الدوحة ـ قنا
شهد سعادة الدكتور حمد عبدالعزيز الكواري وزير الثقافة والفنون والتراث أولى محاضرات معرض الدوحة الدولي الرابع والعشرين للكتاب الليلة والتي قدمها الأديب بنسالم حميش وزير الثقافة المغربي السابق تحت عنوان "أزمات تشتد ولا تنفرج" في قاعة الاجتماعات بمركز الدوحة للمعارض.
واختار بنسالم حميش العلاقة بين العرب والمسلمين من ناحية والغرب من ناحية أخرى وكيف يمكن أن نقيم حوارا إيجابيا يقوم على التقارب والتفاهم لا على التبعية وفرض الرأي.
وتحدث عن وجود مقومات في الحضارة الإسلامية أكثر من غيرها لقابلية الحوار ويكفي أن نذكر من الآيات الكثيرة التي تحث على الحوار والتفاعل مع الآخر قوله تعالى (ولا تستوي الحسنة ولا السيئة ادفع بالتي هي أحسن فإذا الذي بينك وبينه عداوة كأنه ولي حميم).
واستنكر حملات التشويه التي تجري في الغرب ضد الإسلام بأنه دين تعصب أو تطرف وهجوم على نبينا (محمد صلى الله عليه وسلم) تحت شعارات الحرية، متسائلا لماذا هذا الهجوم المتعمد، مؤكدا أن مثل هذه الأشياء هي من المعوقات أمام الحوار الناجح بين الإسلام والغرب.
وأوضح أن الآلة الإعلامية تنتج مصطلحات وتصدرها فيما تختفي هذه المصطلحات عندهم سواء في المسيحية أو اليهودية فهم لم يقولوا مثلا على قاتل إسحاق رابين إرهابي، منوها بكتابات كثير من مفكريهم ومؤرخيهم ضد الإسلام والعرب وهؤلاء هم من يتصدرون المشهد الإعلامي هناك، وهم لا يركنون إلى الحوار لأنهم يؤمنون بقوتهم وأنهم ليسوا في حاجة إليه إلا إذا كان الحوار يصب في مصلحتهم.
وأضاف بنسالم حميش أن تراجع ثقافتنا وتعليمنا أيضا من أهم المعوقات خاصة وأنهم أصبحوا لا يهتمون بدراسات الشرق الأوسط وثقافته بل يبحثون في غالبية دراساتهم عن العرب والمسلمين عن ثلاثة أمور رئيسية هي الدراسات النفطية، والدراسات الاستراتيجية، والحركات الأصولية، ولذا فلابد من سياسة ودبلوماسية في التعامل مع هذا الواقع.
وقال للأسف هناك بعض الرموز العربية في الأدب أو الفكر تنتهج رؤية الغرب وتتبنى أفكاره ضاربا مثلا بالشاعر أدونيس الذي قال إن الأمة العربية ستنقرض ويتبنى أفكارا غربية ولا يقرأ فكر أمته، كما انتقد وجود جائزة عن المعهد العربي في باريس للرواية الفرنسية.
وتحدث المحاضر عن أهمية وجود حوار عربي عربي وإسلامي للتوصل والتفاهم والإسهام بما يفيد الحضارة الإسلامية، مثمنا دور وزارة الثقافة في هذا الشأن باحتضانها فعاليات تسعى للحوار مع الآخر.
وعقب سعادة الدكتور حمد عبدالعزيز الكواري وزير الثقافة والفنون والتراث على المحاضرة مؤيدا حديث المحاضر عن أدونيس خاصة أنه شاعر غير مفهوم للمتلقي.
وقال إننا علينا متابعة مايكتب عنا كعرب في الغرب حتى الإساءات لنرد عليها ونقدم لهم الحقيقة بدلا من الاعتماد على من يزورون تاريخنا وواقعنا، مشيرا إلى أن هذه مسؤولية وزارات الثقافة العربية التي تقع عليها هذه المسؤولية، لافتا إلى أن دول الخليج تحرص أكثر على الحفاظ على الحضارة والثقافة الإسلامية نظرا لما تموج به من ثقافات من مختلف بلدان العالم.
وأكد سعادته أن دولة قطر تولي الحوار والتعريف بالثقافة العربية جانبا مهما وتأخذ المبادرات التي تحقق هذا الشأن ومنها إقامة سنوات ثقافية مع مختلف دول العالم للتعريف بالثقافة العربية لديهم، كما يتعرف شعبنا على هذه الثقافات عن قرب.
وقدم عدد من الحضور تعليقات حول موضوع المحاضرة التي أدارها سعد الرميحي اتسمت بإثارة الأفكار والنقاش واختلاف الرؤى.
أرسل تعليقك