خان يونس ـ وفا
وثقت 13 فتاة من محافظة خان يونس جنوب قطاع غزة، اليوم الاثنين، بعضا من فصول معاناة الطفولة بغزة وحقوقها الضائعة، من خلال صور التقطتها أناملهن الصغيرة.
الصور التي اختفت منها الألوان واحتفظت باللونين الأبيض والأسود، اجتمعت بالمعرض الفني 'رقعة شطرنج'، الذي نظمه مركز بناة الغد التابع لجمعية الثقافة والفكر الحر، وافتتحته مدير عام جمعية الثقافة والفكر الحر مريم زقوت وبحضور ممثلين عن فعاليات المجتمع المدني وفنانين وإعلاميين.
ضم المعرض أكثر من (45) صورة فوتوغرافية التقطتها عيون حالمة، بمشاهد لم تكن غريبة، فمشاهد الطفولة الغزية المغيبة، والمحرومة، واضحة المعالم في معظم محافظات القطاع منذ سنوات طويلة عانت فيها أعداد كبيرة منهم من حرمان من أبسط حقوقهم في التعليم والصحة واللعب، بسبب مجمل الظروف السياسية التي شهدها القطاع من حصار وانقسام ألقت بظلالها على تردى الوضع الاقتصادي والاجتماعي.
الصور التي جاءت نتاجا لدورة تصوير فوتوغرافي لمجموعة من الفتيات بمركز بناة الغد، بإشراف المدرب المصور الشاب عاهد شعت، أكدت مدى تمكنهن من بعض المهارات في فن التصوير والتي قاربت بعضها من الاحترافية.
وفي هذا الصدد تقول الفتاة آية مقلد (14 عاما): الدورة مكنتني من التقاط الصور بشكل صحيح من حيث الموضوع والتكوين والتحكم بشكل كبير في إعدادات الكاميرا واستخدامها بشكل يدوي.
فيما أشارت الفتاة خلود ابوعية (14 عاما) المشاركة في المعرض، إلى أن الموضوع الذي اختاروه جاء بعد نقاش مع زميلاتها عن أهم القضايا التي يجب أن يتم طرحها وخلصوا إلى أهمية أن يتم مناقشة قضاياهم وحقوقهم الضائعة، والتي نصت عليها كافة الشرائع السماوية والمواثيق الدولية من خلال الصورة.
وعن الرسالة التي أرادوا إرسالها، قالت: 'ببساطة لفت العالم لما نعانيه'، مطالبة المؤسسات الدولية والحكومية والأهلية بالعمل على توفير حياة أمنة للأطفال بفلسطين.
أما الفتاة نور شعت (13 عاما)، فقالت: 'حاولت أنا وزميلاتي عبر الصور استعراض حياة الأطفال بغزة ومدى الصعوبات التي يواجهوها نتيجة غياب الكثير من حقوقهم الأساسية'، متمنية أن يكون هناك اهتمام بالطفل، وأن تكون هناك مدارس نظيفة وجيدة، وأن تهتم تلك المدارس بالجانب الفني والرياضة والموسيقى.
وقالت مدير مركز بناة الغد أمال خضير: إن المركز في إطار نشر الثقافة الحقوقية وتأصيلها في كيان الفتيان والفتيات بجوهرها القيمي ومضمونها الإنساني، عمل على تنفيذ مجموعة من الورشات والفعاليات الحقوقية التي تم من خلالها إكسابهم معلومات حقوقية، ومن ثم مناقشتهم بها لنخرج وإياهم بمشاعرهم وأفكارهم لتتجسد على ارض الواقع بمعرض 'رقعة شطرنج'، واختزلوا فيها بعض الحقوق في صور فوتوغرافية تتراوح في جمالياتها بين الأسود والأبيض بين المنح والانتزاع.
أرسل تعليقك