الرباط – العرب اليوم
يقام حاليا بمتحف محمد السادس للفن الحديث والمعاصر بالرباط، أول معرض استعادي يخصص لعمل ألبيرتو جياكوميتي (1901-1966) بإفريقيا، والذي تم افتتحاه من طرف الأميرة لآلة سلمى.
ويتضمن المعرض، الذي يمتد في الفترة ما بين 20 أبريل الجاري و4 سبتمبر المقبل، أبرز أعمال جياكوميتي، والتي توزعت ما بين النحت واللوحات الزيتية، استوحاها الفنان من التراث الإفريقي والفرعون، وعددها 46 منحوتة و19 لوحة و30 رسماً، إلى جانب بعض الأشكال الفنية والزخرفية والتوثيقية بالتصوير الضوئي التي تعرف بالجوانب الغنية من عمل جياكوميتي.
ويتيح المعرض فرصة لاكتشاف السيرة الحرفية والتفكير الفني المتفرد لهذا الفنان المتميز بالعمل وفلسفة الحياة، والذي اعتبر من أكبر أساطير القرن العشرين.
ومن بين الأعمال التي يقدمها المعرض الحالي الفنية الكبرى والمعروفة لدى الجمهور مثل "الكرة المعلقة" و"القفص" و"الرجل الذي يمشي"، إضافة إلى أعمال لم يسبق عرضها.
وتخليدا لهذا المعرض أصدر بريد المغرب طابعا بريديا جديدا يستعيد عمل جياكوميتي، مشيرا في بيان له أن هذا الطابع البريدي هو للتواصل بامتياز، ويؤكد دوره كشاهد وسفير للتنمية الثقافية للمملكة.
وأضاف البيان: أن "الرجل الذي يمشي" يأتي لإغناء سلسلة الطوابع البريدية المخصصة لموضوع الفن منذ 30 سنة، والتي تتميز ببصمات الفنانين المغاربة (محمد بنعلي الرباطي وحسن الكلاوي والطيب لحلو وفريد بلكاهية ورشيد السبتي..) والأجانب (ديلفي وجوزيف دو لانيزيير ودولاكروا وماريانو بيرتوشي وبينسانسينو وميلمو دوفيشك ولوسيندو توماس ميونيز وبوتشر).
وولد البيرتو جياكوميتي في العاشر من اكتوبر للعام 1901في مدينة ستامبا السويسرية، وينتمي لأسرة فنية، حيث كان والده جيوفاني جياكوميتي مصورًا مشهورًا يتبع مدرسة ما بعد الانطباعية. وألبرتو هو الابن الأكبر لجيوفاني من بين أربعة أبناء، وقد أبدى اهتمامه بالفن منذ صغره، فذهب للدراسة في كلية الفنون الجميلة في جنيف قبل وصوله إلى باريس في يناير كانون الثاني 1922، التي استقر بها، حيث كانت آنذاك تغلي بالأفكار والموجات الجديدة، بيكاسو، سترافنسكي، بيكت، جويس.
وقضى جياكوميتي حياته لتجريد أعماله دون كلل لمحو علامات التعرف عليها. هذا هو ما يجعل فنه عالمي جدا وبعيد المنال.
يشار إلى أن هذا المعرض الذي ينظم تحت الرعاية السامية لجلالة الملك محمد السادس، وإنتاج مشترك بين المؤسسة الوطنية للمتاحف ومؤسسة ألبيرتو وأنيت جياكوميتي.
أرسل تعليقك