دمشق ـ سانا
تعاون فني لافت حققه المايسترو ميساك باغبودريان بقيادته للفرقة السيمفونية الوطنية جنبا إلى جنب مع الفنان حسام الدين بريمو الذي أنجز جهدا مشتركا عبر كورال الحجرة في المعهد العالي للموسيقا وذلك في الحفل الموسيقي الذي جمع الفرقتين على مسرح الدراما بدار الأوبرا السورية ليكون الجمهور على موعد مع مقطوعات موسيقية وغنائية تألق من خلالها مغنو ومغنيات الأكاديمية الدمشقية مع فناني أعرق الفرق السيمفونية في العالم العربي.
الأمسية الدمشقية التي قدمتها الفرقتان افتتحاها بمقطوعة "تحميل نهاوند" للفنان كمال سكيكر برع فيها كل من محمد نامق على الة التشيللو ومسلم رحال على آلة الناي لتتابع أداءها الجماعي اللافت بمقطوعة من مؤلفات ألكسندر غيمان عبر حركة حيوية من السيمفونية رقم واحد تجلت فيها قدرة كل من آلة الأورغن التي عزف عليها الفنان أغيد منصور مع آلات الأوركسترا الأخرى وذلك وفق مزاوجة مستمرة بين جوقة الالات الوترية والإيقاعية والنفخية وصولا إلى مناخات موسيقية لحنية قاربت روح الموسيقا الغربية وعبقرية هذه الأخيرة في سكب مهارات الأداء وتوحيدها ضمن قالب أوركسترالي أقرب إلى الفرق الموسيقية الكبرى.
كما قدمت السيمفونية الوطنية في جزئها الأخير من الحفل روائع من مؤلفات الروسي بيتر تشايكوفسكي مفتتحة بمتتالية "كسارة البندق" من المصنف رقم 71إضافة إلى مارش ومقطوعات متعددة كان أبرزها "رقصة الجنية..رقصة روسية..رقصة عربية..رقصة صينية" حيث أوضحت هذه الموءلفات قدرة المايسترو باغبودريان في تحقيق ذلك التناغم السحري بين مختلف آلات الأوركسترا مستندا في ذلك الى مستويات عالية لدى عازفي السيمفونية الوطنية التي أصبحت حفلاتها تقليدا من تقاليد دار الأسد للثقافة والفنون منذ افتتاح الدار في أيار عام 2004.
وختمت الفرقة حفلها الموسيقي اللافت بمقطوعة "فالس الورود" من أعمال تشايكوفسكي مقدمة أعذب المؤلفات في معجم الموسيقا الكلاسيكية التي تعتمد على رهافة منقطعة النظير في تنفيذ هذه الأعمال ليكون الجمهور أمام مفاجأة الأمسية السورية بمقطوعة "رقصات من أوبرا الأمير إيغور" بمشاركة من كورال الحجرة في المعهد العالي للموسيقا وهي من تأليف ألكسندر بورودين حيث أدت كل من السيمفونية والحجرة أداء لافتا في مؤلفات بورودين مجسدة عبقرية الفنان السوري وقدرته على استيعاب موسيقا الشعوب وأدائها بأسلوبية استثنائية من الحساسية المندمجة بالخبرة وسنوات التمرين الطويلة.
يذكر أن دار أوبرا دمشق تحتضن وبشكل رسمي الفرقة السيمفونية الوطنية السورية منذ بداية عام 2012 كواحدة من أهم فرق أوبرا دمشق والتي تقدم عروضا مستمرة فيها كما سبق أن مثلت الفرقة سورية وأبرزت وجهها الحضاري في الكثير من المهرجانات والمحافل في بلدان عربية وأجنبية فأحيت حفل الافتتاح الرسمي لدار أوبرا دمشق بقيادة ميساك باغبودريان الذي يشغل منصب القائد الأساسي للفرقة منذ عام 2003.
أما جوقة "كورال" المعهد العالي للموسيقا فقد تأسست في تشرين الأول من عام 1991 وتتألف من بعض طلاب المعهد ويشرف على تدريبها حسام الدين بريمو حيث تؤدي الجوقة أداء احترافيا استطاعت من خلاله تقديم أعمال كبيرة مثل أوبرا دايدو وإينياس "هنري بورسيل" وكارمينا بورانا "كارل أورف".
أرسل تعليقك