الأقصر ـ محمد العديسي
تحتفل الأقصر مع شروق شمس يوم الجمعة المقبل، الموافق 21 من شهر كانون الأول/ ديسمبر الجاري - بتعامد الشمس على قدس أقداس الإله آمون داخل معابد الكرنك الفرعونية الشهيرة، وهو الاكتشاف الذي رصده وتوصل إليه مركز البحوث الأثرية في جمعية المرشدين السياحيين في الأقصر . ويجرى الاحتفال به للعام الثاني على التوالي، وذلك ضمن مساعي سلطات محافظة الأقصر للخروج من أزمة التراجع السياحي، التى تعانيها المحافظة منذ تفجر "ثورة يناير" المجيدة .
ويقام على هامش الاحتفالية ندوة موسعة حول أسرار الظواهر الفلكية فى مصر الفرعونية و الملامح التاريخية لظاهرة تعامد الشمس على المعابد الفرعونية . ويحاضر فيها عالم الفلك المصرى
الدكتور مسلم شلتوت . وأكد محافظ الأقصر عزت سعد أن مثل ذلك الحدث يدل على ريادة قدماء المصريين لعلم الفلك فى العالم أجمع، مطالبًا بتكثيف الجهود لاستغلال تلك الظواهر التي عجز العلماء عن تفسير الكثير من أاسرارها حتى اليوم في تحقيق مزيد من الجذب السياحى للمواقع الأثرية المصرية، وأن محافظة الأقصر حريصة على إبراز مثل تلك الأحداث، والاحتفال بها، ودعوة السياح إلى مشاهدتها، أملاً فى أن يتجاوز القطاع السياحى بالمحافظة أزمته الحالية
وقال الدكتور منصور بريك: إن تعامد الشمس على قدس أقداس المعبود آمون جرى في يوم نقل الشمس وبداية فصل الشتاء لدى المصريين القدماء، والذي يوافق 22 من شهر كانون الأول/ ديسمبر في كل عام، مشيرصا إلى أن مدة التعامد تستمر 6 دقائق، ثم تنتقل إلى بهو الأعمدة مشكلة علامة "الأخت" الفرعونية بمعنى "الأفق". في تأكيد لعلاقة آمون بعبادة الشمس. وأوضح المدير العام لآثار الأقصر ومصر العليا أن ظاهرة تعامد الشمس على قدس أقداس المعبود آمون في معابد الكرنك تناولتها من قبل دراسات أثرية سابقة للفرنسيين نيكولا جريمال ولوك جافلود، وهما من علماء المصريات الذين عملوا لسنوات في معابد الكرنك.
وتحتوي المناطق الأثرية المصرية على الكثير من المعالم الأثرية التي تؤكد تقدم قدماء المصريين في مجال علوم الفلك. مثل وادي النبطة، الواقع شمال غربي أبو سمبل، وذي القيمة الفلكية الكبيرة، والذي عثر فيه على أول بوصلة حجرية، وأقدم ساعة حجرية تحدد اتجاهات السفر وموعد سقوط المطر، ويرجع تاريخهما إلى 11 ألف سنة، وهو أقدم دليل تاريخى حدد بدايات السنة والانقلاب الشمسي والاتجاهات الأربعة، وهو من أعظم الاكتشافات الفلكية فى مصر والعالم، وهو كشف يزيل الغموض الذي يحيط بظاهرة تعامد الشمس على معبد أبوسمبل، ويؤكد امتلاك المصريين القدماء لفنون وعلوم وأسرار الفلك باقتدار. وكشف المدير العام لآثار أبو
سمبل ومعابد النوبة الدكتور أحمد صالح، وجود الكثير من الدلائل على اهتمام الفراعنة بالشمس وشروقها، وبراعتهم فى التقويم.
وتعد معابد الكرنك متحفًا مفتوحًا لحضارة وتاريخ قدماء المصريين، فهو يضم خليطًا من الطرز المعمارية المختلفة المشيدة لملوك مصر، الذي يرجع تاريخها من الأسرة الثانية عشرة حتى العصر اليوناني الروماني. ولذلك فهو مكان يبهر الزائر لعظمة بنيانه، الذي يغطي 60 فدانًا.
أرسل تعليقك