باتنة ـ واج
يستقطب تراث القناوة العريق للباهية وهران اهتمام سكان عاصمة الأوراس الذين اكتشفوه عن قرب من خلال فعاليات الأسبوع الثقافي لعاصمة الغرب الجزائري بولاية باتنة الذي تحتضنه دار الثقافة محمد العيد آل خليفة على مدى أسبوع.
ويعرف الجناح المخصص للقناوة منذ افتتاح هذه التظاهرة إقبالًا كبيرًا للزوار من أجل التعرف على هذا الإرث العريق الذي يحمل بصمة خاصة جعلت الكثير من الشباب يقبلون عليه من خلال عشقهم للموسيقى التي تنساب من أوتار آلة القمبري العتيقة.
أما تساؤلات الفضوليين فتجد لها إجابات وافية لدى رئيس جمعية ديوان قناوة وشيخ زاوية القناوة بوهران السيد حسان عبد الواحد الذي قال بأنها المرة الأولى التي يقدمون فيها تراث قناوة وهران بباتنة.
ولوحظ بأن الشيخ يجد متعة كبيرة في التعريف بمحتويات جناحه الذي امتزجت فيه الألوان الزاهية برائحة البخور المختلفة.
وما يلفت الأنظار بهذا الجناح الذي خطف الأضواء من باقي الأجنحة الأخرى رغم ثرائها هو الحضور القوي للودعة (نوع من الأصداف البحرية الصغيرة) التي قال عنها الشيخ عبد الواحد بأنها رمز قناوة حيث تظهر على الألبسة والقبعات وأيضا تزين آلة القمبري الشهيرة بطريقة جذابة.
وحمل الجناح تفاصيل دقيقة عن زي القناوة العتيق ومن بينه حذاء صنع من شعر بقر الغابة حسب المتحدث الذي أوضح بأنه يعود إلى فترة ما قبل الميلاد وكان القناوة الأوائل يلبسونه مع ألبسة مصنوعة من جلود الحيوانات المفترسة كالأسود والأبقار الوحشية.
أما القمبري فأضاف بأنها آلة روحية ذات مكانة خاصة في تراث وتقاليد قناوة فتصنع من جلد الجمل وأوتارها من جلد الماعز و جرت العادة -حسبه- أن يغطي كل من يعزف عليها رأسه بقبعة احتراما لها.
ومن القطع التي أثارت تساؤلات الزوار "البولالة" وهي عصا تصنع "حسب شيخ زاوية قناوة وهران" من شحم الثور الذي يوضع في الماء مع الخل ثم يظفر على شكل عصا طويلة ويعرض لأشعة الشمس وبعد أن يجف يستعان به في حلقات الرقص المثيرة التي يطلق عليها "الحضرة".
وأوضح ذات المسؤول بأن هذه العادة محافظ عليها إلى حد الآن في مراسم الوعدة مثل استعمال البخور لاسيما في التجمع الكبير للقناوة بالباهية وهران المعروفة محليا بوعدة "العجمي" أو (الثور) وأيضا ارتداء القبعة المزينة بالأصداف أو "الودعة".
وكان افتتاح الأسبوع الثقافي لولاية وهران بباتنة جرى في أجواء بهيجة ميزتها أنغام فرقة الجمعية الثقافية لفنون الجيل الثالث بموسيقاها الفلكلورية ولباسها التقليدي العريق وكذا طقوس قناوة التي سحرت الحضور.
أرسل تعليقك