عبر مسيرتها الشعرية التي تمتد اثني عشر عاما أصدرت الشاعرة لبنى مرتضى خلالها مجموعتين شعريتين تميزت خلالها بكتابة القصيدة الحديثة التي تشكلها وفق عاطفتها الداخلية وإحساسها الذاتي.
وفي حديث لـ سانا توضح مرتضى أن دافعها الأول للكتابة تأثرها بواقعها المحيط بما يحمل من أحداث وأشخاص يحرك في داخلها إحساسات داخلية تجعلها تشعر بشكل عفوي أنها بحاجة للكتابة لتنقل عالمها الداخلي إلى سطح الورقة.
وعندما تنقل شاعرتنا أحاسيسها من فكرة إلى قصيدة فإنها تشعر بسعادة غامرة لأنها كما تبين استطاعت أن تصوغ المؤثرات التي عاشتها من واقعها المحيط إلى فن وإبداع أكثر رقيا وأشد تأثيرا ولكنها تترك للمتلقي تفسير الغاية التي تنشدها من الكتابة لأن النص يحمل دائما دلالات تعطي أكثر من معنى.
وعن الدلالات التي يحمله شعرها تقول مرتضى كثير من القصائد التي أكتبها تحمل في جوانبها متناقضات الدفء والرقة والتمرد ويتخاطفها الشوق وأجنحة الوحشة الحالمة والغربة الداخلية وتبحث عن المزيد من الصور الغنائية التي يمتزج فيها صدق الواقع والبساطة.
وتحاول مرتضى أن تكون نصوصها في النهاية ذات مجموعة من الرؤى والأطياف والصور المتآلفة التي تبدو كأنها جملة واحدة أو مقطع وجداني متجانس رغم أن حالات الكتابة تختلف عندها بين الشدة والقوة والسهولة والرقة.
وعن تأثرها بالشعر والشعراء العرب تقول قرأت كثيرا من الشعر العربي بأنواعه وأجناسه المختلفة ومررت على مختلف الصور والمعاني واطلعت على تجارب ذاتية وروحية إلا أنني لا أرغب بذكر أحد فالشاعر في النتيجة ينبغي أن يتجاوز أساتذته ضمن ما يقدمه من ابتكارات.
وعن رأيها بما يقدمه الشعراء السوريون الشباب على الساحة الثقافية حاليا توضح بالقول.. لا بد للشعراء الشباب أن يعملوا على تكوين حالة شعرية قادرة على إثبات الذات وعلى التطور بدلا من أن يدفعوا بأي كلام إلى المنابر تحت تسمية شاعر والذي سيلحق أذى بالساحة الثقافية وبالشاعر ذاته وبمستقبل الشعر.
وفي رأيها أن مثل هذه الحالات أصبحت شائعة وتغزو كثيرا من المنابر الثقافية إضافة إلى بعض الصحف التي تستقطب كثيرا من هؤلاء على حساب الذين يمتلكون مواهب حقيقية يمكن أن تكون دعما للوطن ولثقافته في حال أخذت حقها وتمكنت من أداء دورها.
وتعتقد مرتضى أن الشعر العربي المعاصر بات يعاني من منافسة الشعر الغربي لأنه لا يعمل على تطوير مكوناته بسبب تراجع الحالة الثقافية التي تعتبر أهم أساس في الشعر ومع ذلك فإنها تؤكد أن الشعر الغربي لم يتمكن من تجاوز المنظومة الشعرية الموجودة في تاريخنا العربي.
أما عن الشعر الذي يكتب في الأزمة فتقول مرتضى كتب كثير من الشعر بخصوص ما يدور في بلادنا سواء من الشعراء الحقيقيين أو من الأدعياء إلا أنني لا أرى أن ما كتب قد استوفى شروطه وأدى واجبه.
وحول رؤيتها لتجربتها الشعرية الخاصة في المستقبل تشير إلى أنها تعمل على محاولة تكثيف النص إلى الحد الذي يمكنها من عدم تكرار نفسها حتى ولو كان التطور عبر حركة بطيئة تستوجب ثقافة متراكمة لأن كتابة الشعر مسؤولية اجتماعية وإنسانية وثقافية تمتد من الحاضر إلى المستقبل.
وتتمنى مرتضى من جيل الشباب أن يشتغلوا على نصوصهم بهدوء ولا يستعجلوا في التزاحم إلى الساحة الثقافية ولا سيما الشباب الذين يكتبون النص النثري لأن هذا الجنس الأدبي يحتاج إلى مفردات وأدوات تجعله أكثر جمالا وإبداعا مما سبقه لئلا يحكم عليه بالفشل.
يذكر أن الشاعرة لبنى مرتضى شاركت في العديد من الأنشطة الثقافية ولها كتابان في الشعر الحديث الأول بعنوان “القمر الطليق” والثاني “عرق الذهب” كما أنها تنشر كتاباتها في الدوريات السورية والعربية إضافة إلى الوسائل الإعلامية المتلفزة.
أرسل تعليقك