الشارقة ـ جمال أبو سمرا
في كل عام يأتي رمضان زائرا كضيف كريم على الشارقة فيلبسها حلة من الفرح والروحانيات الإيمانية، وتبرز المساجد بوصفها الحاضنة الإيمانية الأولى للمسلمين، إذ يلجأ إليها الصائمون للصلاة والتهجد وقيام الليل وصولا إلى الاعتكاف بها في العشر الأواخر من شهر رمضان تأسيا بسنة الرسول صلى الله عليه وسلم.
وتكتسب المساجد بريقًا خاصا في رمضان، حيث تصبح وجهة للمحتاجين يقصدونها للحصول على مائدة إفطار يعدها أصحاب الأيادي البيضاء طلبا للمغفرة والرحمة.
يزّين رمضان أيام الشارقة كما يضيء لياليها بقناديل الألوان والضياء، مضفياً عليها أجواء من روح الغبطة والاحتفال، تحيطها بأريج من رونق خاص، ترى معالمه ولمساته مطبوعة على معظم المباني والشوارع والميادين، وتستشعر تباشيره في تعابير وجوه الأهالي والسكان.
في هذا الموسم وبمناسبة اختيار الشارقة عاصمة الثقافة الإسلامية للعام 2014 تحتفل المدينة بالكثير من المهرجانات والفعاليات الثقافية والفنية والجماهيرية لتطالعك ومنذ اليوم الأول من دخول شهر رمضان بملامح عدة تحتفي بقدومه الميمون، حاملة معها شوق الإماراتيين واستبشارهم بطقوسه، حيث تعم سلوكيات رمضان السمحة وبركته على الجميع، وتطغى مظاهرالاحتفالية على تفاصيل الحياة، فتنشط حركة الأسواق الشعبية والمراكز التجارية بشكل كبير،وتزدحم الطرق والمطاعم والمحلات، كما تعمر جوامع ومساجد الإمارة وتكتظ باحاتها بجموع غفيرة من المصلين، لتختلط خلجات قلوبهم بأصوات المآذن.
ويصف هذه الأجواء الرمضانية الخاصة في الشارقة عبدالله الحمادي (51 سنة)، قائلا " لرمضان قدسيته ومكانته الخاصة عند المسلمين، ونحن في الإمارات بشكل عام نعده من أهم المناسبات الدينية على الإطلاق، ونهتم بممارسة طقوسه حسب العادات والتقاليد، ونحاول أن نغتنم كل أيامه بالعبادات والطاعات، كوننا نعلم بأن فيه تتضاعف الحسنات، كما تتواصل من خلاله الأرحام، وتتعمق أواصر العلاقات الاجتماعية بين الأهل والأقارب والجيران"
ويضيف "نحن مجتمع محافظ ولا نزال ولله الحمد نتمسك بقيمنا المجتمعية ومبادئنا التي توارثنها من زمن الآباء والأجداد، والتي من أهمها صلة الرحم وحسن الجيرة والتكافل المجتمعي والعديد من العادات الطيبة والأخلاقيات السامية والتي تتّعزز سماتها أكثر فأكثر خلال شهر رمضان، فرمضان هو الجامع والمقّرب بين أفئدة الناس، إذ تزداد فيه الزيارات العائلية وتتوطد عبره صلات القربى والرحم، وتمارس من خلاله أصالة العادات والتقاليد، ما يجعل من هذا الشهر بالفعل حالة إيمانية خاصة".
أرسل تعليقك