باشرت هيئة التراث بالمملكة العربية السعودية أعمالها بشأن التحضير لترميم قصر صاهود التاريخي بالأحساء بعد الانهيار الجزئي لأحد أسواره لأسباب إنشائية، حيث بعثت الهيئة فريقًا فنيًا متخصصًا لمعاينة الموقع وتقييم الأضرار ودراسة المعالجات الضرورية وفق الأساليب الفنية المعتمدة للترميم.
ويعد قصر صاهود من المعالم التراثية التي ستنتقل مسؤولية الإشراف عليها إلى هيئة التراث، ويمتد عمره إلى القرن السابع الهجري، ويحيط به سور عالٍ به سبعة أبراج مخروطية للرقابة، ويتضمن بئرًا ومسجدًا واسطبلات خيول، وقبوًا وعددًا من الغرف إضافة إلى ساحة مفتوحة وقد سُمّي بـ"صاهود" نسبة إلى مدفع كبير كان منصوبًا فيه.
وتعمل الهيئة وفق التقرير على تنفيذ عمليات الترميم بشكل عاجل لاستعادة الحالة الأصلية للسور.
وتأتي هذه الخطوة ضمن جهود هيئة التراث لخدمة التراث الثقافي بقوالبه المادية وغير المادية، وصيانة المواقع التراثية وحفظها وصوْنها وحمايتها من المؤثرات الطبيعية والتدخلات البشرية.
كان الرئيس التنفيذي لهيئة التراث بالمملكة العربية السعودية الدكتور جاسر بن سليمان الحربش، قد أعلن خلال الفترة الماضية عن اكتشاف فريق سعودي دولي مشترك لآثار أقدام لبشر وفيلة وحيوانات مفترسة حول بحيرة قديمة جافة على أطراف منطقة تبوك يعود تاريخها إلى أكثر من 120 ألف سنة من الآن.
وأكد الحربش أن هذا الاكتشاف الأثري الجديد والمهم يمثل الدليل العلمي الأول على أقدم وجود للإنسان على أرض الجزيرة العربية، كما أنه يقدم لمحة نادرة عن بيئة الأحياء أثناء انتقال الإنسان لهذه البقعة من العالم.
وبين الدكتور الحربش في مؤتمر صحفي عقد بالرياض، أنه وفقًا لنتائج المسح الأثري عُثر على آثار أقدام بشرية لسبعة أشخاص، وآثار لحوافر جمال وفيلة، وحيوانات من فصيلتي الوعول والبقريات، إضافة إلى حوالي 233 أحفورة، تُمثل بقايا عظمية للفيلة والمها.
واستعرض الرئيس التنفيذي للهيئة خلال المؤتمر صورًا للاكتشاف الذي يعكس عمق تاريخ الجزيرة العربية ومدى إسهاماتها الحضارية في التاريخ، مشيدًا بما تحظى به أعمال ومشاريع التنقيب الأثري في المملكة من دعم واهتمام ومتابعة من سمو وزير الثقافة رئيس مجلس إدارة الهيئة.
وأكد أن هذا الاكتشاف وغيره من الاكتشافات الأثرية تُبرز تطور المملكة في مجال الكشوفات الأثرية من خلال كفاءات وطنية ذات مستوى عالٍ تعمل بالتعاون من الجامعات والجهات الحكومية والمراكز البحثية على مستوى العالم في أعمال التنقيب عن الآثار في مختلف مناطق المملكة.
وأوضح أن الآثار بأشكالها المختلفة جزء أصيل من أنشطة التراث التي تشمل أربعة مسارات هي: الآثار، التراث العمراني، الحرف اليدوية، والتراث المادي، مؤكدًا أن هيئة التراث ستبني نشاطها على ما تحقق في مجال الآثار من نجاحات كبيرة وملموسة، وستعمل على تطوير أنشطة القطاع وتوسيع أنشطته العلمية والبحثية والتعريفية.
وكشف الدكتور جاسر الحربش أن هيئة التراث تعمل على تأهيل المواقع الأثرية وفتحها للزوار، إلى جانب تنظيم معارض متخصصة بالآثار داخل وخارج المملكة، وإعداد ونشر بحوث ودراسات متخصصة في الآثار، تشتمل على الأنشطة التعريفية والتوعوية، وذلك في سياق جهود الهيئة لإبراز التراث الوطني والاحتفاء به محليًا ودوليًا.
قد يهمك أيضــــــــــــــــًا :
أرسل تعليقك