جنيف - قنا
أدانت منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة " اليونسكو " أعمال التخريب والاعتداءات التي تعرضت لها مؤخرا مباني التراث الثقافي والديني في مدينة طرابلس القديمة بليبيا.
وأشارت المنظمة الأممية إلى أن مجموعة من المسلحين قامت في السابع من الشهر الحالي باقتحام وتخريب أحد أشهر مساجد طرابلس وأجملها وهو مسجد القرمانلي الذي بناه أحمد باشا القرمانلي عام 1738.
وقد أدى الهجوم إلى إزالة زخارف الفسيفساء والبلاط داخل المسجد وانهيار أرضيته بالكامل.
كما تعرضت مدرسة عثمان باشا التاريخية، التي تؤوي الجماعة الصوفية في طرابلس، إلى أضرار وأعمال سلب ونهب من قبل مسلحين.
وأشارت "اليونسكو" أيضا إلى محاولة تخريب جامع درغوت باشا الشهير الذي خصص لأول حاكم لطرابلس، إلا أن المتطوعين المحليين قاموا بحماية مبنى الجامع وأجبروا المعتدين على الفرار.
ونقلت إذاعة "الأمم المتحدة" عن إيرينا بوكوفا المديرة العامة لليونسكو قولها اليوم، "إن أعمال السلب والنهب التي تنال الممتلكات الثقافية، فضلا عن الاتجار غير المشروع بها، تؤدي إلى تعميق جراح المجتمع الليبي الذي يناضل من أجل استعادة الحياة الطبيعية".
وأشادت بوكوفا بما قام به المواطنون والمتطوعون الذين دافعوا عن جامع درغوت باشا.
وأضافت بوكوفا" أن تلك الاعتداءات ليست أعمالا تخريبية منعزلة وإنما تقع في سياق عام من الاعتداءات المتكررة والمقصودة التي يتعرض لها التراث الثقافي في ليبيا وأماكن أخرى، مما يهدد التماسك الاجتماعي ويزيد من عوامل العنف والفرقة داخل المجتمعات".
وحثت "اليونسكو" جميع الشركاء الوطنيين والدوليين على تعزيز تدابير الحماية واليقظة من أجل الحفاظ على التراث الثقافي في ليبيا في ظل الظروف الحالية من عدم الاستقرار وغياب الأمن.
وذكرت منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة أن المباني التاريخية والدينية بمدينة طرابلس القديمة، التي تمثل تراثا مشتركا لجميع الليبيين، أصبحت هدفا مقصودا بشكل متزايد لممارسات التخريب فضلا عن تعرضها لمخاطر السلب والنهب والاتجار غير المشروع.
وفي إطار مشاركة اليونسكو السلطات الليبية في تعزيز التدابير الطارئة لحماية التراث الثقافي، سيتم تنظيم دورة تدريبية في مجال الاستعداد لمجابهة حالات الطوارئ والمخاطر خلال الأسابيع المقبلة لتتمكن السلطات من تنفيذ عمليات سريعة لتقييم وتوثيق ومراقبة التراث الثقافي وحمايته.
أرسل تعليقك