القاهرة - العرب اليوم
رصدت دار الإفتاء المصرية «5500 فتوى صدرت من (متشددين) في حق غير المسلمين (...) تحرض على نبذ الآخر و(الكراهية)، وترفض التعايش المشترك بين المسلمين والمسيحيين». وأشارت «الإفتاء» إلى أن «90 في المائة من هذه الفتاوى لا تبيح التعامل مع غير المسلمين، وهذا مخالف لأمر الله تعالى للتعامل معهم بالبر والقسط».
وقال مفتي مصر، الدكتور شوقي علام، إن «مثل هذه الفتاوى تحصر التعامل مع غير المسلمين في دائرة الحرام والمكروه، وتضيق دائرة التعامل المباح مع غير المسلمين، بالخلاف لما جاءت به الشريعة».
وفي السياق ذاته، ذكرت «الإفتاء» أن «التعايش مع الآخر (ضرورة حياتية) في ظل ما يعيشه العالم من أزمات»، لافتة إلى أن «النهضة الإنسانية، والتغلب على أزمات العالم المعاصر ومشاكله القائمة على فكرة الصراع الحضاري، لن تكون إلا باحترام الآخر، والتعايش السلمي، وإرساء مبادئ المحبة والحوار».
ومن جهته، قال علام إن «الدين الإسلامي يحترم التعدد والتنوع»، مشدداً على أن «الرسول صلى الله عليه وسلم والخلفاء الراشدين احترموا هذا التعدد والتنوع، ونظروا إليه نظرة تقدير واحترام»، مضيفاً أن «الاختلاف والتنوع سنة كونية موجودة وملحوظة في الخلق، والاختلاف ليس شراً ما دام قد ابتعد عن التعارض المضر بالأمة»، لافتاً إلى أن «قضية الإقصاء والاستعلاء الموجودة بين (الجماعات المتطرفة) تناقض سنة الاختلاف»، موضحاً أن «التنوع البشري أمر حتمي ومقصد إلهي، والإكراه على اعتناق العقائد مرفوض شرعاًن فالتعارف الإنساني صيغة إلهية لتحقيق التعايش ونبذ الخلاف».
وأكد الدكتور علام، في بيان مساء أول من أمس، أن «الإسلام أرسى قواعد وأسساً للتعايش مع الآخر في جميع الأحوال والأزمان والأماكن، بحيث يصبح المسلمون في تناسق واندماج مع العالم الذي يعيشون فيه، وجعل ذلك هو الأصل في التعاون والتعامل، كما شرع الله تعالى للمسلم أن يوطد علاقة الأخوة والحب مع الناس جميعاً».
ودعا مفتي مصر إلى «ضرورة التعايش والتسامح مع الآخر سيراً على نهج النبي صلى الله عليه وسلم»، مشيراً إلى أن «فكرة المواطنة مأخوذة من (وثيقة المدينة)»، لافتاً إلى أن «(وثيقة المدينة) كانت أول دستور للتعايش بين الأجناس المختلفة في الوطن الواحد، وهذا يعكس حرص الرسول صلى الله عليه وسلم على عدم إقصاء أي أحد؛ بل يحض على التواصل مع الجميع، فالرسول رفض مفاهيم الإقصاء حتى مع الذين لهم تاريخ في الإساءة إليه بمناهضته في طريق دعوته، بل كان خلقه القرآن، جامعاً لكل الفضائل والصفات».
وأكد المفتي أن «جميع محاولات الوقيعة بين مسلمي مصر ومسيحييها باءت بالفشل بسبب وعي المصريين»، لافتاً إلى أن «النسيج المجتمعي المصري لم يميز بين مواطن وآخر، في منظومة متناغمة تحقق العيش المشترك الذي تحيطه المحبة والتسامح والسلام»، مشيراً إلى أنه «تم تتويج هذا التاريخ الطويل بافتتاح مسجد (الفتاح العليم) وكنيسة (ميلاد المسيح) بالعاصمة الإدارية الجديدة في اليوم نفسه، بحضور أكبر قيادتين دينيتين بمصر، وهي رسالة واضحة على أن المصريين على قلب رجل واحد».
وتبرأت الكنيسة الأرثوذوكسية المصرية قبل أيام من قس سابق قالت إنه يعتمد «أساليب الإساءة والتجريج» بحق المسلمين، وذلك عقب انتشار حملات عبر مواقع التواصل الاجتماعي تدعو لمعاقبة القس، على خلفية حلقات تلفزيونية يقدمها عبر منصات إلكترونية، تضمنت ما عده المغردون «إساءة» للمسلمين وللنبي محمد.
قـــد يهمــــــــك أيضــــــاُ :
أرسل تعليقك