القاهرة - أ.ش.أ
نادرة هي المصادر الأدبية التي أرخت لعصري محمد علي باشا الكبير وإبراهيم باشا، ويعد كتاب "تاريخ محمد علي وإبراهيم باشا"؛ الصادر حديثا عن دار "رؤية"، أحد هذه المصادر النادرة، وهو الكتاب المسمى "المناقب المصطفوية والمآثر المحمدية العلوية" لإسكندر بن يعقوب أغا ابكاريوس. ومن الواضح أن أبكاريوس استقى مادته عن الباشا وولده من خلال والده الذي كان صديقا مقربا من إبراهيم باشا، وكذا بعض الروايات الشفهية التي استقاها من أعيان الشام وأيضا بعض الضباط الشوام الذين رافقوا ابراهيم باشا في حملاته على الشام والأناضول.
كما كان المؤلف واسع الاطلاع على الوثائق الرسمية، خاصة تلك التي تتعلق بالبلاغات العسكرية، وموقف إبراهيم باشا الحربي على الأرض ونشرات الجيش المصري الدورية، هذا الى جانب تلك الوثائق المتعلقة بمراسلات محمد علي باشا مع دول أوروبا، خاصة ما يتعلق منها بموقفه من الباب العالي بعد نجاحه في فتح عكا وضم الشام الى مصر.
الكتاب الصادر في 199 صفحة بغلاف للفنان حسين جبيل، حققه وعلق عليه وقدم له أحمد عبدالمنعم العدوي، وراجعه وقدم له رءوف عباس الذي انتهى إلى أنه برغم ما في الكتاب من مبالغات، إلا أنه يتيح لمن يهتم بدراسة الوجود المصري في الشام على عهد محمد علي، الوقوف على المناخ الذي دارت فيه الأحداث، وبعض ما اتصل بعلاقات السلطة وأحوال الناس، كما يقدم لدارسي تاريخ الأدب العربي في القرن التاسع عشر معينا من المادة النافعة.
وكما يؤكد رءوف عباس، فإن المحقق بذل جهدا متميزا في ضبط النص والتعليق عليه خدمة للتاريخ والثقافة العربية.. والنص الذي اعتمد عليه المحقق مكتوب بخط المؤلف وممهور بختمه ومحفوظ في خزانة مكتب الجامع الأزهر، علما أنه فرغ من كتابته عام 1873 م.
أرسل تعليقك