سواكن ـ شينخوا
اكملت وكالة التنسيق والتعاون التركية (تيكا) مشروع ترميم ثلاثة مباني اثرية بمدينة سواكن التاريخية بشرق السودان، فى إطار جهود مشتركة تقودها الحكومة السودانية لإعادة الحياة إلى المدينة الاثرية.
واقامت الوكالة التركية احتفالا بمدينة سواكن (الخميس) بمناسبة الانتهاء من ترميم المسجد الحنفى، والمسجد الشافعى ومبنى الجمارك الاثرى، بحضور ممثلين لحكومة ولاية البحر الأحمر والسفير التركى بالخرطوم.
وقال يحى اجو مدير مكتب وكالة التنسيق والتعاون التركية بالخرطوم، فى تصريح لوكالة أنباء (شينخوا)، " لقد بدأنا هذا المشروع قبل عامين، وانتهينا الآن من اكمال ترميم ثلاثة مباني اثرية وتاريخية بجهد مشترك مع حكومة السودان والسلطات المحلية بولاية البحر الاحمر ".
وأضاف " نخطط مستقبلا لترميم بقية المبانى بمدينة سواكن الاثرية، ولدينا اتصالات مع حكومة السودان وشركاء اخرين لانفاذ هذا المشروع الحيوى، ونحن نؤمن بالاهمية التاريخية لسواكن كواحدة من الرموز التراثية فى حقبة مهمة من تاريخ السودان".
وأتي مشروع ترميم مدينة سواكن السودانية تحت اشراف وزارة السياحة بولاية البحر الاحمر، وبتنفيذ مباشر من وكالة التنسيق والتعاون التركية، فى اطار جهود سودانية لتنشيط السياحة في ولاية البحر الاحمر التى تمتلك مكونات سياحية جاذبة وفى مقدمتها المدينة الاثرية بسواكن.
وقال الطاهر محمد ابراهيم معتمد محلية سواكن، فى تصريح ل(شينخوا)، " لقد رحبنا منذ البداية بعرض تركيا ترميم بعض المباني الاثرية بسواكن، ولا سيما ان لتركيا علاقات تاريخية بسواكن التي يرجع بناؤها إلى القرن الخامس عشر ابان الامبراطورية العثمانية".
واضاف " هذه المبانى الثلاثة التى اكتملت عملية ترميمها بنتها الامبراطورية العثمانية في القرن الخامس عشر، والأن يعيد الاتراك بناءها من جديد، هذا عمل مهم يعيد شيئا من الحياة لمدينة سواكن بعد دمرت اجزاء كبيرة من مبانيها الاثرية والتاريخية".
وكانت سواكن يوما ما اول ميناء رئيس للسودان، وقد بنيت فوق جزيرة مرجانية قبل أن تتحول منازلها إلى آثار وأطلال.
وتبذل حكومة ولاية البحر الأحمر جهودا مكثفة لترميم مدينة سواكن الاثرية فى اطار خطة عامة تستهدف تنمية المناطق السياحية وتوفير بيئة جاذبة للسياح من داخل السودان وخارجه.
وتقع مدينة سواكن على الساحل الغربي للبحر الأحمر على خط عرض 19، 5 درجة شمال خط الاستواء وخط طول 37,5 درجة شرق، وتبعد نحو 61 كيلو مترا إلى الجنوب من مدينة بورسودان عاصمة ولاية البحر الأحمر.
وتدور اساطير وحكايات عدة وروايات مختلفة حول اسم المدينة التى لم يعرف حتى الآن تاريخ انشاءها، وتقول بعض الاساطير ان اسمها الحقيقى "سواجن" للاعتقاد بأن نبي الله سليمان كان يسجن فيها الجن المتمرد على سلطانه، ومن بعد تم تحريف الاسم إلى سواكن.
وتقول روايات أخرى إن اسمها جاء من كلمة "أوسوك" والتى تعنى "السوق" بلغة قبائل البجا اكبر المجموعات السكانية بشرق السودان.
بينما يرى اخرون ان تسمية سواكن اصلها عربى وهى مشتقة من كلمة السوق، ويعززون هذا الافتراض بوصول مجموعات سكانية عربية من شبه الجزيرة العربية إلى الضفة المقابلة لمدينة سواكن واقامتهم فى تلك البقعة واختلاطهم بالسكان المحليين.
ويميل محمد حسن بوداى وهو باحث بمنطقة سواكن ومهتم بتاريخ المنطقة إلى ترجيح فرضية ان اصل التسمية هى "سواجن".
وقال بوداى " الرواية الرائجة تتحدث عن ان المنطقة كانت عبارة عن سجون اقامها نبى الله سليمان لحبس الجن المتمرد على سلطانه ".
واضاف " ان الاختلاف حول تسمية المدينة يؤكد الغموض الذى اكتنف نشأتها، وحتى الان لم يعرف من تم انشاء المدينة، ولكن كانت هناك مبانى تشبه فى تصميمها السجون مما يرجح فرضية تسمية سواجن".
أرسل تعليقك