القاهرة - أ.ش.أ
طرح الدكتور عبد الرحيم ريحان مدير عام البحوث والدراسات الأثرية والنشر العلمى بسيناء ووجه بحرى بوزارة الاثار خطة علمية متكاملة لإحياء ثلاثة طرق دينية بسيناء تمثل قيمة وملتقى حضارىا للأديان على أرض الفيروز بهدف الوصول بسيناء إلى 20 مليون سائح سنويا إلى جانب السياحة الداخلية والتى تمثل قيمة وطنية كبرى تعزز الإنتماء لهذه الأرض المباركة.
وقال ريحان - فى تصريح له اليوم الخميس - إن الطريق الأقدم هو طريق خروج بنى إسرائيل من مصر والذى يمثل قيمة دينية حيث وردت قصة نبى الله موسى وبنى إسرائيل فى عدة سور بالقرآن الكريم ولقد كرم الله سبحانه وتعالى جبل الطور وجعله فى منزلة مكة والقدس {والتين والزيتون وطور سينين وهذا البلد الأمين} .. والتين والزيتون ترمز للقدس وطور سينين جبل الطور بسيناء والبلد الأمين مكة المكرمة.
وأضاف إن لهذا الطريق مكانة خاصة فى المسيحية لإرتباط بناء الأديرة والكنائس بسيناء بمحطات هذا الطريق تبركاً بها وأشهرها هو دير سانت كاترين أهم الأديرة على مستوى العالم والذى أخذ شهرته من موقعه الفريد فى البقعة الطاهرة التى تجسدت فيها روح التسامح والتلاقى بين الأديان لبنائه فى حضن الشجرة المقدسة (شجرة العليقة) وهو نبات خاص لم يوجد فى أى بقعة بسيناء وفشلت محاولة إنباته فى أى مكان بالعالم ، كما بنى المسلمون مسجداً داخل الدير فى العصر الفاطمى تبركاً بهذا المكان المقدس فتلاقت الأديان فى بقعة واحدة.
وتابع ريحان إن محطات هذا الطريق تشمل عيون موسى 35كم جنوب شرق السويس وطور سيناء 280كم جنوب السويس ، وهى مدينة ساحلية عبدوا فيها العجل الذى صنعه السامرى، ومنطقة الجبل المقدس (سانت كاترين حاليا) وهى المنطقة الوحيدة بسيناء التى يتجمع فيها عدة جبال مرتفعة منها جبل موسى 2242م ، مشيرا إلى ضرورة تطويرها بالكشف عن بقية عيون مصر الإثنى عشر باستخدام أجهزة الاستشعار عن بعد وعمل مشروع صوت وضوء فى الوادى المقدس يحكى قصة الخروج وما تمثله من قيمة لكل الأديان ، وإنشاء شبكة تليفريك لربط الجبال بعضها ببعض ورؤية الوادى المقدس من أعلى للإستمتاع بجمال وجلال هذه المنطقة .
وأكد ريحان أن هناك طريقين مشهورين للرحلة المقدسة للمسيحيين إلى القدس عبر سيناء وهما طريق شرقى وطريق غربى ، و الطريق الشرقى هو للمسيحيين القادمين من القدس إلى جبل موسى ويبدأ من القدس إلى أيلة (العقبة حالياً) إلى النقب ثم عدة أودية إلى وادى حجاج وبه تلال من حجر رملى بها نقوش صخرية للمقدّسين المسيحيين يونانية وأرمينية حتى يصل إلى جبل موسى . .
واوضح أنه بالنسبة للطريق الغربى للقادم من القدس عبر شمال سيناء فيبدأ من رافيا (رفح) ، رينوكورورا (العريش) ، أوستراسينى (الفلوسيات) ، كاسيوم (القلس) ، بيلوزيوم (الفرما) ، سرابيوم (الإسماعيلية) ، القلزم (السويس) ، عيون موسى ، وادى غرندل وادى المغارة ، وادى المكتّب إلى وادى فيران ومنها لجبل موسى .
وطالب ريحان بمنشآت سياحية بهذا الطريق مستوحاة من العمارة البيزنطية لاسيما وأن خامات البناء متوفرة بسيناء من أحجار جرانيتية ورملية وجيرية ، وعمل منتجات خاصة مرتبطة بهذا الطريق ولها أصول تاريخية وتمثل قيمة دينية لرواد هذا الطريق مثل قنانى الحجاج أو قنانى القديس أبومينا وهى أوانى خاصة كانت تصنع من الفخار فى منطقة أبو مينا وعليها صورة القديس بارزة وكان يحملها المقدسون المسيحيون فى رحلتهم ممتلئة من بئر بالمنطقة.
واشار ريحان الى الطريق الثالث وهو درب الحج القديم إلى مكة المكرمة عبر سيناء والذى شهد قمة ازدهاره منذ عام 665هـ -1267م حتى عام 1885م حين تحول للطريق البحرى وكان طريقا لحجاج مصر والمغرب والسودان وأفريقيا والأندلس ومن محطاته بسيناء قلعة نخل بوسط سيناء (130كم شرق السويس) التى بناها السلطان الغورى ومن قلعة نخل يسير الركب نحو الشرق فيقطع فروع وادى العريش إلى بئر التمد إلى دبة البغلة (200كم شرق السويس) وبها نقش خاص على صخرة من الحجر الجيرى.
وأضاف ن إحياء الطريق يتمثل فى تحويل محطاته بوسط سيناء لمحطات تجارية كبرى لتجميع منتجات السعودية والأردن وسيناء من تمور وفاكهة وزيتون وإنتاج ملابس الإحرام والهدايا الخاصة بالرحلة المقدسة ، مشيرا الى أن منطقة نخل كانت منطقة عامرة بالمنتجات ومصادر المياه المختلفة ومركزاً لتموين الحجاج العابرين للطريق وكذلك عمل منتجات مرتبطة بروح هذا الطريق من ملابس ونماذج لمكة المكرمة وأشكال المحمل الشريف والأمور الشعبية المصاحبة لموكب الحج منذ الاستعداد لها ثم خروجها من منطقة بركة الحاج بالقاهرة حالياً وطريق رحلتهم عبر الصحراء.
أرسل تعليقك