غزة - صفا
بعد فوز فلسطين في المواجهة الدولية الثانية مع "إسرائيل" عبر التصويت لإدراج قرية "بتير" إلى قائمة الإرث العالمي في المؤتمر السنوي لمنظمة الأمم المتحدة للعم والثقافة "اليونسكو"، تتهيأ للتقدم بطلب إدراج 21 موقعًا في السنوات المقبلة تتقدمها مدينة الخليل بالدورة القادمة.وصوتت "اليونسكو" الجمعة الماضي في جلستها الـ38 على طلب فلسطين بإضافة مدرجات بتير على لائحة التراث العالمي، حيث تم التصويت سريًا بناءً على طلب ألمانيا.وكان الفلسطينيون قد حصلوا على دعم أغلبية الدول الأعضاء في اليونسكو العام الماضي بعد التصويت لصالح طلبهم بإدراج مدينة بيت لحم في الدورة السابقة لليونسكو التي انضمت فلسطين لها في الـ31 من تشرين أول لعام 2011.وتقول وزيرة السياحة والأثار رولا معايعة إن فلسطين نجحت في الحصول على تصويت غالبية أعضاء المؤتمر.وتتميز "بتير" الواقعة غرب مدينة بيت لحم بالمدرجات الخضراء التاريخية والمسماة بـ "مدرجات بتير" والسلاسل الجبلية فيها ونظام المياه التقليدي والبلدة القديمة والمواقع الأثرية الموجودة في الجهة الجنوبية والشمالية والغربية للقرية والمعروفة بمنطقة "الجناين".وصوتت كافة الدول الأعضاء على طلب إدراج القرية، فيما صوتت ضده ألمانيا وكرواتيا وفنلندا.وتوضح معايعة لوكالة "صفا" أن فلسطين تطرح في الدورة الحالية لليونسكو 3 ملفات رئيسة أولها الحفاظ على بيت لحم المعتمدة من قبل الأمم المتحدة كإرث عالمي، إضافة لتقديم 3 تقارير حول حالة المحافظة على المدينة وكنيستها المهد.وتوضح بأن التقرير يضم أيضًا عرض انتهاكات الاحتلال بحق المدينة ومدى التزام سلطاته بقرار اليونسكو في مؤتمرها السابق بإدراجها ضمن الإرث العالمي.والملف الثاني في الدورة الحالية-بحسب معايعة- هو ملف القدس المحتلة والانتهاكات التي تمارسها "اسرائيل" داخل أسوار القدس وعلى رأسها البلدة القديمة المدرجة أيضًا ضمن الإرث العالمي.وتشير إلى أنه سيتم مطالبة اليونسكو باتخاذ قرارات تجاه هذه الانتهاكات من أجل وقفها وإلزام الاحتلال باعتبارها إرثًا عالميًا.وسيواجه الجانب الفلسطيني مشاكل عديدة من الممكن أن تحول دون اتخاذ قرار من قبل "اليونسكو" تجاه القدس، وتوضح معايعة أن أبرزها العقبات التي تحاول "اسرائيل" وضعها من أجل منع اتخاذ أي قرار ضدها.
التجهيز للأعوام القادمة
وبعد نيل الطلب الثاني، تُجهز وزارة السياحة والأثار لائحة تضم 20 موقعًا تاريخيًا وأثريًا فلسطينيًا من أجل التقدم بطلب إدراجها إلى قائمة الإرث العالمي في الدورات القادمة لـ "اليونسكو".وتفيد معايعة أن هذه اللائحة لديها طاقم من المختصين والخبراء ضمن لجنة تعمل على دراسة كل ما يتعلق بالتحضير للتقدم بطلب إدراجها في الأعوام القادمة.وتذكر أن من بين هذه المواقع تل السلطان في أريحا، وقمران على ضفاف البحر الميت، وميناء غزة القديم، وأحراش أم الريحان، ووادي غزة، وبرية الخليل، مشيرة إلى أن الدورة القادمة لليونسكو سيتم التقدم بطلب ضم مواقع مدينة الخليل إلى التراث العالمي.أما وكيل وزارة السياحة طه حمدان فيؤكد أن مسيرة فلسطين في اليونسكو لطلب تسجيل المواقع الأثرية مستمرة وتهدف إلى حمايتها من الانتهاكات والمخططات الإسرائيلية إضافة إلى تطوير وإنعاش السياحة في فلسطين.ويشدد على أن أهم ما يميز فلسطين في دورة "اليونسكو" الحالية والدورات المقبلة أنها أن عضو كامل فيها.كما يؤكد أن الجانب الفلسطيني سيواجه معيقات ستحاول وضعها "اسرائيل" في كل دورة لمحاولة منع التصويت على إدراج مواقعنا.ويستدرك "ولكن سنتغلب على هذه الصعوبات بالحجج والبينات، مع العلم أننا قدمنا في طلب إدراج بتير ما يثب أنها منطقة ذات قيمة عالمية وهي في وضع طارئ يستوجب التدخل للحفاظ عليها وعلى قيمتها سريعًا، خاصة من خطر جدار الفصل العنصري".ويحتاج اعتماد الطلب الفلسطيني بإدراج أي موقع على قائمة الإرث العالمي تصويت 21 دولة وهي: قطر وكوريا وبولندا وألمانيا والهند، اليابان، كازاخستان، لبنان، الجزائر، تركيا، فيتنام، السنغال، البرتغال، الفلبين، بيرو، وصربيا، وجامايكا واليابان وكولومبيا وفنلندا وماليزيا إضافة إلى كرواتيا.
أرسل تعليقك