نقوش في الحجر شواهد على تطور الفنون فى العراق
آخر تحديث GMT08:58:00
 العرب اليوم -

نقوش في الحجر شواهد على تطور الفنون فى العراق

 العرب اليوم -

 العرب اليوم - نقوش في الحجر شواهد على تطور الفنون فى العراق

نقوش في الحجر شواهد على تطور الفنون فى العراق
بغداد - العرب اليوم

منذ عصور ما قبل التاريخ الى يومنا الحاضر، كانت الرمزية والفن من المعالم الأساسية للسلوك الانساني، وكذلك كانت منذ بدء الخليقة، ولكن كيف تطورت؟ هذا هو السؤال الذي حير العلماء وأسر عقولهم.

من اجل القاء الضوء على هذا الجانب من التاريخ الانساني أجرى الباحثون، الذين نشروا بحثهم في نشرة “وقائع الأكاديمية الوطنية للعلوم”، تجارب متنوعة على شظايا من قشر بيض النعام وصبغة الأوكر (وهي صبغة مكونة من أوكسيد الحديد والطين يتراوح لونها بين الاصفر والبني أو الأحمر- المترجم)، التقطت من كهفي “بلومبوس” و”ديبكلوف روك شيلتر”، وكلاهما واقعان في جنوب أفريقيا، يعود عمر الأول الى 52 ألف سنة مضت، والثاني الى 109 آلاف سنة.

اختير كهفا “بلومبوس” و”ديبكلوف روك شيلتر” نظراً لاحتوائهما على آثار ولقى تحمل آثار نقوش وممارسات تغطي فترة 30 ألف عام، وهذا يمكن العلماء من تحديد الكيفية التي سلكتها تلك النقوش، الى أن تغيرت وتحولت عبر الحقب الزمنية الطويلة، فأقدم القطع تلوح عليها اشكال بسيطة معبر عنها بخطوط متوازية، ولكن الاشكال تصبح أكثر تعقيداً كلما تقدم الزمن، الى أن تتحول الى خطوط متقاطعة اكثر تقارباً مع بعضها مفصحة عن تناظر أعلى.

يقول الباحثون إن هذا الميل نحو الأشكال الأكثر تعقيداً، ربما كان فيه إيضاح للكيفية التي تطورت بها الصورة الى ان أصبحت “أداة فكرية” أرفع فعالية وأعمق أثراً، فعند مقارنة هذه الأدوات بالادوات الأخرى المستخدمة للغايات العملية، مثل الفؤوس الحجرية التي كانت تستخدم لتهذيب البيئة، نجد أن الأدوات الفكرية تخدم عمليات الفهم والادراك، كالتواصل والمتع الجمالية، لذا يمكننا أن نعتبر هذه “الخربشات” الأثرية بمثابة المكافئ التاريخي الغابر لجدران الطابوق المكشوف التي تزين قاعاتنا العصرية أو الطبعات المأخوذة عن لوحات لبيكاسو.

من خلال خمسة اختبارات يبين لنا الباحثون ان الرموز كلما كانت أقرب الى زمننا الحاضر وأحدث عهداً، أصبحت أكثر بروزاً وتحفيزاً على التذكر مع إمكانية أعلى للنسخ، كما كانت أقوى إيحاء بوجود الاسلوب وحضور القصد البشري.

تحرى الاختبار الأول قدرة كل شكل أو صورة على شدّ الانتباه والملاحظة. عرضت على المشاركين في هذا الاختبار اشكال منقولة عن لقى وجدت في كهفي “بلومبوس” و”ديبكلوف روك شيلتر”، إذ جعل هؤلاء ينظرون الى تلك الاشكال بعين، في حين تعرض أمام العين الأخرى الوان تخفق وتتغير. وجد الباحثون أن النقوش كلما كانت أحدث عهداً، تطلبت وقتاً أقصر في التغلغل الى وعي الناظر اليها، فبينما كان المعدل بالنسبة للصور الأقدم هو 2,27 ثانية، بدا المعدل للصور الأحدث 1,82 ثانية.

تركز الاختبار الثاني على القصدية، إذ طلب من المشاركين أن يقيّموا صورتين ويحاولوا تقدير أيهما أرجح احتمالاً لأن تكون من ابداع الانسان. في الاختبار الثالث طلب من المشاركين إعادة رسم الصور التي يرونها تواً بأنفسهم معتمدين على الذاكرة. في الرابع، الذي كانت الغاية منه قياس التقاليد الثقافية، عرضت على المشاركين صورة مجهولة المصدر، وطلب منهم أن يحاولوا تقدير ما إذا كانت تلك الصورة آتية من الموقع ذاته الذي جاءت منه صور أخرى تعرض عليهم للمقارنة مصدرها كهفا بلومبوس وديبكلوف روك شيلتر.

عامل واحد من بين العوامل التي أجريت عليها الاختبارات لم يبد عليه أنه قد تطور مع تقدم الزمن، فقد اختبر الباحثون مدى سهولة تمييز كل نقش، وذلك بعرض صورة على المشاركين اعتبرت صورة “الهدف”، بعدها عرضت عليهم صورتان أخريان هما “الصورتان المنافستان”، واحدة فقط من هاتين الصورتين تتطابق مع صورة الهدف، وكان على المشاركين أن يحاولوا بأسرع وقت ممكن تحديد أيهما هي الصورة المطابقة. هنا لم يبدُ أن عمر النقوش أو موقعها قد أحدثا اختلافاً في سرعة الاستجابة من هذه الناحية، وهذا يوحي بأن عناصر الدلالة على الاسلوب التي ركزت عليها هذه التجربة كانت عرضية، ولم تكن منفذة بقصد ونية إيجابية.

يقول كاتبو الدراسة: “معنى ذلك أنها قد تطورت جراء تأثير عرضي غير مقصود لعمليتي النقل والاستنساخ، أكثر من كونها نتيجة نية صريحة لإيصال هوية الجماعة الى الطرف المتلقي، الأمر الذي كان سيوحي بوجود مسعى متعمد لإيجاد تمييز في الاساليب بين الجماعات.”

يرى كاتبو الدراسة أن النتائج، حين أخذها بجملتها، تشير الى ان النقوش قد ابتدعت لأغراض فنية جمالية، ومن بعد ذلك “تطورت” الى أن اصبحت أسهل لغايات التذكر والمحاكاة. ويضيفون أن الأمر سيصبح أكثر اثارة وتشويقاً حين يتعمقون في هذه الفرضية، عبر ادخال تشكيلة من المشاركين اكثر تنوعاً، للتحقق مما إذا كانت القواعد ذاتها ستبقى قابلة للتطبيق.

\

أخبار تهمك أيضا

الطويسي يؤكّد العمل لتطوير استراتيجية أساسها أن "الثقافة فعل مجتمعي"

وزير الثقافة الأردني يشكّل لجنة لتوعية المواطنين ضد "كورونا"

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

نقوش في الحجر شواهد على تطور الفنون فى العراق نقوش في الحجر شواهد على تطور الفنون فى العراق



إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 22:49 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

غارة إسرائيلية على معبر حدودي بين سوريا ولبنان
 العرب اليوم - غارة إسرائيلية على معبر حدودي بين سوريا ولبنان

GMT 15:41 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة
 العرب اليوم - ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة

GMT 08:50 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

انطلاق الدورة الثانية من مهرجان الشارقة للسيارات القديمة
 العرب اليوم - انطلاق الدورة الثانية من مهرجان الشارقة للسيارات القديمة

GMT 14:30 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

نائبة الرئيس الفلبيني تتفق مع قاتل مأجور لاغتياله وزوجته
 العرب اليوم - نائبة الرئيس الفلبيني تتفق مع قاتل مأجور لاغتياله وزوجته

GMT 08:28 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

واتساب يحول الرسائل الصوتية إلى نصوص بلغات منها العربية
 العرب اليوم - واتساب يحول الرسائل الصوتية إلى نصوص بلغات منها العربية

GMT 09:46 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر

GMT 06:42 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

إيران ولبنان.. في انتظار لحظة الحقيقة!

GMT 07:07 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

كندا تؤكد رصد أول إصابة بالسلالة الفرعية 1 من جدري القردة

GMT 07:23 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

"فولكس فاغن" تتمسك بخطط إغلاق مصانعها في ألمانيا

GMT 11:10 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

مسيرات إسرائيلية تستهدف مستشفى كمال عدوان 7 مرات في غزة

GMT 17:28 2024 الجمعة ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

أحمد عز يتحدث عن تفاصيل فيلم فرقة موت

GMT 11:15 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

شيرين عبد الوهاب توضح حقيقة حفلها في السعودية

GMT 19:28 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الملكة كاميلا تحصل على الدكتوراه الفخرية في الآداب

GMT 06:57 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

سبع ملاحظات على واقعة وسام شعيب

GMT 09:52 2024 الجمعة ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

منة شلبي تشوّق جمهورها لمسرحيتها الأولى في "موسم الرياض"

GMT 17:13 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

4 ثنائيات تجتمع مجددًا بعد غياب في موسم دراما رمضان 2025

GMT 09:48 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

بيب غوارديولا يوافق على عقد جديد مع مانشستر سيتي

GMT 22:21 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

قطع ديكور يمكنك إضافتها لمنزل أكثر دفئا في الشتاء

GMT 07:45 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

منى عبد الغني توجّه رسالة إلى محمد صلاح
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab