باريس ـ كونا
تقيم منظمة الامم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (يونسكو) غدا احتفالية بمناسبة اليوم العالمي للغة العربية الذي يصادف ال18 من ديسمبر من كل عام بحضور ممثلي الدول الاعضاء في اليونسكو وجمع من المتخصصين والكتاب والباحثين من مختلف دول العالم.
وسيكون المحور الرئيسي لاحتفالية هذا العام حول (دور الإعلام في تقوية أو إضعاف اللغة العربية) بمشاركة خبراء اعلاميين يمثلون وسائل اعلام متنوعة منها قنوات تلفزيونية وصحف ومجلات الى جانب لغويين متخصصين وجمهور من الكتاب لمناقشة دور اللغة العربية في اثراء العالم ومدلولاتها الحضارية.
وتكتسب احتفالية اليونسكو باللغة العربية اهمية متزايدة عاما بعد عام خصوصا بعد قرار الهيئة الاستشارية للخطة الدولية لتنمية الثقافة العربية (ارابيا) التابعة للمنظمة الدولية خلال اجتماعها في اكتوبر الماضي اعتماد اليوم العالمي للغة العربية كأحد "العناصر الاساسية" في برنامج عملها كل سنة.
وقال رئيس الهيئة الاستشارية (ارابيا) المندوب الدائم للمملكة العربية السعودية لدى اليونسكو السفير زياد الدريس لوكالة الانباء الكويتية (كونا) هنا اليوم ان "الاحتفال باليوم العالمي داخل اروقة اليونسكو هو مساهمة استثنائية تمثل رمزية مهمة بان تقوم منظمة دولية كبيرة بمكانة اليونسكو بالاحتفاء بلغة بمكانة اللغة العربية".
واضاف "نحن في اليونسكو سنحاول ان نشكل ذروة الاحتفاء بهذا اليوم تزامنا مع الاحتفالات التي ستقيمها معظم الدول العربية عبر مؤسساتها الوطنية الى جانب المؤسسات التعليمية والثقافية المنتشرة في الوطن العربي لايلاء الاهتمام اللائق باللغة العربية".
وحول الدور الذي تقوم به (ارابيا) التابعة لليونسكو في نشر الثقافة العربية قال السفير الدريس ان "الخطة الدولية هي مشروع مهم جدا يبعث على الارتياح منذ بداياته على الرغم من بعض الخمول الذي اصابها خلال السنوات الاخيرة".
واوضح ان "الهيئة الاستشارية لخطة (ارابيا) تسعى جاهدة ودون كلل لاستعادة النشاط الذي كانت عليه الخطة في بداياتها عبر تبني برامج طموحة لتحقيق اهدافها في الارتقاء بالثقافة العربية".
واشار السفير الدريس الى ان الهيئة الاستشارية للخطة اتفقت على ضرورة احتضان هذه الاحتفالية السنوية وتسكينها داخل خطة التنمية على اعتبار ان اللغة العربية جزء اساسي لا يتجزأ من الثقافة العربية.
من جانبه قال المندوب الدائم لدولة الكويت لدى اليونسكو السفير الدكتور علي الطراح في تصريح مماثل ل(كونا) ان "احتفال اليونسكو باليوم العالمي للغة العربية جاء ثمرة جهود حثيثة قامت بها المجموعة العربية في عام 2011 لتكريس هذا اليوم باعتباره مناسبة ثقافية عالمية".
واضاف الطراح ان "اللغة العربية هي لغة القران الكريم وهي مكون ثقافي وحضاري للامة ومن اللغات السامية واقدمها كما انها اللغة العالمية التي يتحدث بها نحو 422 مليون شخص" مشيرا الى ان "الاحتفال باللغة العربية هو مناسبة مهمة لتأكيد الجوانب الحضارية للغتنا العريقة".
واوضح انها "مناسبة ايضا لتأكيد التواصل الحضاري خصوصا في ظل عولمة ثقافية تقتحم العالم قد تضعف لغتنا الحضارية".
وقال "هناك جهود كبيرة تبذل في دولة الكويت لتعزيز دور اللغة في ثقافتنا كي تمنحنا الثقة بان اللغة العربية لها تاريخها العريق وعلينا الحفاظ على مكوناتها الثقافية التي تميزنا ثقافيا وحضاريا".
واعتبر ان اللغة العربية تشهد في السنوات الاخيرة تراجعا في استخدامها بين الناطقين بها بعد ادخال مفردات تشكل خليطا ثقافيا يضعف اللغة العربية مؤكدا اهمية تبني وزارات التعليم في الدول العربية سياسات تعليمية رصينة تحفظ مكانة اللغة بين الاجيال.
ونظمت اليونسكو الاحتفالية الاولى باليوم العالمي للغة العربية العام الماضي وذلك بعد ان اقر المجلس التنفيذي في دورته ال190 في اكتوبر 2012 مقترح المجموعة العربية بتكريس يوم 18 من ديسمبر يوما عالميا للغة العربية.
وجاء اختيار 18 من ديسمبر تحديدا لأنه اليوم الذي أقرت فيه الجمعية العامة للأمم المتحدة عام 1973 اعتبار اللغة العربية ضمن اللغات الرسمية لها ولكافة المنظمات الدولية المنضوية تحتها.
وعلى اثر هذا القرار اعتمد المؤتمر العام لليونسكو في عام 1974 اللغة العربية كلغة عمل وقرر وضعها في المكانة نفسها التي تحظى بها اللغات الأخرى ثم ادرجت في لجان عمل المجلس التنفيذي في العام نفسه بناء على طلب من حكومات الكويت والجزائر والعراق والمملكة العربية السعودية واليمن وتونس ومصر ولبنان.
وسعت منظمة اليونسكو بعد اعتماد العربية كلغة عمل في الهيئتين الرئيسيتين التابعتين لها الى تعزيز مكانة اللغة العربية على الصعيد المؤسسي عن طريق ترجمة الوثائق الرسمية والمحاضر إلى العربية وتوفير خدمات الترجمة الفورية إلى هذه اللغة خلال الاجتماعات والمؤتمرات.
وعلى صعيد ثقافة الدول العربية حثت المنظمة الدولية على ضرورة تحقيق زيادة كبيرة في عدد الوثائق المهمة المترجمة إلى العربية ومن العربية إلى لغات أخرى.
وتواصل منظمة اليونسكو جهودها في تعزيز استخدام اللغة العربية في أنشطتها من خلال مشروعات محددة منها تطوير النسخة العربية لموقع اليونسكو على شبكة الإنترنت وترجمة مصطلحات المنظمة إلى العربية والتشجيع على ترجمة المؤلفات إلى العربية ونشرها وتوزيعها بهذه اللغة.
وأنشأت منظمة اليونسكو هيئة استشارية لتنمية الثقافة العربية (ارابيا) في عام 1999 بهدف توفير إطار يمكن فيه للبلدان العربية تنمية تراثها الثقافي بحيث يصان الماضي مع التركيز بوجه خاص على المستقبل وفتح المجال للعالم العربي على التأثيرات والتكنولوجيات الجديدة مع الحفاظ على سلامة التراث العربي.
وجاءت مبادرة الأمير سلطان بن عبدالعزيز آل سعود في عام 2007 بتقديم دعم مادي بمليون دولار لتعزيز حضور اللغة العربية في اليونسكو الامر الذي كان له ابلغ الاثر في اعطاء دفع جديد لاستعمال اللغة العربية في المنظمة سواء عبر الترجمة الفورية أو النصوص او الحضور الإعلامي على شبكة الإنترنت.
وتعتبر اللغة العربية احدى لغات العمل الست في المنظمة الدولية وهي لغة 22 دولة من الدول الاعضاء في اليونسكو ويتحدث بها ما يزيد على 422 مليون عربي ويستخدمها اكثر من 5ر1 مليار مسلم.
أرسل تعليقك