باحثة ترصد مظاهر ازدواجية المثقف العربي خلال منتدى شومان الثقافي
آخر تحديث GMT04:44:58
 العرب اليوم -

باحثة ترصد مظاهر ازدواجية المثقف العربي خلال منتدى شومان الثقافي

 العرب اليوم -

 العرب اليوم - باحثة ترصد مظاهر ازدواجية المثقف العربي خلال منتدى شومان الثقافي

أستاذة الفلسفة في جامعة القاهرة، الدكتورة هالة فؤاد
عمان - العرب اليوم

أكدت أستاذة الفلسفة في جامعة القاهرة، الدكتورة هالة فؤاد، أن المثقف العربي ما يزال ينظر إلى ذاته بوصفه ذلك الكائن المتميز جدًا، والمطحون بين سندان السلطة المستبدة بتجلياتها كافة، ومطرقة "العامة" الثقيلة.

وأضافت فؤاد، خلال محاضرة تحت عنوان "مأزق علاقة المثقف العربي مع السلطة"، في منتدى عبدالحميد شومان الثقافي، الإثنين، في العاصمة الأردنية "عمان" ، "إن هذا المأزق يتحدث عن ثنائيات ظننا أننا تحررنا منها، ولكنها هي المأزق الكلاسيكي ذاته، الذي كان موجودًا في العصور الماضية، إذ أن المشهد التاريخي ليس منفصلًا عما يحدث في الواقع العربي الراهن، فما نزال نعاني هذه المأساة للمثقف الذي يعاني وضعية الضغط تحت سلطة مستبدة في تجليات متعددة".
وأشارت الدكتورة فؤاد، إلى أن المثقف يعمل أحيانًا من أجل الدفاع عن توازنه العقلي في عالم عبثي بامتياز، واستطردت "وفي الحقيقة أننا لا نمتلك إجابات، وعلينا أن نكف عن التعاطف مع أنفسنا على أننا في مأزق بين سندان السلطة ومطرقة العامة، بحيث يمكن أن يكون لدينا مطرقة نصنع بها تاريخنا، ونكف عن هذه الأوضاع الزائفة".
وتساءلت الدكتورة خلال المحاضرة، "لماذا يجب أن يكون شكل الثقافة محصورًا في الشعر والأدب والرواية والموسيقى الكلاسيكية، وعن كيفية التعامل مع "شعبوية الثقافة" التي جاءت بالرئيس الأميركي دونالد ترامب عبر صناديق الاقتراع، وأخرجت بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، ولماذا أصبح المثقف العربي مريضًا إلى درجة أنه أصيب العدوى باستبدادية السلطة ذاتها إلى أن أصبح مستبدًا، فكثيرًا ما نرى في مجتمعات المثقفين اتهامات بالعمالة والخيانة والانتهازية والاستبداد الثقافي؟".
 
 وبينت الدكتور فؤاد، في المحاضرة التي أدارها الوزير الأسبق الدكتور زيد حمزة، أن للمثقف وسائله في إغراء السلطة، وجعلها تسعى إلى استيعابه أو التفاوض معه، وهناك ممارسة لهذه الآليات اليوم، وهناك تلاعب وتفاوض بين المثقف الذي يحتقر السلطة ويزدريها، ويرى أنه صاحب الحق في أن يكون في الصدارة، ولكنه يستجدي هذه السلطة طيلة الوقت، وينتظر منها أن تمنحه حرية أن يتحدث وأن يعبر.
 
كما قالت فؤاد،"إن الذي يشغلنا لماذا يصر المثقف على أن يتعامل مع نفسه على أنه الضحية أو المقموع والمقهور، وينتظر دور المخلص ليأتي ليحرره من هذه الوضعية المأساوية، هذا المنطق هل يتفق مع مفهوم الثقافة والمثقف،أليس من الطبيعي أن المثقف هو من يأتي مضادًا للتيار، ويسعى للتغيير ويتمرد على كل الوضعيات السائدة، ومن ثم ينتزع حريته ولا ينتظرها! فهذا وعي بالذات للمثقف بوصفه المقموع أو المقهور أو المغلوب على أمره، وكأن على المثقف أن لا يدفع ثمنا".
 
فيما أوضحت أستاذ الفلسفة، أن دور المثقف المتعالي المنظر الذي يحلل ويشرح، وكأنه ليس جزءًا من المشهد، جزء من أزمة الثقافة العربية، وأن المثقفين العرب يعانون من ازدواجية مرعبة ما بين قناعاتهم وتصوراتهم، وما يعلنونه من مبادئ وبين ممارستهم على الأرض، ما أفقدهم لمصداقيتهم عند الناس الذين يتحدثون عن رغبتهم في مساعدتهم ولكنهم يتعالون عليهم.
وخلصت فؤاد، إلى "أننا لم نصنع مفهومًا واحدًا- على الصعيد الثقافي - ينبع من بيئتنا وعالمنا، ولا يوجد مفهوم واحد فنحن نتبنى المفاهيم التي تأتي لنا، وفي الوقت الذي نتحدث عن الاختلاف طوال الوقت لا نحتمل هذ الاختلاف، وهذه آفة لدى كل التيارات الثقافية، فهناك أصولية ليبرالية وأصولية ماركسية لا تختلف جذريًا عن الأصولية الدينية".
 
كما دعت الدكتورة فؤاد، إلى الخروج من منطق "الثنائيات الحادة"، والبحث عن مناطق قد تبدو ملتبسة لكنها حقيقية، متسائلة، هل هناك إنسان لا توجد لديه مناطق أصولية أو مناطق محافظة بدرجة ما، وأكملت "نحن على الرغم أننا نعلم طلبتنا في الجامعات التحرر والتمرد والليبرالية، ولكننا لا نحتمل وجود طالب واحد متمرد".

 

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

باحثة ترصد مظاهر ازدواجية المثقف العربي خلال منتدى شومان الثقافي باحثة ترصد مظاهر ازدواجية المثقف العربي خلال منتدى شومان الثقافي



هند صبري بإطلالة أنثوية وعصرية في فستان وردي أنيق

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 16:06 2024 الإثنين ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

بانكوك وجهة سياحية أوروبية تجمع بين الثقافة والترفيه
 العرب اليوم - بانكوك وجهة سياحية أوروبية تجمع بين الثقافة والترفيه

GMT 03:30 2024 الثلاثاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

لبنان يطالب بتطبيق القرار 1701 بحرفيته دون إضافات أو تفسيرات
 العرب اليوم - لبنان يطالب بتطبيق القرار 1701 بحرفيته دون إضافات أو تفسيرات

GMT 10:59 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

حمية مستوحاة من الصيام تدعم وظائف الكلى وصحتها

GMT 08:56 2024 الإثنين ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

هجرات جديدة على جسور الهلال الخصيب

GMT 17:12 2024 الأحد ,03 تشرين الثاني / نوفمبر

مقتل 31 شخصا على الأقل في هجمات إسرائيلية في قطاع غزة

GMT 03:11 2024 الإثنين ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

الخطوط الجوية الفرنسية تعلق رحلاتها فوق البحر الأحمر

GMT 22:38 2024 الأحد ,03 تشرين الثاني / نوفمبر

زلزال بقوة 5.2 درجة على مقياس ريختر يضرب شمال اليونان

GMT 17:36 2024 الأحد ,03 تشرين الثاني / نوفمبر

إصابة 32 جنديا بينهم 22 في معارك لبنان و10 في غزة خلال 24 ساعة

GMT 01:36 2024 الأحد ,03 تشرين الثاني / نوفمبر

الدولة الفلسطينية
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab