاصين والفنانين والموسيقيين في شتى مجالات أدب الطفل على أن ينتجوا شيئاً مميزاً ومبتكراً يعبر عن ثقافتنا العربية الاسلامية ويشجع وينمي القيم المعنوية للطفل في حياته مثل قيم الانتماء للوطن وتعزيز الهوية وقيم التسامح وقبول الآخر، وقيماً عملية مثل حب العمل والعلم وغير ذلك من القيم الإنسانية العليا .
وقالت إن أدب الطفل ليس عبارات تكتب أو لعبة تصنع، بل هو أسلوب وطريقة حياة يساهم في تعزيز رؤية الطفل المستقبلية في فهم واستيعاب الحياة بجوانبها الجمالية والعلمية، موضحة ضرورة أن تتماشى مجالات الجائزة مع التطور الحاصل في عالمنا المتسارع، وان تكون حافزا في تنشيط العصف الذهني للطفل ليرسم بنفسه مقومات الإبداع الانساني، لافتة إلى أن الدورة القادمة سوف تشهد تحولا نوعياً في أساليب التعامل مع مجالات الجائزة ، مؤكدة أن نجاح الجائزة واستمرارها بهذا الشكل المميز لم يكن ليتحقق، لولا الدعم الكبير من قبل دولتنا الغالية بقيادة أمير البلاد المفدى ورعايته لكل مناحي الحياة ، متوجهة بالتهنئة للفائزين .
أما كلمة الفائزين فقد ألقاها الأديب التونسي يوسف رزوقة أحد الفائزين في مجال القصة، قال فيها إن جائزة الدّولة لأدب الطفل تؤتي أكلها، عاما تلو آخر، لتحقق بذلك أهدافها عبر دورها الإنساني والمجتمعيّ ، وباسم الفائزين بجائزة الدّولة لأدب الطفل في دورتها الخامسة 2013، يسعدنا أن نثمّن الدّور الوظيفيّ الّذي ما انفكّت تضطلع به الجائزة، شاكرين لجنة الأمناء وأعضاء لجان التحكيم على صبرهم وتعاطيهم الموضوعيّ مع سائر المؤلّفات المتبارية .
أرسل تعليقك