المدينة المنورة – العرب اليوم
وجه الدكتور سعيد السريحي جملة من الانتقادات للأديب عبدالقدوس الأنصاري في المحاضرة التي ألقاها يوم الأول من أمس الجمعة في نادي المدينة المنورة الأدبي تحت عنوان «أول أثر لم يظهر»، أشار فيها إلى أن الأنصاري تكلم عن كتاب ظهر ولم ينشر وليس له أثر، وأن كتاب «أدبنا الحديث.. كيف نشأ.. وكيف تطور»، لا يتضمن الكتاب المشار إليه، مبينًا أن ذلك أقرب ما يكون إلى ادعاء أن هناك كتابا.
وعد السريحي أن رواية «التوأمان» لعبدالقدوس الأنصاري تعتبر أول قصة صدرت في الحجاز»، معتبرًا أن مقدمة هذه الرواية والتي كتبها الأنصاري، تنم عن اتجاه شديد المحافظة في اتجاهات التجديد وما يتم استحداثه من أساليب وفنون لم يرد في هذا التقرير ذكر لأول أثر ظهر في مقام كان حريًا بالأنصاري وهو الحريص على توثيق أولياته أن يذكره فيه.
وعاد السريحي إلى كتاب «أدبنا الحديث.. كيف نشأ.. وكيف تطور» مبديًا عدة ملاحظات بقوله: «الكتاب كما وصفه الأنصاري نفسه «غريب التكوين»، فهو يتكون من نصفين أحدهما للنشر سنة 1247 وولد الآخر بعده بواحد وخمسين عاما أي عام 1398 وقد آثر الأنصاري جمعهما في كتاب واحد. وكما لم يظهر النصف الأول ولم يظهر الكتاب الذي ضم ذلك النصف إلى نصف جديد ومنح اسمًا جديدًا وكتبت مقدمته سنة 1398 وكأنما صرف الأنصاري النظر عن نشره. وعلى الرغم من أن كتاب أول أثر ظهر لم يظهر في تلك الفترة التي قال إنه أعده فيها للطبع إلا أن الأنصاري يعده أول كتاب ألف في الأدب الحديث إذ من المستغرب ألا يشير الأنصاري إلى ذلك الكتاب الذي كان قد أعده للنشر وضم إليه كتاب أول أثر ظهر، مفسرًا تجاهله بأنه يعود إلى عدم رضى الأنصاري عنه.
ونوّه السريحي إلى أن ملاحظاته لا تقلل من مكانة الأنصاري وريادته في الآثار والرواية، ومكانته العلمية والأدبية، إلا أنه كباحث يقدم أسئلة حول كتاب «أول أثر ظهر» لم يثبت له وجود رغم ما ذكر عنه من إشارات، مبينًا أن عدة أمور عن الأدب توحي بأن أدباء المدينة لا يصبحون مشاركين في تأسيس الأدب الحديث في المملكة رغم تأخرهم زمنيا عن أدباء مكة وجدة فحسب بل، مؤسسين للمذهب الصحيح والنهج القويم وأصحاب الفضل في تصحيح مسار الأدب بعد أن كاد أن ينحرف مساره على يد أتباع المهجريين من أدباء مكة وجدة.
المحاضرة شهدت العديد من المداخلات منها مداخلة الدكتور عبدالباسط بدر الذي أكد حق الناقد في أن ينقد وليس هناك أحد فوق النقد، فيما أشار الدكتور محمد الصفراني إلى أن الأنصاري كان مفتونًا بالأولويات، فيما ذهب المحامي سعود الحجيلي إلى رفض التشكيك في الرواد، بينما خالفت الدكتورة أمل برزنجي ما ذهب إليه السريحي بالإشارة إلى أن رواية «التوأمان» ليست رواية محافظة وإنما رواية متفتحة، كما طالبت عضو النادي الأدبي منال محروس بجمع أهم الكتب النادرة من المكتبات الخاصة، لأنها تكشف عن تراث لا ينبغي أن يضيع.
أرسل تعليقك